بلوق الميز

موقع المغتربين العرب

صلاة الأشباح - لنازك الملائكة

تَململت الساعةُ الباردةْ على البرج , في الظلمة الخامدةْ ومدّتْ يداً من نُحاسْ يداً كالأساطير بوذا يحرّكُها في احتراسْ يدَ الرَّجل المنتصبْ على ساعة البرج , في صمته السرمديّ يحدّقُ في وجْمة المكتئبْ وتقذفُ عيناهُ سيلَ الظلامِ الدَّجِيّ على القلعة الراقدةْ على الميّتين الذينَ عيونُهُمُ لا تموت تظَلّ تُحدَّقُ , ينطقُ فيها السكوتْ وقالتْ يد الرَّجُلِ المنتصِب: "صلاةٌ , صلاهْ !" * * * ودبّتْ حياهْ هناكَ على البُرْج , في الحَرَس المُتْعَبينْ فساروا يجرّونَ فوق الثَّرَى في أناهْ ظلالَهُمُ الحانيات التي عَقَفَتْها السنينْ ظلالَهُمُ في الظلام العميقِ الحزينْ وعادتْ يدُ الرجل المنتصِبْ تُشير: "صلاةٌ , صلاهْ !" فيمتزجُ الصوتُ بالضجّة الداويهْ , صدَى موكبِ الحَرَسِ المقتربْ يدُقّ على كلّ بابٍ ويصرخُ بالنائمينْ فيبرُزُ من كلّ بابٍ شَبَحْ هزيلٌ شَحِبْ , يَجُرّ رَمَادَ السنينْ , يكاد الدُّجى ينتحبْ على وَجْهِهِ الجُمْجُمِيّ الحزينْ * * * وسار هنالكَ موكبُهُمْ في سُكونْ يدبّونَ في الطُّرقاتِ الغريبةِ , لا يُدْركونْ لماذا يسيرونَ ? ماذا...

متابعة القراءة
  1349 مشاهدات
  1349 مشاهدات

By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://almaze.co.uk/