تعالَ لنحلُمَ ، إنَّ المسـاءَ الجميـلَ دنا ولينُ الدُّجَى وخدودُ النُّجـومِ تُنـادِي بنا تعالَ نصيدُ الرؤى ، ونعُـدُّ خُيـوطَ السَّنَا ونُشْهِدُ منحدراتِ الرمـالِ على حُبِّـنَا * * * سنمشي معاً فوق صـدْرِ جزيرتنا السَّاهدة ونُبْقي على الرملِ آثارَ أقدامِـنا الشَّاردة ويأتي الصباحُ فيُلقي بأندائـهِ البـاردة وينْبتُ حيث حَلُمْنا ولو وردةً واحـدة * * * سنحلُمُ أنَّـا صعدنا نَرُودُ جبـالَ القمرْ ونَمرحُ في عُزلـةِ اللا نِهاية واللا بَشَرْ بعيداً بعيداً ، إلى حيث لا تستطيعُ الذِّكَر إلينا الوصولَ فنحن وراءَ امتدادِ الفِكَرْ * * * سنحلُمُ أنَّـا اسْتَحَلْنا صبيَّيْنِ فوقَ التـلالْ بَريئَيْنِ نَركضُ فوقَ الصُّخورِ ونَرْعَى الجِمَالْ شَرِيدَيْنِ ليسَ لنا مَنْزِلٌ غيرَ كـوخِ الخَيَالْ وحِينَ نَنَامُ نُمَرِّغُ أجسادنا في الرِّمَـالْ * * * سنحلُمُ أنَّـا نسيرُ إلى الأمسِ لا للغَـدِ وأنَّـا وصلنا إلى بابلٍ ذاتَ فجرٍ نَـدِ حَبِيبَيْـنِ نَحْمِـلُ هـوانا إلى المَعْبَـدِ يُبَارِكُنا كَاهِـنٌ بابلـيٌّ نَقِـيُّ اليَـدِ * * *