عرقلت خلافات كبيرة بين اللجنة الأهلية الليبية لدعم الشعب الفلسطيني وأمين شؤون النقابات في مؤتمر الشعب العام (البرلمان) قافلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة الفلسطيني.
فقد كان من المقرر مغادرة قافلة "القدس 5" ليبيا الثلاثاء الماضي، لكن ازدياد "هوة المشاكل" أدى إلى تعثر إرسال المساعدات -التي تضم نحو 2000 طن من المواد التموينية وحليب الأطفال والبطانيات والخيام واحتياجات المعاقين- عن طريق البر.
وتحول طريق القافلة إلى البحر بحيث تستقل سفينة مستأجرة من ميناء مصراتة الليبي إلى ميناء طبرق ومنه إلى ميناء العريش المصري، وكان موعد الانطلاق المقرر هو اليوم فجرا لكن القافلة تعثرت مجددا وأكد منظموها أنها لم تغادر دون الكشف عن أسباب ذلك.
تحت الطاولة
واتهم منسق اللجنة الأهلية نوري بن عثمان أمين النقابات محمد جبريل بمحاولة "سرقة جهودهم" في اللجنة التي تعمل منذ عام 2002 على إعانة الشعب الفلسطيني، وقال إن جبريل يسعى إلى احتكار القافلة لمصالحه الشخصية وأعوانه الذين لا ينتمون إلى مؤسسات العمل الأهلي.
وأضاف بن عثمان للجزيرة نت أنه (في إشارة إلى خصمه) يحاول تحويل العمل الأهلي والمدني إلى عمل حكومي، وقد استغل كافة جهوده وإمكانياته وعلاقاته "فوق وتحت الطاولة" لسحب البساط من اللجنة الأهلية المعنية بالقوافل الإنسانية، مستغلا نفوذه في البرلمان بشكل سيئ.
وتحدث بن عثمان عن عراقيل أثناء إنهاء إجراءات مغادرة القافلة عبر البر، مشيرا إلى أن الجهات الرسمية طالبتهم بالالتزام بالسفر عبر البحر، وذكر "أننا رضخنا حفاظا على العلاقات السياسية ومراعاة لشعور المؤسسة الرسمية".
وتابع "فوجئنا بأن الجمارك تطلب منا الرسالة الأصلية الصادرة عن الخارجية الليبية في هذا الشأن رغم أن أمس الجمعة كان يوم عطلة"، وهو ما يعني عرقلة للرحلة، حسب ما يرى بن عثمان.
وفي نفس الاتجاه سار رئيس القافلة المحسوب على اللجنة الأهلية نوري شهاوي، حيث عقد مؤتمرا صحفيا الخميس انتقد فيه جبريل وحمّله مسؤولية تأخير انطلاق القافلة، مناشداً قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي التدخل لتسيير القافلة التي تأتي في سياق الدعم المتواصل للشعب الفلسطيني.
وأجرت الجزيرة نت اتصالا مع الموفد الصحفي لجريدة "أويا" الإصلاحية محمد الككلي المرافق للقافلة في مدينة مصراتة الذي أكد من جانبه أن أمين النقابات يقف وراء جميع العراقيل السابقة، متحدثا عن إشكاليات مالية لم يكشف عن طبيعتها وراء الخلاف القائم.
في المقابل رد أمين النقابات محمد جبريل على ما وصفها بالافتراءات قائلا في حديثه للجزيرة نت إن "السلطات المصرية لا ترغب في استقبال القوافل البرية، ولعلاقتنا الطيبة مع الأشقاء المصريين لا نود إحراجهم في الوقت الراهن، إلى حين انتهاء الانتخابات واستقرار الأوضاع الأمنية هناك".
وأوضح أن أمانته قررت تكليف منسق بينها وبين قوافل القدس، نافيا بشدة توظيف "مقربين" له في قوافل المساعدات، وموجها انتقادات إلى بن عثمان حيث قال "إنه وجماعته يمثلون ظاهرة إعلامية" ويرفعون شعارا بأن نشاطاتهم لا علاقة لها بالدولة الليبية ويودون الذهاب عبر البر لإحراج مصر.
وأضاف عثمان أن "هؤلاء شجعوا قافلة الأمل البريطانية لدخول الجماهيرية"، وفي النهاية "شاهدنا المشاكل" مؤكدا أنهم "لا يودون تكرار الإحراجات والمشاكل السابقة".
ودافع جبريل عن مواقف ليبيا الرسمية في دعم الشعب الفلسطيني، وقال "إن مواقفنا لا عودة عنها"، علما بأنه محسوب على تيار اللجان الثورية وسبق أن شغل عدة مناصب في الدولة، آخرها أمين النقابات في البرلمان ومدير سابق لشركة نفطية.
من جهته قال رئيس القافلة المعين من مؤتمر الشعب العام الصيد القعود إن ظروفا لم يكشف عن طبيعتها حالت دون انطلاق القافلة في موعدها، وأكد في حديث مع الجزيرة نت أنه ليس لديه مانع من انضمام أي شخص للقوافل، وأن الأبواب مفتوحة أمام الجميع في سبيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مضيفا أن إشراف مؤتمر الشعب العام هو لضمان وصول المساعدات في وقت
عن الجزيرة نت - خالد المهير-طرابلس