بلوق الميز

موقع المغتربين العرب

في وادي العبيد - لنازك الملائكة

ضاع عُمْري  في  دياجيرِ  الحياة                      وخَبَتْ أحلامُ  قلبــي  المُغْرَقِ ها أنا وحدي على شطِّ  المماتِ                      والأعاصيــرُ  تُنادي   زورقي ليس  في  عينيّ  غيـرُ   العَبَراتِ                      والظلالُ  السودُ  تحمي   مفرقي ليس في  سَمْعيَ غيرُ  الصَرَخاتِ                      أسفاً للعُمْـــرِ، ماذا قد بَقِي ؟   سَنَواتُ العُمْر  مرّت  بي  سِراعا                      وتوارتْ في دُجَى الماضي  البعيدْ وتبقَّيْتُ  على  البحْر    شِراعـا                      مُغرَقاً  في  الدمْع  والحزنِ  المُبيدْ وحدتـي تقتلُني  والعُمْرُ  ضاعا                      والأَسى لم يُبْقِ لي حُلماً "جديدْ" وظلامُ  العيْش لم  يُبْقِ  شُعَاعـا                      والشَّبابُ الغَضُّ يَذْوي  ويَبِيـدْ   أيُّ  مأساةٍ  حياتي   وصِبايــا                      أيّ  نارٍ خلفَ  صَمْتي  وشَكاتي كتمتْ  روحي  وباحتْ  مُقْلتايا                      ليتها  ضنّتْ  بأسـرار حياتـي ولمن  أشكو   عذابـي   وأسَايا ؟                      ولمن  أُرْسـلُ  هذي  الأغنياتِ ؟ وحوالـيَّ  عبيـدٌ   وضحايـا                      ووجودٌ مُغْـرَقٌ فـي الظُلُماتِ   أيُّ  معنىً  لطُموحي  ورجائـي                      شَهِدَ الموتُ بضَعْفـي   البَشريّ ليس في الأرض لُحزْني من  عزاءِ                      فاحتدامُ الشرِّ  طبْعُ  الآدمــيِّ مُثُلي العُلْيا  وحُلْمي  وسَمَائـي                     كلُّها...

متابعة القراءة
  884 مشاهدات
  884 مشاهدات

أنا - لنازك الملائكة

الليلُ يسألُ مَن أنا أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ أنا صمتُهُ المتمرِّدُ قنّعتُ كنهي بالسكونْ ولففتُ قلبي بالظنونْ وبقيتُ ساهمةً هنا أرنو وتسألني القرونْ                           أنا من أكون ؟ الريحُ تسألُ مَنْ أنا أنا روحُهَا الحيرانُ أنكرني الزمانْ أنا مثلها في لا مكان نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ نبقى نمرُّ ولا بقاءْ فإذا بلغنا المُنْحَنَى خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ                           فإذا فضاءْ ! والدهرُ يسألُ مَنْ أنا أنا مثله جبارةٌ أطوي عُصورْ وأعودُ أمنحُها النشورْ أنا أخلقُ الماضيْ البعيدْ من فتنةِ الأملِ الرغيدْ وأعودُ أدفنُهُ أنا لأصوغَ لي أمساً جديدْ                           غَدُهُ جليد والذاتُ تسألُ مَنْ أنا أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في الظلام لا شيءَ  يمنحُني السلامْ أبقى أسائلُ والجوابْ سيظَلّ يحجُبُه سرابْ وأظلّ أحسبُهُ دَنَا فإذا وصلتُ إليه ذابْ                           وخبا وغابْ

  720 مشاهدات
  720 مشاهدات

مَرَّ القطار - لنازك الملائكة

الليل ممتدُّ السكونِ إلى المدَى لا شيءَ يقطعُهُ سوى صوتٍ بليدْ لحمامةٍ حَيْرى وكلبٍ ينبَحُ النجمَ البعيدْ، والساعةُ البلهاءُ تلتهمُ الغدا وهناك في بعضِ الجهاتْ مرَّ القطارْ عجلاتُهُ غزلتْ رجاءً بتُّ أنتظرُ النهارْ من أجلِهِ .. مرَّ القطارْ وخبا بعيداً في السكونْ خلفَ التلال النائياتْ لم يبقَ في نفسي سوى رجْعٍ وَهُونْ وأنا أحدّقُ في النجومِ الحالماتْ أتخيلُ العرباتِ والصفَّ ا لطويلْ من ساهرينَ ومتعبينْ أتخيلُ الليلَ الثقيلْ في أعينٍ سئمتْ وجوهَ الراكبينْ في ضوءِ مصباحِ القطارِ الباهتِ سَئمتْ مراقبةَ الظلامِ الصامتِ أتصوّرُ الضجَرَ المريرْ في أنفس ملّت وأتعبها الصفيرْ هي والحقائبُ في انتظارْ هي والحقائبُ تحت أكداسِ الغبارْ تغفو دقائقَ ثم يوقظها القطارْ وُيطِلُّ بعضُ الراكبينْ متثائباً، نعسانَ، في كسلٍ يحدّق في القِفارْ ويعودُ ينظرُ في وجوهِ الآخرينْ في أوجهِ الغُرَباء يجمعُهم قطارْ ويكادُ يغفو ثم يسمَعُ في شُرُودْ صوتاً يغمغمُ في بُرُودْ " هذي العقاربُ لا تسيرْ ! كم مرَّ من هذا المساء؟ متى الوصولْ ؟" وتدقٌّ ساعتُهُ ثلاثاً...

متابعة القراءة
  1603 مشاهدات
  1603 مشاهدات

مرثية يوم تافه - لنازك الملائكة

لاحتِ الظلمةُ في الأفْق السحيقِ وانتهى اليومُ الغريبُ ومضت أصداؤه نحو كهوفِ الذكرياتِ وغداً تمضي كما كانت حياتي شفةٌ ظمأى وكوبُ عكست أعماقُهُ لونَ الرحيقِ وإِذا ما لمستْهُ شفتايا لم تجدْ من لذّةِ الذكرى بقايا لم تجد حتى بقايا   انتهى اليومُ الغريبُ انتهى وانتحبتْ حتى الذنوبُ وبكتْ حتى حماقاتي التي سَمّيتُها ذكرياتي انتهى لم يبقَ في كفّيّ منه غيرُ ذكرى نَغَمٍ يصرُخُ في أعماق ذاتي راثياً كفّي التي أفرغتُها من حياتي , وادّكاراتي , ويومٍ من شبابي ضاعَ في وادي السرابِ في الضباب .   كان يوماً من حياتي ضائعاً ألقيتُهُ دون اضطرابِ فوق أشلاء شبابي عند تلِّ الذكرياتِ فوق آلافٍ من الساعاتِ تاهت في الضَّبابِ في مَتاهاتِ الليالي الغابراتِ .   كان يوماً تافهاً . كان غريبا أن تَدُقَّ الساعةُ الكَسْلى وتُحصي لَحظاتي إنه لم يكُ يوماً من حياتي إنه قد كان تحقيقاً رهيبا لبقايا لعنةِ الذكرى التي مزقتُها . هي والكأسُ التي حطّمتها عند قبرِ الأمل الميِّتِ ,...

متابعة القراءة
  1672 مشاهدات
  1672 مشاهدات

صلاة الأشباح - لنازك الملائكة

تَململت الساعةُ الباردةْ على البرج , في الظلمة الخامدةْ ومدّتْ يداً من نُحاسْ يداً كالأساطير بوذا يحرّكُها في احتراسْ يدَ الرَّجل المنتصبْ على ساعة البرج , في صمته السرمديّ يحدّقُ في وجْمة المكتئبْ وتقذفُ عيناهُ سيلَ الظلامِ الدَّجِيّ على القلعة الراقدةْ على الميّتين الذينَ عيونُهُمُ لا تموت تظَلّ تُحدَّقُ , ينطقُ فيها السكوتْ وقالتْ يد الرَّجُلِ المنتصِب: "صلاةٌ , صلاهْ !" * * * ودبّتْ حياهْ هناكَ على البُرْج , في الحَرَس المُتْعَبينْ فساروا يجرّونَ فوق الثَّرَى في أناهْ ظلالَهُمُ الحانيات التي عَقَفَتْها السنينْ ظلالَهُمُ في الظلام العميقِ الحزينْ وعادتْ يدُ الرجل المنتصِبْ تُشير: "صلاةٌ , صلاهْ !" فيمتزجُ الصوتُ بالضجّة الداويهْ , صدَى موكبِ الحَرَسِ المقتربْ يدُقّ على كلّ بابٍ ويصرخُ بالنائمينْ فيبرُزُ من كلّ بابٍ شَبَحْ هزيلٌ شَحِبْ , يَجُرّ رَمَادَ السنينْ , يكاد الدُّجى ينتحبْ على وَجْهِهِ الجُمْجُمِيّ الحزينْ * * * وسار هنالكَ موكبُهُمْ في سُكونْ يدبّونَ في الطُّرقاتِ الغريبةِ , لا يُدْركونْ لماذا يسيرونَ ? ماذا...

متابعة القراءة
  1268 مشاهدات
  1268 مشاهدات

By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://almaze.co.uk/