تحرير هوغو شافيز على الأحد، 29 آذار/مارس 2009
فئة: الشرق الأوسط

ماَسات الإفتراس االروسي للشيشان

صفحــة في ســجل الهــوان

استأذن في تنحية ملفات الساعة لحظة‏,‏ لكي نتابع قصة فتاة شيشانية اسمها الزا كونغايفا‏,‏ إذ كما يحق للتليفزيون أن يبث خبرا عاجلا علي الشاشة في أثناء عرض فيلم أو مسلسل‏,‏ فربما جاز لنا أن نحذو حذوه‏,‏ وأحداث فيلم الافتراس الأمريكي للعراق ماثلة بين أيدينا‏.‏
‏(1)‏ إذا سألتني لماذا نقطع إرسالنا‏ لأجل حكاية الزاكونغايفا‏,‏ فردي السريع أنني وجدت فيها صدي قويا للأجواء التي تعيشها منطقتنا‏,‏ من خليط الاستباحة والهوان‏,‏ إلي الاجتراء علي إهدار ثوابت الحضارة الإنسانية‏,‏ من جانب الظلمة والمستكبرين‏,‏ أما إذا سألتني عن وجه الاستعجال في الموضوع فردي أن القصة من أعجب ما سمعت‏,‏ ثم إنها مازالت طازجة وحية‏,‏ ومثيرة للغط لم يتوقف في موسكو‏.‏ القصة لها حكاية‏.‏ إذ صدمني تقرير قرأته حول موضوع الزا في صحيفة الحياة اللندنية لمراسلها في موسكو‏(‏ عدد‏1/20),‏ وكانت الصورة التي خرجت بها مفجعة وموجعة‏,‏ إذ برغم أن الاخبار والتقارير التي تبعث علي الغم وتورث الاكتئاب أصبحت مألوفة في زماننا الداكن‏,‏ حتي أصبحت قراءة صحف الصباح بمثابة تمارين يومية علي التعايش مع المهانة والانكسار‏,‏ إلا أنني وجدت في حكاية الزا كونغايفا نموذجا غير عادي اختلط فيه الجبروت بالقسوة والانحطاط‏,‏ الأمر الذي يعيد إلي أذهاننا فظائع الميليشياتوالعصابات الصربية في البوسنة‏,‏ مع فارق أساسي‏,‏ هو أن ممارسات تلك الميليشيات كانت تتم بتوجيه خفي من حكومة بلجراد‏,‏ أما الذي يجري في شيشينيا فإنه يتم بتأييد معلن من حكومة موسكو‏,‏ التي اعتبرت نضال الشيشانيين المستمر منذ‏300‏ سنة جزءا من الحملة الدولية للإرهاب التي أعلنتها الولايات المتحدة بعد الحادي عشر من سبتمبر‏,‏ وهو ما اقتنعت به الولايات المتحدة وباركته‏,‏ الأمر الذي رفع الحرج عن موسكو وأطلق يدها في دماء وأعراض الشيشانيين إلي أبعد مدي‏.‏ أمسكت بالخيوط التي وقعت عليها في صحيفة الحياة‏,‏ وتتبعت اثر القصة في مصادر أخري‏.‏ تقارير اتحاد الاتصال الثوري الشيشاني‏,‏ وبيانات مركز القوقاز‏,‏ وما نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية وصحفة فرانكفورت الجماينة الألمانية‏,‏ واكتملت الدائرة بحوار أجريته مع ممثل الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف في السعودية‏,‏ دانيال عبدالوهاب‏,‏ الذي قام بزيارة لبعض أهل الرأي في القاهرة معاتبا‏,‏ ومذكرا بأن ثمة جريمة مستمرة في الشيشان‏,‏ يستخدم الروس فيها أحط الوسائل وأكثرها نذالة ووحشية‏.‏ أدري أن فينا ما يكفينا كما يقولون‏,‏ والحاصل علي فلسطين ليس منا ببعيد‏.‏ كما أن الحاصل في العراق‏,‏ الذي يوشك أن يدخل منعطفا جديدا هذه الأيام‏,‏ يضيف العبث والازدراء إلي جانب الهوان‏,‏ لكننا لا نستطيع أن نتجاهل أن الشيشانيين منسوبون إلينا أيضا‏,‏ وتلك جريمتهم التي يعاقبون لأجلها‏..‏

 
‏(2)‏ ما كان لنا أن نسمع باسم الزا كونغايفا لولا الدور الذي قام به رجل اسمه يوري بودانوف‏.‏ وهو عسكري روسي يحمل رتبة عقيد‏,‏ وكان يقود كتيبة للدبابات مرابطة قرب بلدة تانجي ـ تشو في منطقة اوروس مارتان الشيشانية‏,‏ المهمة التي كلف بها انحصرت في تأديب وترهيب الشيشانيين‏.‏ سواء كانوا سكانا أو مقاومين‏,‏ أحدث القصة بدأت في ليلة‏26‏ ـ‏27‏ مارس عام ألفين‏,‏ وهي الليلة التي احتفل فيها الرجل بعيد ميلاد ابنته التي بلغت الرابعة عشرة من العمر‏,‏ وتزامن ذلك مع ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الروسية‏,‏ التي أسفرت عن فوز ساحق للرئيس بوتين‏,‏ الأمر الذي اشاع البهجة بين أفراد الكتيبة‏.‏ ولأن فرحة العقيد بودانوف صارت فرحتين‏,‏ فإنه لم يكف عن الشراب طوال الوقت‏,‏ حتي بعد أن ذهب جنوده إلي منامهم‏..‏ وإذ لمعت في رأسه فكرة شيطانية بعد منتصف الليل‏,‏ وهو في حالة الانتشاء الشديد‏,‏ فإنه سارع إلي إيقاظ ثلاثة جنود هم طاقم إحدي العربات العسكرية‏,‏ وأمر السائق بالتوجه إلي القرية المجاورة‏:‏ تانجي ـ تشو‏.‏ اخترقت السيارة أحد شوارع البلدة النائمة قرابة الواحدة صباحا‏.‏ وطلب العقيد بودانوف من السائق أن يتوقف أمام أحد البيوت‏,‏ ثم أشار إلي الجنديين المرافقين لكي يتبعاه‏,‏ وأمرهما باقتحام باب البيت الذي شاءت المقادير أن يكون سكانه هم آل كونغايفا‏.‏ حطما الباب وأصبح الثلاثة في قلب البيت خلال دقائق‏,‏ ليجدوا أمامهم أفراد الأسرة وقد تملكهم الرعب‏.‏ أشار العقيد ألي الزا التي كانت قد انكمشت والتصقت بأخوتها الأربعة‏,‏ بينما وقفت الأم ذاهلة تحاول حمايتهم‏,‏ تحت تهديد السلاح‏,‏ انتزع الجنديان الفتاة من بين أضلع اخوتها‏,‏ واقتاداها إلي السيارة يتقدمهما بودانوف‏.‏ عادت السيارة إلي موقع الكتيبة‏,‏ وأصدر العقيد أوامره إلي الجنديين باقتياد الفتاة إلي غرفته‏,‏ ولم يعرف بالضبط تفصيلات ما حدث بعد ذلك‏,‏ باستثناء أن الرجل دلف إلي الغرفة وراءها‏,‏ ثم انفرد بها‏,‏ وفي الساعة الرابعة صباحا فتح الباب ثم استدعي الجنديين اللذين رافقاه‏,‏ وطلب منهما دفن جثة الفتاة التي كانت مسجاة وسط الغرفة وهي عارية تماما‏.‏ تنفيذا للأمر العسكري‏,‏ لف الجنديان الفتاة ببطانية قديمة‏,‏ وقاما بدفنها فيمكان قريب من موقع الكتيبة‏,‏ مع ملابسها التي كانت تحولت إلي قطع ممزقة‏.‏ كان يمكن أن تنتهي القصة عند هذا الحد‏,‏ ويضاف اسم الزا الي قائمة الأشخاص الذين يختطفون ويختفون في بلاد الشيشان‏,‏ وقد ضمت القائمة حتي الآن أسماء أكثر من ألفي شخص‏,‏ وذلك بخلاف الذين يقتلون‏.‏ حسب تقرير نيوزويك‏(2002/10/15)‏ فقد قتل في حرب الشيشان الأولي‏(94‏ ــ‏1996‏ م‏)‏ ما بين‏80‏ ألفا أو‏100‏ ألف شيشاني‏..‏ وحين استؤنفت الحرب مرة ثانية في عام‏1999‏ وحتي الآن‏,‏ فإن عدد القتلي الشيشانيين يتراوح بين‏20‏ و‏40‏ ألفا‏.‏ في هذه الحرب الأخيرة أضاف الروس إلي أساليب سحق الشيشانيين والانتقام منهم بعضا من الأفكار التي يستخدمها الإسرائيليون ضد رجال المقاومة في الأرض المحتلة‏,‏ وفي المقدمة منها هدم بيوت العناصر التي يشك في إسهامها في عمليات المقاومة‏,‏ والانتقام من الأسر التي تتهم بإيواء أو موالاة المقاومين‏.‏ وهذا الانتقام يتم احيانا بهدم البيوت وتجريفها‏,‏ وأحيانا أخري بجمع المشتبهين ثم نسفهم دفعة واحدة‏,‏ بحيث تختلط الأشلاء ولا يعرف عدد الضحايا‏!!.‏ في تقرير نيوزويك أن القوات الروسية اقتحمت في الثالث من يوليو الماضي عام‏2002‏ قرية مسكيار يورت التي شكت في موالاة سكانها للمقاومة‏,‏ وقامت بربط‏21‏ رجلا وامرأة وطفلا معا‏,‏ ثم فجرت فيهم عبوة ناسفة مزقتهم إربا‏.‏ ثم ألقي بحزمة الجثث وكومة الأشلاء في حفرة‏,‏ استدل عليها الناس لاحقا حين نبشتها الكلاب وكشفت عن الأعضاء والأشلاء الآدمية‏.‏ أحيانا يتمني الذين يبقون علي الحياة لو أنهم ماتوا‏.‏ هكذا قال تقرير المجلة الأمريكية‏,‏ الذي استطرد مفصلا فيما جري في الصيف الماضي لسكان قرية زيرنو فودسك الذين تمت مطاردتهم إلي حقل خارج البلدة‏,‏ وأجبروا علي مشاهدة نسائهم وهن يغتصبن‏,‏ وحينما حاول أزواجهن الدفاع عنهن‏,‏ قام الجنود الروس بتكبيل أيدي‏68‏ منهم‏,‏ ثم ربطوهم في شاحنة مصفحة‏,‏ وجري اغتصابهم بدورهم‏,‏ وبعد الحادث ترك‏45‏ منهم القرية‏,‏ وانضموا إلي الثوار في الجبال‏.‏
‏(3)‏ لم تسكت أسرة الزا كونغايفا‏,‏ وإنما تحركت بسرعة في اليوم التالي مباشرة مستخدمة الأسلوب الذي أصبح متبعا لمعرفة مصير المفقودين‏,‏ حث أصبح الجنود الروس يبيعون تلك المعلومات‏,‏ وأحيانا الأشخاص‏,‏ مقابل آلاف الدولارات‏,‏ وإذ عرفت بما جري لابنتهم فإنها لجأت إلي القضاء‏,‏ وقدمت بلاغا ضد العقيد يوري بودانوف اتهمته فيه باغتصاب ابنتهم وقتلها‏..‏ وكبرت الحكاية حين تضامنت مع الأسرة بعض منظمات الحقوق المدنية وحقوق الإنسان‏,‏ الأمر الذي اضطر السلطات الروسية للتحقيق مع الرجل فيما اتهم به‏.‏ في التحقيق ادعي بودانوف أنه كان يشك منذ زمن في أن الفتاة قناصة محترفة‏,‏ وانه حاول في تلك الليلة أن ينتزع اعترافها بأنها مسئولة عن مقتل عدد من ضباطه وزملائه‏,‏ ولكنها رفضت الاعتراف وهددته‏!.‏ وحاولت الوصول إلي مسدسه‏.‏ إزاء ذلك انفعل وسارع إلي قتلها قبل أن تقتله‏,‏ خصوصا أنه فقد وعيه جزئيا حين لاحت أمام ناظريه صور رفاقه القتلي‏.‏ ولم يفق من حالته هذه إلا بعد أن لفظت أنفاسها بين يديه‏!.‏ لم يستطع العقيد بودانوف أن يفسر ملابسات الحادث‏,‏ من قبيل أن التحقيق المزعوم تم في الواحدة صباحا‏,‏ وأن الفتاة وجدت عارية بعده‏,‏ في حين أن مثل ذلك التحقيق ليس من صلاحيات المؤسسة العسكرية أصلا‏,‏ ومن قبيل أنه انفرد بالفتاة في الغرفة‏,‏ وأمر الجنود الذين رافقوه بعدم ازعاجه‏,‏ ثم انه هددهم بالعقاب إذا ما تحدثوا عما شاهدوه‏.‏ كان واضحا من البداية أن المحققين العسكريين يميلون إلي تصديق رواية بودانوف انطلاقا من التعاطف معه‏,‏ ويتجهون إلي التغاضي عن القرائن التي تكذب مزاعمه‏,‏ وتؤيد اتهامه بالقتل والاغتصاب‏..‏ وإذا ما تتبعنا مسار الأحداث التي تلاحقت بعد فتح التحقيق مع العقيد بودانوف‏,‏ سنلمس بوضوح الاتجاه إلي تمييع القضية وتستر السلطات الروسية علي القاتل وجريمته الشنعاء‏.‏ في‏31‏ مارس‏(‏ عام‏2000)‏ بعد خمسة أيام من وقوع الجريمة‏,‏ أثبت الفحص الطبي أن الزا تعرضت للاغتصاب قبل موتها‏,‏ وأفاد محضر الكشف أن الفتاة اغتصبت بطريقة وحشية ثم ماتت خنقا‏.‏ في‏7‏ أبريل قال الناطق باسم وزارة العدل غيناودي ليسنيكوف إن التحقيق أظهر أن الفتاة قناصة محترفة‏,‏ وأكد أنها لم تغتصب قبل موتها‏,‏ لكن نائب رئيس إدارة العقوبات في النيابة العامة كذب هذا الكلام في اليوم التالي مباشرة‏,‏ وقال إن إدارته لم تقم بعد بالتحقق من ذلك‏.‏ في‏10‏ أبريل أكد نائب رئيس النيابة العسكرية يوري باكوفيلف انه لا يوجد ما يثبت صحة ادعاء بودانوف‏,‏ بأن الزا إرهابية وأشار إلي أن النتائج الأولية تشير إلي حدوث واقعة الاغتصاب‏.‏ في يونيو أجري أول فحص لقوي بودانوف العقلية‏,‏ وأثبت تحمله مسئولية أفعاله‏,‏ لكن فريق الدفاع عنه رفض هذه النتيجة وطلب إعادة الفحص‏.‏ في فبراير‏2001‏ وجهت إلي بودانوف رسميا تهمة القتل العمد‏,‏ إضافة إلي تهمتي الخطف وتجاوز الصلاحيات‏,‏ وأسقطت المحكمة العسكرية التي نظرت القضية تهمة الاغتصاب‏,‏ لأن الفحص الشرعي الثاني أشار إلي أن الزا تعرضت لتحرش جنسي بعد موتها بفترة زمنية‏..‏ حيث افترض المحققون أنها كانت لا تزال حية طوال وجودها داخل غرفة العقيد‏.‏ هذا الحكم الأخير كان نقطة تحول في مسار القضية‏,‏ إذ بعد نجاح فريق الدفاع في استبعاد تهمة الاغتصاب‏,‏ فإنه ركز جهوده علي نفي تهمة القتل العمد‏.‏ ولإخراج المشهد وحبك القصة‏,‏ فقد ظهر فجأة أحد معاوني بودانوف واعترف بارتكابه للتحرش الجنسي‏(‏ طلق سراح الرجل بعد شهور بقرار عفو رئاسي‏!)..‏ في الوقت ذاته بدأت الجهات العسكرية حملة لتخفيف أثر جريمة العقيد بوادنوف لدي الرأي العام‏,‏ بعدما خشيت تلك الجهات أن تتحول محاكمته إلي فضح ممارسات الجيش الروسي في الشيشان‏.‏
‏(4)‏ في هذه الأجواء التي استجدت‏,‏ ومع دخول عام‏2002,‏ اجتمع وزير الدفاع الروسي سيرجي ايفانوف مع رؤساء تحرير الصحف الروسية‏,‏ ونقل عنه قوله في الموضوع‏,‏ إنه من الناحية الإنسانية يقدر موقف بودانوف‏,‏ الذي وصفه بأنه ضحية للأوضاع السائدة ونقص القوانين‏,‏ وذهب الراديكاليون في المؤسسة العسكرية خطوة بعد‏,‏ حيث أرسل قائد القوات الفيدرالية في الشيشان‏,‏ الجنرال شومانوف‏,‏ برقية إلي والدي بودانوف‏,‏ قال فيها إن ابنهما بطل قومي يحق لكما أن تفخرا به‏.‏ كانت تلك إشارة لشن حملة مناصرة واسعة لبودانوف‏,‏ تعاملت مع العقيد القاتل بحسبانه بطلا قوميا حقا‏,‏ وشاركت صحف روسية في نشاط إعلامي محموم ركز علي انجازات العقيد الروسي الذي كان قد حصل علي وسامين قبل ذلك لـ شجاعته كما أعلن عن فتح حسابات مصرفية لجمع التبرعات من أجل إنقاذه وانهالت رسائل التأييد له من مشجعين داخل الجيش وخارجه‏,‏ وتزايدت الاعتصامات أمام أبواب المحكمة ا لعسكرية مطالبة بتبرئته من كل التهم‏.‏ وكان بودانوف وقضاته يقابلون علي بوابة المحكمة بهتافات التأييد والتشجيع‏,‏ ورفعت لافتة علي باب المحكمة العسكرية التي نظرت في القضية في مدينة روستوف علي نهر الدون كتب عليها الحرية للرجل الحقيقي‏!.‏ في تلك الأثناء بدا أن القضاة تأثروا بالضغوط والممارسات عليهم‏,‏ وبدأت القضية تسير نحو تبرئة العقيد من التهم المنسوبة إليه‏.‏ وجاء الفحص الطبي الثاني مائلا مع الريح‏,‏ مؤكدا أن العقيد كان في حالة نفسية أقرب إليالجنون لمدة عشر دقائق‏000‏ قتلت خلالها الفتاة وكان هذا يعني مباشرة أن بودانوف لا يمكن أن يعد مسئولا عن جريمته‏,‏ كما قبل القضاة تأكيدات المتهم أن الزا استفزته عبر تهديده بالانتقام منه ومن أفراد عائلته‏,‏ علي رغم تأكيد أهالي قرية الفتاة أنها أصلا لم تكن تتحدث الروسية‏,‏ لكن القضاة رفضوا الاستماع إلي شهادة عدد من أصحاب العلاقة بمن فيهم أخوة القتيلة‏.‏ والغريب أن جهة الادعاء أيدت تقرير الطب الشرعي حول الحالة النفسية لبودانوف‏,‏ وكاد الملف يغلق لولا الضجة التي أثارتها منظمات إنسانية وصفت هذه التطورات بأنها فضيحة لروسيا‏..‏ لكن الكرملين تدخل في اللحظة الأخيرة وعزل رئيس الادعاء وطلب من رئيس الادعاء الجديد إعادة فحص المتهم نفسيا‏.‏ غير أن الذين تفاءلوا بهذه الخطوة سرعان ما أدركوا أنها كانت مجرد حيلة في المشهد المستمر‏,‏ لأن المحكمة أعربت قبل أيام ـ في ضوء فحص جديد‏!‏ ـ عن اقتناعها بأن العقيد بودانوف يعاني من اختلال نفسي‏,‏ وأعفته من المسئوليات الجنائية المترتبة علي فعلته‏,‏ ومن ثم قررت إرساله للعلاج في مصحة نفسية‏,‏ قبل أن يعود لكي يواصل رسالته في مكافحة الإرهاب الشيشاني مرة أخري‏!.‏ بقرار المحكمة أسدل الستار علي القضية‏,‏ وتحولت قصة الزا كونغايفا إلي صفحة في سجل هوان المسلمين وإذلالهم‏.‏ معذرة لقطع الإرسال ـ بوسعكم الآن ايها السادة أن تواصلوا متابعة حلقات المسلسل في فلسطين والعراق ـ
ابكوا معنا‏!
اترك تعليقاتك