بلوق الميز

موقع المغتربين العرب

أغنية حب للكلمات - لنازك الملائكة

َفيمَ نخشَى الكلماتْ وهي أحياناً أكُُفٌّ من ورودِ بارداتِ العِطْرِ مرّتْ عذْبةً فوق خدودِ وهي أحياناً كؤوسٌ من رحيقٍ مُنْعِشِ رشَفَتْها، ذاتَ صيفٍ، شَفةٌ في عَطَشِ * * * فيم نخشى الكلماتْ ؟ إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ رَجعُها يُعلِنُ من أعمارنا المنفعلاتْ فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ قَطَرَتْ حسّا وحبّاً وحياةْ فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ؟ * * * نحنُ لُذْنا بالسكونِ وصمتنا، لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غُولاً لا نراهُ قابعاً تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا مِسْنداً يقطُرُ موسيقَى وعِطْراً ومُنَى وكؤوساً دافئهْ * * * فيم نخشى الكلماتْ؟   إنها بابُ هَوىً خلفيّةٌ ينْفُذُ منها غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها إنها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا مِن أمانينا ومن أشواقنا فمتى يكتشفُ الصمتُ المملُّ أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ؟ * * * ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ ؟ الصديقات التي تأتي إلينا...

متابعة القراءة
  1925 مشاهدات
  1925 مشاهدات

في وادي الحياة - لنازك الملائكة

عُدْ  بِي يا  زورقي  الكَلِيـلا          فَلَنْ  نَرَى  الشاطيءَ  الجَمِيـلا عُدْ بِي إلى مَعْبـَدِي  فـإنّي           سَئِمْتُ يَا زَوْرَقِـي  الرَّحِيـلا وضِقْتُ  بالموجِ  أيَّ  ضِيـقٍ          وما شَفَى البحـرُ  لي  غَلِيـلا إلامَ  يا   زورقي   المُـعَنَّـى          نَرْجُو  إلى  الشَّاطِيءِ   الوُصُولا؟ والمَوْجُ  مِنْ حَولنـا  جِبَـالٌ          سَدَّتْ  عَلى  خَطْوِنَا  السَّبِيـلا والأُفـقُ  مِنْ  حَولنا غُيُـومٌ          لا  نَجْمَ   فِيه    لَنَـا   دَلِيـلا كَمْ  زَورقٍ  قبلَنـا   تَوَلَّـى          وَلَمْ  يَزَلْ   سَـادِراً   جَهـُولا فَعُـدْ  إلى  معبدي   بقلـبي          وَحَسْـبُ  أيامنـا    ذُهـولا                                 * * * حسبُكَ  يا  زورقـي  مَسيراً          لن  يُخْدَعَ  القلبُ  بالسَّـرابِ وارجِعْ، كما جِئْتَ ، غيرَ دَارٍ          قد حَلُكَ  الجـوُّ   بالسَّحَـابِ وَمـَلَّ  مجدافُـكَ  الـمُعَنَّى          تَقَلُّـبَ   المـوجِ   والعُبَـابِ ولم  يَزَلْ  معبـدي  بعيـداً          خَلْفَ  الدياجيـرِ   والضَّبَـابِ يَشُوقُني  الصَّمْتُ  في حِمَـاهُ          وَفِتْنَـةُ   الأَيْـكِ   والرَّوَابـي عُدْ بيَ  يـا زورقـي  إليـهِ          قَدْ حَانَ ، يا  زورقي ،  إِيَابِـي مَا كَفْكَفَ البَحْرُ من  دُمُوعِي          ولا  جَـلا  عَنّـيَ  اكْتِئَابـي فَفِيمَ  في  مَوْجِهِ  اضطرابـي؟         وأينَ ، يا  زورقي ،    رِغَابِـي؟                                 * * * تَائِهـَةٌ  ،  والحيـاةُ   بحـرٌ          شَاطِـئُهُ    مُبْعِـدٌ   سَحِيـقُ...

متابعة القراءة
  1901 مشاهدات
  1901 مشاهدات

عاشقة الليل - لنازك الملائكة

ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ  أحزانِ  القلوبِ أُنْظُرِ الآنَ فهذا  شَبَحٌ  بادي  الشُحـــوبِ جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ  الغريبِ حاملاً في كفِّه العــودَ  يُغنّـــي للغُيوبِ ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليـلِ  في  الوادي  الكئيبِ                     * * * هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شهد  الوادي  سُـــرَاها أقبلَ  الليلُ  عليهــا فأفاقتْ   مُقْلتاهـــا ومَضتْ تستقبلُ الوادي بألحــانِ  أساهــا ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّـي  شَفَتاهــا آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري  ما  مُنَاهــا                     * * * جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ وتَصَبَّاها جمالُ  الصَمْــتِ ، والصَمْتُ  فُتُونُ فنَضتْ بُرْدَ نَهارٍ لفّ مَسْــراهُ  الحنيـــنُ وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ  حزيــنُ فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ  أنيـــنُ                     * * * إِيهِ يا  عاشقةَ  الليلِ  وواديـــهِ  الأَغــنِّ هوَ ذا  الليلُ صَدَى وحيٍ  ورؤيـــا  مُتَمنِّ تَضْحكُ الدُنْيا وما  أنتِ سوى  آهةِ  حُــزْنِ فخُذي  العودَ  عن  العُشْبِ  وضُمّيهِ   وغنّـي وصِفي  ما  في  المساءِ  الحُلْوِ  من  سِحْر   وفنِّ                     * * * ما الذي ، شاعرةَ  الحَيْرةِ ،...

متابعة القراءة
  1890 مشاهدات
  1890 مشاهدات

الخيط المشدود في شجرة السرو - لنازك الملائكة

-1- في سوادِ الشارعِ المُظلم والصمتِ الأصمِّ حيثُ لا لونَ سوى لونِ الدياجي المدلهمِّ حيثُ يُرخي شجرُ الدُفلى أساهُ فوقَ وجهِ الأرضِ ظلاَّ ، قصةٌ حدّثني صوتٌ بها ثم اضمحلا وتلاشتْ في الدَّياجي شفتاهُ -2- قصةُ الحبّ الذي يحسبه قلبكَ ماتا وهو ما زالَ انفجاراً وحياةَ وغداً يعصرُكَ الشوقُ إليَّا وتناديني فتَعْيَـى ، تَضغَظُ الذكرى على صَدركَ عِبئا من جنونٍ ، ثم لا تلمُسُ شيئا أيُّ شيءٍ ، حُلمٌ لفظٌ رقيقُ أيُّ شيءٍ ، ويناديكَ الطريقُ فتفيقُ . ويراكَ الليلُ في الدَّرْبِ وحيداً تسألُ الأمسَ البعيدا أنْ يعودا ويراكَ الشارعُ الحالِمُ والدُفْلى ، تسيرُ لونُ عينيكَ انفعالٌ وحبورُ وعلى وجهك حبٌّ وشعورُ كلّ ما في عمقِ أعماقِكَ مرسومٌ هناكْ وأنا نفسي أراكْ من مكاني الداكن الساجي البعيدْ وأرى الحُلْمَ السَّعيدْ خلفَ عينيكَ يُناديني كسيرا ..... وترى البيتَ أخيرا بيتنا ، حيثُ التقينا عندما كانَ هوانا ذلك الطفلَ الغَرِيرا لونُهُ في شفتَينا وارتعاشاتُ صِباهُ في يَدَيْنَـا -3- وترى البيتَ فتبقى لحظةً دونَ...

متابعة القراءة
  1112 مشاهدات
  1112 مشاهدات

غرباء - لنازك الملائكة

أطفئ  الشمعةَ  واتركنا   غريبَيْنِ   هنـا نحنُ  جُزءانِ  من الليلِ  فما  معنى   السنا? يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ سُمّيتْ نحنُ وأدعوها  أنا: مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ                                غُربَاءْ اللقاء  الباهتُ   الباردُ   كاليومِ   المطيـرِ كان  قتلاً  لأناشيدي  وقبرًا   لشعـوري دقّتِ الساعةُ  في  الظلمةِ  تسعًا  ثم  عشرا وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى أسألُ  الساعةَ  ما  جَدْوى   حبوري إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,                                غُربَاءْ   مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها  الذُّبولُ كالغدِ المجهولِ لا أدري  أفجرٌ  أم  أصيلُ مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ خلتُهُ  يخنق  أنفاسي  ويطغى  في  دمائي خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ أنتما تحت  أعاصيرِ  المساءِ                                غُربَاءْ أطفئ الشمعةَ  فالرُّوحانِ  في  ليلٍ كثيفِ   يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف أو لا  تُبْصرُ ?  عينانا  ذبـولٌ  وبـرودٌ أوَلا  تسمعُ ? قلبانا  انطفاءٌ   وخُمـودُ صمتنا أصداءُ إنذارٍ  مخيفِ ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ                                غُربَاءْ نحن من جاء بنا...

متابعة القراءة
  817 مشاهدات
  817 مشاهدات

By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://almaze.co.uk/