من المؤكد بأن الخطاء غير مقصود ولكن عندما يكون الخطاء لأحد كتاب الصحيفة فهذا امر لايسكت عنه , واليكم المقالة المعنونة بـــــ
نخلة الستين..شامخة من سنين
الوطن الليبية - خاص - كتب وتصوير/مصطفى الزوبيك
من ترعرع فى ربوع مدينة سرت ووديانها وأرتوى من مياهها واستنشق هواءها لابد وان يعرف هذه النخلة وشموخها وماتعنيه لعامة الناس لانها اصبحت معلما تاريخيا شامخا
انها احد معالم مدينة سرت الرائعة..انها الواقفة بشموخ لاأكثر من سبع عقود من الزمن دون ان تتأثر بتقلبات الجو والرياح والعواصف التى مرت بها ومن مياه الأمطار التى حفرت من حولها ومن جنبها فبقت كماهى تلك النخلة الباسقة التى تقع على بعد ستون كيلومتر غرب مدينتا الطيبة والتى أبت الا ان تكون جزء من تاريخ المدينة الجميل وأبت الا ان تحيا ويخضر جريدها كل عام وتزداد صلابة وقوة .
مسافة طولها ستون كيلو متر بالاعداد وهى لحظة فى عمر الزمن تفصلك عن مدينة سرت فهذه النخلة صارت عنوانا فى نعث المكان ومكانا لمواعيد الالتقاء عند السفر فى الذهاب والرجوع النخلة الشامخة فى الستين صاروا يقيسون بها المسافات واضحت نغمة فى الحكايا وانشودة فى الاهازيج الممزوجة بعبق التاريخ..نخلة الستين هى معلم من معالم المدينة كجامع بن شفيع العتيق القابع بوسط المدينة المجاهدة وهى ايضا معلم كالحاج شنينة وشيفون وباكير ودغموش والغوارى والقبي وبن رمضان والعقابي والاحمر والزخري والمقرض واطبيقة والزوبي وهؤلاء جميعا وغيرهم الكثيرون شهودا على شموخ نخلة الستين وجامع بن شفيع العتيق وهم من أهالى البلدة الذين كانوا ولايزالوا يعيشون فى ألفه ومحبة ووئام ويحبون جميعا طاري هذه النخلة الشامخة ويكفي لسرد مناقب أثنين منهم ليكونوا كدليل على انهم يستحقون ان يكونوا شهودا على شموخها ..شنينة ذلك الرجل الطيب الكريم التاجر الذى كان بوسط المدينة كان كل من يسكن المدينة وحتى الذين يقطنون بالبادية يقصدونه للتبضع فكان يداينهم ويصبر عليهم حتى يبيعوا اغنامهم ويسددوا ماعليهم حتى ان الشاعر قال فى ذلك ((خيرة يادكان شنينة...اتساعد فينا...بيعك واشراك امواتينا))وشيفون صاحب محل الادوات التراثية والتقليدية والذى لو كان الى وقتنا الحاضر لااصبح محجا للسواح...
نخلة الستين متميزة فى كل شىء حتى فى خذاعها للناظرين فهى تخذعك وانت قادم من جهة الشرق فتتراء اليك بأنك ستعبرها وهى على يمينك الى ان تصل اليها حتى يتبين لك العكس ومن الجهة الأخري عكس ماتتراء اليك.
قبل ان تشهد الاجيال الحاضرة نخلة الستين قيل بأنها كانت سوق أغنام اسبوعي وملتقى لتبادل السلع والبيع وقد شد من ازرها وجاورها جامع ((حسان))التاريخي الذى وجد قبلها ولكنه لم يظهر من جديد ويكتشف الا بوجودها فصارت المعلم الذى يشهد على التاريخ.
لاادرى ماهو سر هذه النخلة العظيمة التى اضحت معلما تاريخيا خالدا وباقية بقاء الأجيال تحت ضلها يستريح المسافر وينام راعي الغنم ..نعم قد تغرس نخلة فى باحة حديقة او فى مزرعة من مزارع الطويلة او جارف او الغربيات ولكن بلا شك لن تكون بعظمة نخلة الستين وشموخها وبهائهها فنخلة الستين تنعم بااحترام من يعرفها فالنخيل مختلف الفسائل والأنواع وفى الجودة ايضا لكن هذه النخلة الشامخة نوع اخر وجودة فريدة فاقت على كل الانواع ولو اتتك لتحكى لك سرد الماضي والحاضر وكم شاركت اهل المدينة مجاريدهم وزغاريد افراحهم فستحتاج للمجلدات لتسطر ماتحكيه لك.
نخلة الستين تلك الشجرة الباسقة التى لها طلع نضيد هى عروس الأشجار بطولها تشق عنان السماء..هى الجميلة التى تتميز بمنظرها البديع فتسر الناظرين نخلة الستين هى التى صور القرأن الكريم سلالتها بأمتع الصور وذكر فوائدها الكثيرة((وهزى اليك بجزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا))هذه الأية كانت تخاطب السيدة مريم عليها السلام وهى فى مخاضها وذكرت فيها النخلة لجودتها ومباركتها ..نخلة الستين هى معلم سكان مدينة سرت الغالية اتذكر جيدا وانا كنت صغيرا برفقة والدى رحمه الله تعالي كيف كنا تحت ظلها ننتظر وصول السيارات التى تحمل العروس قادمة الى مدينتا فى بهجة وسرور وابتسامات على شفاة كل الحاضرين فى تلك الأيام كان موعد الألتقاء بجانبها وعند وصول السيارات يتبادل القادمون مع المنتظرين السلام والقبلات والترحاب والنخلة تشهد على هذا الالتقاء وتنعمهم بظلها البديع ..نخلة الستين هى اروع من الخيال واجمل القصص التى تسرد عنها وعن شموخها ..اتعرفون لماذا تكلمت الأن عن النخلة لأن النخلة تشترك مع الأنسان فى الخير والعطاء والبركة هى التى ذكرت فى كتاب الله العزيز وذكرت فى الأحاديث النبوية النخلة هى التى حظيث بالتقدير والذكر والأهتمام فى كل العصور وهى التى تغنى بها المطربون وألف عنها الشعراء القصائد هى الوحيدة مابين الاشجار التى لايتساقط ورقها ..واذا تعمقنا بالنخلة فسنجدها تشبه الأنسان فهى ذات جذع منتصب ومنها الذكر والأنثى وأنها لاتثمر الأ اذا لقحت واذا قطع رأسها ماتت ..هذه هى النخلة التى منها نخلة الستين العالية الهمة الشامخة بصورتها فتحأكى الجمال بالغة الروعة ابداعها يستنطق التألق لأتذكر الا فى الأعجاب بطولها وشموخها المميز
ستبقى هذه النخلة عنوانا للابداع والتميز وستبقى معلما مميزا لمدينتا الغالية ((سرت)).