متابعة / صافيناز محجوب
تصوير / صافيناز محجوب - صلاح الغويل
يقول الله تعالي في كتابة المنزل (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فآوى) فقد وصى سيد الخلق سيدنا محمد صلي الله علية وسلم علي اليتيم وأمر بإكرامه ومراعاة شئونه موضحا الأجر والثواب العظيمين.
يوم الجمعة الموافق 3-4-2009 عادة ما يكون هذا اليوم من الأسبوع يوم طويل للراحة بعيدا عن العمل وضوضاء الدوام الرسمي ترتب فيه أمورك وتستجمع فيه قواك المشتتة إلا أن هذه الجمعة اختلفت كثيرا عن أي جمعة مضت فاليوم تحتفل جمعية النهضة الأهلية بيوم اليتيم بعد إعداد مسبق من عضوات الجمعية وجهد ليس بالبسيط ولا بالهين لأجل الاحتفال بشكل لائق بيوم اليتيم وإدخال الفرحة والسرور علي قلب هؤلاء الأطفال.
أروع ما في الاحتفال التكافل والاتحاد والتعاون المنقطع النظير بين بعض الجهات العامة والتطوعية الذين مدوا أيادي الخير احتفالا بهذا اليوم.
عند الساعة الرابعة والنصف بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم لتسلم مقدمة البرنامج لاقط الصوت بكل ثقة الأستاذة قوت شعيب احدي عضوات الجمعية المتميزات في تقديم جميع حفلات الجمعة ومناشطها حيث استهلت حديثها قائلة: قال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) صدق الله العظيم...
معا نضع بسمة .. ونمسح دمعة
معا نضيء بعضا من المساحات المظلمة ولو بشمعة صغيرة
فرغم إمكانيات هذه الجمعية المتواضعة والبسيطة إلا أنها تكبر يوما بعد يوم وهذا بفضل المخلصين والخيرين في هذه المدينة الطيبة وبفضل عشقنا لهذه الأرض وانتمائنا الحقيقي لأهل بلدتنا مؤمنين بان الأحداث الجماعية هي مناخنا وإيقاعنا النفسي وتكاد تمثل في حياتنا ما تمثله الأحداث الشخصية... فكل ما يدور حولنا حافزا لنا علي المشاركة والعطاء دون مقابل أو تردد ولا ينبغي من وراء هذا إلا إرضاء الله شعارنا دائما.
كل بيت علي هذه الأرض بيتنا
وكل أسرة فيها هي أسرتنا
وكل طفل فيها هو طفلنا
فنحن والحمد لله تحررنا من الأنانية والذاتية أقول هذا في اليوم العالمي للطفل اليتيم فكل له أسرة تحتضنه وتقتسم معه الحب والحنان ولنهد له الطريق ليكون في الغد أكثر إشراقا وأملا. وبهذه المناسبة اشكر كل من وقف مع هذه الجمعية داعما أو مشجعا أو متطوعا . والله يوفقنا جميعا لما فيه خير بلادنا ومجتمعنا.
أجمل ما ميز الحفل الحضور المكثف والفقرات الرائعة والمشاركات المتميزة من مدارس مدينة درنه فلقد قدمت فقرات عديدة من مدرسة الأمل ومدرسة الخلود وأم المؤمنين ومدرسة الصفاء وروضة آمنة بنت وهب وحتى كشاف مدينة درنه كان له حضور رائع وعندما كانت طالبات مدرسة الصفاء ينشدن أنشودة بعنوان (اليتيم) وعلي وقع الكلمات واللحن الشجي بكى بعض الحاضرين وحتى الطالبات المؤديات للأنشودة في مشهد يبكي الحجر الصوان.
أما العمل المميز جدا من وجهة نظري عمل طفولي لبراعم مدرسة الفجر الجديد حيث ألبس الزي الليبي المميز لأطفال المدرسة ليقوموا بأداء رقصة شعبية حاملات معهن الجرار فأكثر الحضور شده المشهد المبهج والزي الأنيق وبراءة الأطفال.
كما القي الأخ أسامة بدر مدير نادي الاصايل للفروسية كلمة حيا فيها الجمعية علي جهودها الخيرية داعيا الله لها بمزيد من التوفيق.
وألقيت عدة كلمات تثني علي أعمال الجمعية الرائعة والخيرية منها كلمة الحركة العامة للكشافة والمرشدات قيل فيها (بكل فخر واعتزاز يسرنا أن نتقدم بخالص الشكر وعظيم الثناء والتقدير لكل من ساهم في تقديم يد العون لكل طفل يتيم وباسم كل زهرات وفتيات ومرشدات وقائدات الحركة العامة للكشافة والمرشدات.. نقدم لكم تحية حب..).
أما الطالبة سمر سالم صداقة فألقت قصيدة بمناسبة هذا اليوم تقول فيها:
لما ابكي أراهم يمسحون دمعي .. ولما افرح أراهم يفرحون لفرحي
كما وزعت العديد من المطويات من صندوق التقاعد وأيضا من جمعية النهضة الأهلية كما شارك الشاعر سالم التاوسكي بقصيدة طالبه جمهور الحضور بإعادتها في نهاية الحفل.
لقد ساهم في إقامة هذا الحفل العديد من الجهات العامة أيضا حتى علي المستوي الشخصي ومن هذه الجهات صندوق التقاعد وجمعية الهلال الأحمر فرع درنة.
الجميل في هذا الاحتفال العدد الكبير من الحضور والتلقائية في فقرات الحفل والجو السعيد والبهجة التي رسمه علي شفاه الأطفال سواء أيتاما أو مع ذويهم وهذا ما أبداه الحضور في بعض كلماتهم فقد اخبرني الدكتور قدري الاطرش قائلا (ليس هناك أروع من هذا الجو الجميل التلقائي دون تكلف حتى الرؤساء لا يستطيعون فعل ذلك...)
وفي نهاية اليوم الاحتفالي وزعت الهدايا علي الأطفال الأيتام وأيضا علي الأطفال الحاضرين.
جمعية النهضة الأهلية كل يوم تبرهن وتؤكد دورها المتميز في العمل الخيري التطوعي لتصل إلي مرحلة متميزة وتضع بصمة خاصة ومميزة لعضوات هذه الجمعية كما أنها أضافت لمسات جديدة وجعلت من نفسها قدوة لبعض الجمعيات الخيرية الأخرى فمزيدا من التألق لهذه الجمعية وعضواتها.
للامانه من موقع فيلادلفيا