بلوق الميز

موقع المغتربين العرب

الخيط المشدود في شجرة السرو - لنازك الملائكة

-1- في سوادِ الشارعِ المُظلم والصمتِ الأصمِّ حيثُ لا لونَ سوى لونِ الدياجي المدلهمِّ حيثُ يُرخي شجرُ الدُفلى أساهُ فوقَ وجهِ الأرضِ ظلاَّ ، قصةٌ حدّثني صوتٌ بها ثم اضمحلا وتلاشتْ في الدَّياجي شفتاهُ -2- قصةُ الحبّ الذي يحسبه قلبكَ ماتا وهو ما زالَ انفجاراً وحياةَ وغداً يعصرُكَ الشوقُ إليَّا وتناديني فتَعْيَـى ، تَضغَظُ الذكرى على صَدركَ عِبئا من جنونٍ ، ثم لا تلمُسُ شيئا أيُّ شيءٍ ، حُلمٌ لفظٌ رقيقُ أيُّ شيءٍ ، ويناديكَ الطريقُ فتفيقُ . ويراكَ الليلُ في الدَّرْبِ وحيداً تسألُ الأمسَ البعيدا أنْ يعودا ويراكَ الشارعُ الحالِمُ والدُفْلى ، تسيرُ لونُ عينيكَ انفعالٌ وحبورُ وعلى وجهك حبٌّ وشعورُ كلّ ما في عمقِ أعماقِكَ مرسومٌ هناكْ وأنا نفسي أراكْ من مكاني الداكن الساجي البعيدْ وأرى الحُلْمَ السَّعيدْ خلفَ عينيكَ يُناديني كسيرا ..... وترى البيتَ أخيرا بيتنا ، حيثُ التقينا عندما كانَ هوانا ذلك الطفلَ الغَرِيرا لونُهُ في شفتَينا وارتعاشاتُ صِباهُ في يَدَيْنَـا -3- وترى البيتَ فتبقى لحظةً دونَ...

متابعة القراءة
  1129 مشاهدات
  1129 مشاهدات

غرباء - لنازك الملائكة

أطفئ  الشمعةَ  واتركنا   غريبَيْنِ   هنـا نحنُ  جُزءانِ  من الليلِ  فما  معنى   السنا? يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ سُمّيتْ نحنُ وأدعوها  أنا: مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ                                غُربَاءْ اللقاء  الباهتُ   الباردُ   كاليومِ   المطيـرِ كان  قتلاً  لأناشيدي  وقبرًا   لشعـوري دقّتِ الساعةُ  في  الظلمةِ  تسعًا  ثم  عشرا وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى أسألُ  الساعةَ  ما  جَدْوى   حبوري إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,                                غُربَاءْ   مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها  الذُّبولُ كالغدِ المجهولِ لا أدري  أفجرٌ  أم  أصيلُ مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ خلتُهُ  يخنق  أنفاسي  ويطغى  في  دمائي خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ أنتما تحت  أعاصيرِ  المساءِ                                غُربَاءْ أطفئ الشمعةَ  فالرُّوحانِ  في  ليلٍ كثيفِ   يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف أو لا  تُبْصرُ ?  عينانا  ذبـولٌ  وبـرودٌ أوَلا  تسمعُ ? قلبانا  انطفاءٌ   وخُمـودُ صمتنا أصداءُ إنذارٍ  مخيفِ ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ                                غُربَاءْ نحن من جاء بنا...

متابعة القراءة
  833 مشاهدات
  833 مشاهدات

الكوليرا - لنازك الملائكة

سكَنَ الليلُ أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ في كلِّ فؤادٍ غليانُ في الكوخِ الساكنِ أحزانُ في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ هذا ما قد مَزَّقَـهُ الموت الموتُ    الموتُ    الموتْ يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ * * * طَلَع الفجرُ أصغِ إلى وَقْع خُطَى الماشينْ في صمتِ الفجْر, أصِخْ, انظُرْ ركبَ الباكين عشرةُ أمواتٍ, عشرونا لا تُحْصِ أصِخْ للباكينا اسمعْ صوتَ الطِّفْل المسكين مَوْتَى, مَوْتَى, ضاعَ العددُ مَوْتَى , موتَى , لم يَبْقَ غَدُ في كلِّ مكانٍ جَسَدٌ يندُبُه محزونْ لا لحظَةَ إخلادٍ لا صَمْتْ هذا ما فعلتْ كفُّ الموتْ الموتُ الموتُ الموتْ تشكو البشريّةُ تشكو ما يرتكبُ الموتْ * * * الكوليرا في كَهْفِ الرُّعْب مع الأشلاءْ في صمْت الأبدِ القاسي حيثُ الموتُ دواءْ استيقظَ داءُ الكوليرا حقْدًا يتدفّقُ موْتورا هبطَ الوادي المرِحَ الوضّاءْ يصرخُ مضطربًا...

متابعة القراءة
  905 مشاهدات
  905 مشاهدات

الخيط المشدود في شجرة السرو - لنازك الملائكة

-1- في سوادِ الشارعِ المُظلم والصمتِ الأصمِّ حيثُ لا لونَ سوى لونِ الدياجي المدلهمِّ حيثُ يُرخي شجرُ الدُفلى أساهُ فوقَ وجهِ الأرضِ ظلاَّ ، قصةٌ حدّثني صوتٌ بها ثم اضمحلا وتلاشتْ في الدَّياجي شفتاهُ -2- قصةُ الحبّ الذي يحسبه قلبكَ ماتا وهو ما زالَ انفجاراً وحياةَ وغداً يعصرُكَ الشوقُ إليَّا وتناديني فتَعْيَـى ، تَضغَظُ الذكرى على صَدركَ عِبئا من جنونٍ ، ثم لا تلمُسُ شيئا أيُّ شيءٍ ، حُلمٌ لفظٌ رقيقُ أيُّ شيءٍ ، ويناديكَ الطريقُ فتفيقُ . ويراكَ الليلُ في الدَّرْبِ وحيداً تسألُ الأمسَ البعيدا أنْ يعودا ويراكَ الشارعُ الحالِمُ والدُفْلى ، تسيرُ لونُ عينيكَ انفعالٌ وحبورُ وعلى وجهك حبٌّ وشعورُ كلّ ما في عمقِ أعماقِكَ مرسومٌ هناكْ وأنا نفسي أراكْ من مكاني الداكن الساجي البعيدْ وأرى الحُلْمَ السَّعيدْ خلفَ عينيكَ يُناديني كسيرا ..... وترى البيتَ أخيرا بيتنا ، حيثُ التقينا عندما كانَ هوانا ذلك الطفلَ الغَرِيرا لونُهُ في شفتَينا وارتعاشاتُ صِباهُ في يَدَيْنَـا -3- وترى البيتَ فتبقى لحظةً دونَ...

متابعة القراءة
  1435 مشاهدات
  1435 مشاهدات

غرباء - لنازك الملائكة

أطفئ  الشمعةَ  واتركنا   غريبَيْنِ   هنـا نحنُ  جُزءانِ  من الليلِ  فما  معنى   السنا? يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ سُمّيتْ نحنُ وأدعوها  أنا: مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ                                غُربَاءْ اللقاء  الباهتُ   الباردُ   كاليومِ   المطيـرِ كان  قتلاً  لأناشيدي  وقبرًا   لشعـوري دقّتِ الساعةُ  في  الظلمةِ  تسعًا  ثم  عشرا وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى أسألُ  الساعةَ  ما  جَدْوى   حبوري إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,                                غُربَاءْ   مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها  الذُّبولُ كالغدِ المجهولِ لا أدري  أفجرٌ  أم  أصيلُ مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ خلتُهُ  يخنق  أنفاسي  ويطغى  في  دمائي خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ أنتما تحت  أعاصيرِ  المساءِ                                غُربَاءْ أطفئ الشمعةَ  فالرُّوحانِ  في  ليلٍ كثيفِ   يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف أو لا  تُبْصرُ ?  عينانا  ذبـولٌ  وبـرودٌ أوَلا  تسمعُ ? قلبانا  انطفاءٌ   وخُمـودُ صمتنا أصداءُ إنذارٍ  مخيفِ ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ                                غُربَاءْ نحن من جاء بنا...

متابعة القراءة
  1327 مشاهدات
  1327 مشاهدات

By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://almaze.co.uk/