بلوق الميز
القذافي وأتباعة والسقوط في وهم الشعارت 2/1
من يسقط في فخ الأيدلوجيات البراقة والشعارات الرنانة غالبا ما يبقى مدافعا عنها حتى ولو ثبت خطئها ويبحث عن تبريرات لهذه الأخطاء . ويثبت التاريخ على مر العصور صحة هذه المقولة . فترى كفار قريش اعترفوا بعظمة الرسول صلى الله عليه وسلم وعظمة القران الكريم ولكن الكثير منهم استمر على كفره حتى فتح مكة .
وكذلك المؤمنون بالنظرية الشيوعية التي اثبت التاريخ والأجتماع خطئها نجد ان المؤمنين بها استمروا بالدفاع عنها حتى سقوط الأتحاد السوفيتي . و نفس الحالة عند متبعي البدع واتباع الفرق الضالة و
اتباع معمر القذافي يعانون من نفس المشكلة , تجدهم يهتفون له ليل نهار ويقدمون اسمه على وطنهم واهم ظواهر وقوعهم في وهم الأيدلوجيات الكاذبة هي ......
1. التغني بأنجازات القذافي
لو نظرنا حقيقة انجازات القذافي في مجال البنى التحتية الليبية خلال ما يزيد عن اربعة عقود لم نجد لمقولة الأنجازات الضخمة اللتي يهتفون بها أي مظاهر على أرض الواقع و اقول لهم " ما هي هذه الأنجازات ؟" لو قارنت التطور اللذي حصل في الأمارات العربية المتحدة او قطر او الكويت وهذه الدول تتشابه مع ليبيا في انها دول صحراوية . هل يمكن ان تقارن التطور الحاصل بها بالتطور في ليبيا سواء في الطرق او البنية التحتية من مدارس وجامعات ومستشفيات ورياضة ووسائل اتصال ... الخ ؟ ان المقارنة لا تأتي ابدا في صالح العقيد القذافي بالرغم من المداخيل الكبيرة اللتي ترد لليبيا من تصدير النفط والغاز .وحتى إذا ما قارنا ليبيا بالدول الأقل دخلا منها فنجد ان هذه الدول فاقت عليها في مجال البنى التحتية مثل الأردن وتونس ومصر . فالليبيون يعالجون مرضاهم في هذه الدول لعدم وجود مستشفيات قادرة على علاجهم في الداخل . ناهيك عن سوء شبكة الطرق الرابطة بين المدن وانعدامها بعض الأحيان . وقد شاهدت في بعض القنوات الفضائية تقريرا عن العديد العديد من المشاريع التي رمي لها حجر الأساس قبل سنوات بعظها لأكثر من عقود ولم يتحقق منها شيئ على أرض الواقع مما جعل بعض النخب الليبية تسميها تندرا ب"مشاريع حجر الأساس"
2. القذافي رافع لواء العروبة وخليفة عبدالناصر
ما هي حقيقة رفع القذافي لشعارات القومية العربية؟ . الدارس لتصرفات القذافي خلال فترة حكمه يجد انه قد غير شعاراته خلال الأربعون سنة الماضية من عربية الى افريقية ونبذ العربية واتجه للأفريقانية إذ ان ايمانه بشعار القومية العربية لم يكن من القوة بحيث يتجاوز العقبات . ناهيك عن مساعدته على تقسيم السودان وتبنية للحركات المتمردة في دارفور وطرده للفلسطينين من ليبيا لا لذنب جنوه سوى ان منظمة التحرير وقعت على اتفاق اوسلو . وتوجهه في الفترة الأخيرة للأفريقانية وصاحب هذا التوجه بذخ كبير وصرف مبالغ مالية كبيرة للدول الأفريقية ومساهمته ماديا وعسكريا في العديد من دول افريقيا وآخير اتجه للأنبطاح امام الضغوط الغربية فسلم كل اسلحته المحرمة دوليا بعد سقوط صدام حسين وخوفه من ان يكون هو التالي على قائمة المحافظون الجدد ابان فترة حكم المنزوي بوش وحاشيته وبدأ بالتعاون مع دول اوربا والدليل على ذلك هو حجم الأرصدة المجمدة للنظام في دول اوربا . أما مقولة الزعيم عبدالناصر فكانت لتشجيع ملازم حديث السن قام بأنقلاب وتقرب منه محاولا الدخول تحت عبائته . ولكنه كما أسلفنا تخلى عن العروبة وعن مبادئها
3. ثورة الفاتح وتأسيس الدولة الليبية .
حاول القذافي بكل ما أوتي من قوة في سبيل مسخ الفترة السابقة على حكمة وأعتبار الفترة الزمنية بين أستقلال ليبيا وأنقلابه العسكري وهي فترة المملكة السنوسية وجعلها فترة ضبابية الحاقها بفترة الأستعمار قسرا . ولكن الحقيقة اللتي لا يستطيع اخفائها ان ليبيا بحدودها الحالية المعروفة هي نفس الحدود في فترة الأستقلال ولم يزد عليها شيئا . وأن الحكم السنوسي في ليبيا تميز عن حكمه بوجود دستور للبلاد وقوانين مكتوبة تحكم علاقات الليبين والسلطة والليبيين وبعضهم البعض ووجود مجموعة من الأحزاب السياسية ووكان هنالك تواصل كبير بين النخبة الليبية والنخب العربية الأخر في مصر والشام والحجاز وكان في ليبيا العديد من الأحزاب السياسية الفاعلة والكثير من الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني والرسمي . . وتأثرت ليبيا بالعالم العربي وأثرت به تأثيرا كبير حتى ان والي مدينة ينبع في الحجاز كان الليبي الشيخ بشير السعدواي وبعدها اصبح قائممقام منطقة جزين اللتي تسكنها غالبية مسيحية وقد سعدوا بحكمة . أما فترة حكمه فاختفى الدستور والقانون واصبحت نظرية الشرعية الثورية هي الحاكمة . وهذه الشرعية تعني شرعية الأمر الواقع تحت حكم السلاح والدليل على ذلك هو ما يحدث هذه الأيام من تحكيم السلاح بينه وبين شعبه سواء في مصراته او الزاوية او الجبل الغربي فهذه هي الدستورية الثورية وهي شريعة السلاح
صالح بن عبدالله السليمان
عند الاشتراك في المدونة ، سنرسل لك بريدًا إلكترونيًا عند وجود تحديثات جديدة على الموقع حتى لا تفوتك.
By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://almaze.co.uk/
تعليقات