بلوق الميز

موقع المغتربين العرب

مَرَّ القطار - لنازك الملائكة

الليل ممتدُّ السكونِ إلى المدَى لا شيءَ يقطعُهُ سوى صوتٍ بليدْ لحمامةٍ حَيْرى وكلبٍ ينبَحُ النجمَ البعيدْ، والساعةُ البلهاءُ تلتهمُ الغدا وهناك في بعضِ الجهاتْ مرَّ القطارْ عجلاتُهُ غزلتْ رجاءً بتُّ أنتظرُ النهارْ من أجلِهِ .. مرَّ القطارْ وخبا بعيداً في السكونْ خلفَ التلال النائياتْ لم يبقَ في نفسي سوى رجْعٍ وَهُونْ وأنا أحدّقُ في النجومِ الحالماتْ أتخيلُ العرباتِ والصفَّ ا لطويلْ من ساهرينَ ومتعبينْ أتخيلُ الليلَ الثقيلْ في أعينٍ سئمتْ وجوهَ الراكبينْ في ضوءِ مصباحِ القطارِ الباهتِ سَئمتْ مراقبةَ الظلامِ الصامتِ أتصوّرُ الضجَرَ المريرْ في أنفس ملّت وأتعبها الصفيرْ هي والحقائبُ في انتظارْ هي والحقائبُ تحت أكداسِ الغبارْ تغفو دقائقَ ثم يوقظها القطارْ وُيطِلُّ بعضُ الراكبينْ متثائباً، نعسانَ، في كسلٍ يحدّق في القِفارْ ويعودُ ينظرُ في وجوهِ الآخرينْ في أوجهِ الغُرَباء يجمعُهم قطارْ ويكادُ يغفو ثم يسمَعُ في شُرُودْ صوتاً يغمغمُ في بُرُودْ " هذي العقاربُ لا تسيرْ ! كم مرَّ من هذا المساء؟ متى الوصولْ ؟" وتدقٌّ ساعتُهُ ثلاثاً...

متابعة القراءة
  936 مشاهدات
  936 مشاهدات

By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://almaze.co.uk/