وقالت أسترازينيكا في بيان، إن اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19" فعال بنسبة 70 في المئة للوقاية من المرض، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذه نتائج مؤقتة، استندت إلى تجارب سريرية أُجريت على نطاق واسع في كل من بريطانيا والبرازيل، وشملت 20 ألف شخص، بينهم 131 شخصا أصيبوا بالمرض.
وفي التجربة، ارتفعت فعالية اللقاح إلى 90 بالمئة لدى مجموعة أولى من الأشخاص تلقوا نصف جرعة ثم بعد شهر جرعة كاملة، بينما تراجعت الفعالية إلى 62 في المئة لدى مجموعة أخرى تلقت جرعتين يفصل بينهما شهر.
ولم يصب أي مشارك، بغض النظر عن الجرعات، بمضاعفات شديدة لكورونا، أو يتم نقله إلى المستشفى.
وكان صناع القرار في هذا المجال، مثل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، قد قالوا سابقًا إنهم سيوافقون على اللقاح الذي يمنع الإصابة بكورونا، أو يقلل من شدة المرض في 50 بالمئة على الأقل من الأشخاص الذين تم تطعيمهم.
وينافس لقاح أوكسفورد وأسترازينيكا، لقاحات أخرى من شركات مثل لقاح فايزر وبيونتيك، ولقاح موديرنا، فعلى عكس منافسيه، فإن لقاح أوكسفورد رخيص الإنتاج ولا يحتاج تخزينه لدرجات حرارة شديدة الانخفاض.
ومع ذلك، فقد تبين أن المجموعة التي تلقت جرعة منخفضة من لقاح أوكسفورد/أسترازينيكا، لم تشمل أي مشاركين تزيد أعمارهم على 55 عاما، مما يعني أنه من غير الواضح ما إذا كانت فعالية الـ90 بالمئة تنطبق على كبار السن، الذين هم أكثر عرضة للخطر.
وأدى ذلك إلى إعلان أسترازينيكا عن تجربة عالمية جديدة باستخدام نظام الجرعات المنخفضة، على الرغم من أنه من غير المتوقع أن يؤثر ذلك على الجدول الزمني للموافقة التنظيمية، وطرح اللقاح في المملكة المتحدة وأوروبا.
وقال المدير السابق للقاحات في وزارة الصحة البريطانية، البروفيسور ديفيد سالزبيري، لهيئة الإذاعة البريطانية، إن التجارب الإضافية "مهمة".
وأضاف: "إذا تم الحصول على هذا اللقاح الفعال بنسبة 90 بالمئة، وكان لقاحا أرخص ويتطلب إجراءات تبريد أقل صرامة من اللقاحات الأخرى، فستكون هذه نتيجة رائعة"، وفق ما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية.
وتابع: "لكن إذا كانت الفعالية تصل إلى 62 بالمئة، وبينما تصل في لقاحات أخرى إلى 90 بالمئة، فأعتقد أنه عليك التفكير مليا.. ماذا سنفعل بـ 100 مليون جرعة من منتج لا يحمي كالبدائل الأخرى!"
واستطرد قائلا: "أعتقد أن ذلك يدفعك للتفكير بكيفية إعطاء الأولوية للقاحات المستخدمة، لتكون اللقاحات عالية الفعالية للأشخاص المعرضين لمخاطر عالية".
من جانبها، قالت أستاذة علم المناعة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، البروفيسورة هيلين فليتشر، إنه من المحتمل أن تسعى أوكسفورد وأسترازينيكا للحصول على ترخيص لنظام الجرعة الكاملة، الذي يحمي 62 بالمئة من الأشخاص.
وقالت: "لقد قاموا بتحصين عدد أكبر بكثير من الأشخاص بجرعات أعلى، والأهم من ذلك أن هذا يشمل كبار السن الذين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة.. قد لا تكون مجموعة البيانات الخاصة بنظام الجرعات المنخفضة كبيرة بما يكفي للحصول على ترخيص، لذا فمن المنطقي إجراء تجربة أخرى بالجرعة الأقل - بما في ذلك كبار السن - والسعي إلى تعديل لاستخدام هذه الجرعة عندما يكون لديهم ما يكفي البيانات".
لكن فليتشر اتفقت على أنه من المنطقي النظر في جميع اللقاحات المتاحة عندما يتعلق الأمر ببرنامج التحصين، قائلة: "مع توفر لقاحات متعددة، أعتقد أنه من الصواب لواضعي السياسات التفكير في اللقاحات التي قد تعمل بشكل أفضل وفي أي شريحة سكانية".
وشبهت البروفيسورة بين لقاح الإنفلونزا ولقاح كورونا، قائلة: "نقدم 3 أنواع مختلفة من لقاح الإنفلونزا في المملكة المتحدة للأطفال والشباب وكبار السن، لأننا نعلم أن لقاحات مختلفة تعمل بشكل أفضل في فئات عمرية معينة".
أما خبير اللقاحات في جامعة بريستول والمحقق في تجربة أوكسفورد، البروفيسور آدم فين، فدعا إلى توخي الحذر بشأن مقارنة اللقاحات.
وقال: "الاختلافات، إذا كانت هناك اختلافات إذ قد لا تكون موجودة على الإطلاق، فقد تكون بسبب تعريفات الحالة والطريقة التي أجريت بها الدراسات الفردية. لم تكن جميعها متشابهة".
وتابع: "لدينا دليل على أن جميع هذه اللقاحات الثلاثة تعمل على الوقاية من الأمراض، لكننا لا نعرف حتى الآن أي منها سيعمل بشكل أفضل عند كبار السن، أو ما إذا كان هناك أي اختلاف".
تعليقات