بلوق الميز

موقع المغتربين العرب

مخاوف من انتشارالطاعون وموت الملايين من البشر

ايام قليلة فصلت بين ظهور وانتشار وباء أنفلونزا الخنازير الذي سبب حالة من الذعر العام تماثل الحالة التي بدأت تداولها الأوساط الصحية و السياسية في مصر بعد ظهور اصابات مؤكدة بمرض الطاعون وصلت لحوالي 12 شخصاً في قرية الطرشة الليبية التي تبعد بحوالي 30 كيلو متراً عن مدينة طوق القريبة من الحدود المصرية تتصاعد المخاوف الصحية مرة أخري بعد انتشار فيروس H1 N1 في مصر من انتقال الطاعون الي داخل الأراضي المصرية ورغم تكتم الدوائر السياسية و الرسمية و تقليلها من انعكاسات و آثار هذا المرض و أنه لا يمثل خطراً حقيقياً علي مصر .
ووفقا للدكتور محمد عبدالعزيز قطقاط أستاذ أمراض الدواجن ووكيل شعبة البحوث البيطرية بالمركز القومي للبحوث فان هذا المرض يسمي بالطاعون التسممي و سببه هو ميكروب يسمي ( الباسترلا ) والذي ينتقل للانسان عن طريق القوارض و كانت تستخدم في الحروب البيولوجية أثناء الحرب العالمية الثانية بحقن الفئران بهذا الميكروب و التي تذهب بدورها و تأكل من خبز العساكر أو تشرب من مياه شربهم فتنتقل اليهم العدوي و يبادون حيث يسبب هذا الميكروب نوعا من البثور أو الدمامل تؤدي الي التسمم موضحاً أن له لقاحا متوافرا و سهلا تحضيره من نفس السلالة واصفاً المرض بأنه مرض ( الفقراء ) حيث يتعرض له من يعانون من اهمال في البيئة المحيطة بهم و اختلال في وسائل نظافتهم الشخصية حيث إن الميكروب لدي الانسان ومن المفترض أن يجدد اللقاح باستمرار كل فترة و أن يتم عمل دراسات دورية علي الميكروب لبيان و تحديد أي تغير يطرأعلي طبيعته مؤكداً أن القوارض و الفئران هي أحسن ناقل لهذا المرض و لابد من أن تتم عمليات ابادة شاملة لكل الفئران الموجودة في المناطق الموبوءة و ضرورة التشديد علي عدم دخول أي شخص مصاب أو مثبتة في اصابته من الجانب الليبي حيث أن تاميكروب يتميز بسرعة انتشار عالية جداً و ايضاً قدرة علي اختراق الأنسجة البشرية نظراً الي أنه سريع التكاثر.


و أوضح أن الفئات الأكثر عرضة للاصابة بالمرض هم من يعيشون في بيئة تكثر بها القمامة و ان عضة الفأر المصاب بالميكروب او أكله أو شربه من طعام و شراب الانسان وسيلة من وسائل نقل العدوي
و ينصح د. قطقاط ساكني الأماكن الصحراوية بضرورة  تجنب النوم في الاماكن المنخفضة أو علي الأرض و ضرورة النوم في أماكن مرتفعة لا تصعد اليها القوارض و الفئران و تغطية الأطعمة والمشروبات و عدم التعايش مع المصابين مشدداً علي ضرورة المراقبة علي الأشخاص و المركبات القادمة من ليبيا حيث إن أي اهمال لا قدر الله يحول المرض الي وباء في حين أن منع دخوله الي مصر أمر في غاية السهولة.
ويشير د. محمد أحمد أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث الي ان ظهور الطاعون في ليبيا الذي كان أخر ظهوره في الحرب العالمية الثانية يأتي ضمن ظاهرة جديدة تتعلق بظهور فيروسات قديمة مرة أخري مثل الطاعون التسممي و مرض السل الذي بدأ يظهر بصورة كبيرة مرة أخري منذ عدة أعوام ؛ وعلي الرغم من توافر مسببات هذه الأمراض الوبائية القديمة داخل المخازن الموجودة في الدول الصناعية الكبري الا اننا لا نستطيع أن نرجع ظهور هذا المرض الي نظرية المؤامرة حيث إن مثل هذه الأفعال سرعان ما تؤدي الي مشكلة عالمية تنتشر في كل أنحاء العالم و ليس في مكان معين يحدد سلفاً حيث ان الفيروس من الممكن أن ينتقل من قارة الي أخري بمنتهي السرعة الآن مستبعداً تماما وجود مؤتمرات عدوانية و مرجعاً السبب الي عودة هذه الأمراض الي الأماكن التي تدهور فيها البيئة و تتغير جراء زيادة المخلفات الانسانية سواء كانت مخلفات مستشفيات او مخلفات قاذورات و مخلفات الصرف الصحي فلابد ان تكون هناك بيئة موبوءة لتكوين الفيروس مشيراً الي أن هذا النوع من الفيروسات يمكن ان ينتقل من انسان الي انسان و لا يحتاج الي القوارض فقط لنقله و اكد امكانية أن يصلنا هذا الفيروس في مصر عن طريق الفئران الجبلية التي تعد عائلا مهماً جداً لنقل الفيروس و هو ما يحدث مع كل الأمراض الوبائية والتي تنتشر بشكل عالمي مما يستدعي التحرك مع الجانب الليبي للحد من انتشاره و لابد من المساهمة معا في القضاء علي كل الحشرات و التخلص من الفئران و اقامة نظام صحل آمن مع الحالات المصابة و أوضح ان لهذا الفيروس لقاحا و متوافرا بكميات كبيرة لكن اللقاح يحتاج معاونة من الخبراء و الباحثين لبيان مدي تصديه و تأثيره علي الفيروس وأن كان قد تعرض الي تحور أو اي نوع من أنواع التغييرات التي تحدث للفيروسات مشدداً علي أن خطورة المرض تنعدم لدي أي ميكروب في حال وجود لقاح مناسب له .
وبدوره يؤكد اللواء حسن حميدة منسق اللجنة الوطنية لمكافحة انفلونزا الطيور و محافظ المنوفية سابقاً أن معلومات وزارة الصحة المصرية تفيد بأن هذا المرض خفيف و علاجه بسيط للغاية فهو لا ينتقل عن طريق الهواء مشيرا الي ان الكشف عنه تزامن مع بدء تطبيق الاجراءات الاحترازية والوقائية وحالة الطواريء المفروضة بالفعل علي كل المنافذ علي الحدود المصرية بسبب فيروس H1 N1 انفلونزا الخنازير التي وصلت الي أكثر من 73 دولة حول العالم لافتا الي اهمية تصريح د. حاتم الجبلي وزير الصحة المصري وهو المسؤول عن صحة المواطنين واي كلمة يقولها تكون محسوبة و لابد أن تتميز بالشفافية والمصداقية.    
وأضاف أن خبر انتشار مرض الطاعون في منطقة الطرشة جنوب مدينة طبرق الليبية كان مفاجأة نظراً لأن هذا المرض قد انقرض و لم نسمع عنه علي مستوي العالم منذ زمن متمنياً سرعة احتوائه كما أبدي ثقته في أن تقوم السلطات الليبية بحصره و القضاء عليه قبل أن ينتشر في مساحات أوسع موضحا أن عملية غلق الحدود مستبعدة تماما الآن و انها أمر تحدده منظمة الصحة العالمية و التي كما رأينا مع مرض أنفلونزا الخنازير لم تصدر أية توجيهات بغلق الحدود حتي الآن لما لهذا الاجراء من ايقاف للحياة و تتفرغ حينها كل مؤسسات الدول للتصدي للمرض .
ويقول د . حمدي السيد نقيب أطباء مصر إن مرض الطاعون هو مرض بيئي يعتمد علي وجود القوارض الناقلة له كالفئران والبراغيث والحشرات مشيرا الي ان الوقاية منه ليست صعبة وتقتصر علي عمليات التطهير والرش والتنظيف للاماكن الموبوءة معربا عن اعتقاده بأن منطقة الطرشة جنوب مدينة طبرق يبدو أن ظروفها البيئية متدنية وسيئة مما أدي لظهور المرض فيها واصفا مرض الطاعون بأنه مرض بيئي تاريخي يظهر عند حدوث تدهور في البيئة سواء من خلال القمامة والقاذورات وما ينتج عن ذلك من زيادة الحشرات وتكاثر الفئران التي تنمو في مثل هذه البيئة غير النظيفة ، نافيا وجود خطورة علي مصر وان نسبة حدوث عدوي هي صفر حيث ان مرض الطاعون لم يعد كما كان في الماضي يحصد الاف الارواح ويجتاح المجتمعات والتجمعات العمرانية والسكانية حيث ان الميكروب المسبب له أصبح من السهل قتله بالمضادات الحيوية ، مؤكدا أن الوضع قد اختلف عن اوائل القرن في الثلاثينيات والاربعينيات ولم يعد يشكل هذا القدر من الذعر والخوف لدي الناس .
وحول امكانية انتقال المرض عبرالفئران الجبلية الموجودة في مناطق متفرقة علي الحدود الليبية رأي انه من الصعب جدا أن يتم ذلك خصوصا أن البيئة هناك صحراوية قاحلة وانتقال المرض يحتاج الي قوارض منزلية حيث إن المرض لا ينتقل الا عن طريق تعرض الانسان الي عضة فأر مصاب بالفيروس حيث ينتقل الميكروب الي دم الانسان لجميع اجزاء الجسم وهو أمر صعب حدوثه مع فئران الجبال .
واشار الي التدابير التي اتخذتها وزارة الصحة والتي تتمثل في ارسال سيارات وفرق طبية لاجراء الكشف الطبي علي الحالات المشكوك في اصابتها والقادمة من ليبيا وايضا القيام بعمليات الرش والتطهير للمنافذ تحسبا لظهور أيه حالات اصابة بالمرض .
ومن جانبه يؤكد د. صلاح الدين عبد الكريم استاذ علم الميكروبولوجيا بجامعة القاهرة أن هذا المرض معروف منذ زمن بعيد فهو من الاوبئة التي تهدد حياة الانسان موضحا أنه ينتقل من الفئران المصابة الي الانسان عن طريق البراغيث حيث تمتص دم الفئران وتنقله الي الانسان موضحا انه يمكن التعرف عن الاصابة اذا ظهرت اعراضه وهي التهاب حاد في مكان اللدغة بالاضافة الي تورم الغدة الليمفاوية مصحوبا بالصداع وارتفاع درجة الحرارة وعلي الشخص المصاب سرعة التوجة لاخذ المضادات الحيوية اللازمة والا تعرض الي تسمم دموي يؤدي به الي الوفاة علي الفور . لافتا الي انه يمكن الوقاية من المرض عن طريق مقاومة الفئران لانها تعد المخزن الرئيسي لهذه البكتريا وذلك باستخدام المبيدات الحشرية بالاضافة الي سرعة التشخيص واعطاء المضادات الحيوية اللازمة فذا تم اتخاذ تلك الخطوات سوف نحد من انتشار ذلك المرض اللعين

المصدر :القاهرة -الراية - كريم إمام وهند أسامة:

×
لتصلك المعلومات

عند الاشتراك في المدونة ، سنرسل لك بريدًا إلكترونيًا عند وجود تحديثات جديدة على الموقع حتى لا تفوتك.

أزمة سيف القذافي المالية.. وزيارة خاصة لجزر القمر
غومبيرت تحدد سرعتها القصوى بـ220 ميلا في الساعة
 

تعليقات

مسجّل مسبقاً؟ تسجيل الدخول هنا
لا تعليق على هذه المشاركة بعد. كن أول من يعلق.

By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://almaze.co.uk/