تحرير ايان على الجمعة، 21 آب/أغسطس 2009
فئة: الشرق الأوسط

ما بين الأمس والغد هي فوضى 4 - هالة المصراتي


توطئة أربعيات .. الثورة والسيفيات والفوضى يتزامن العقد الرابع لعيد الثورة مع الذكرى السنوية لملتقى الشباب الرابع مع الفوضى الرابعة ، وما بين العيدين هي فوضى في خضمها خطوط حمر وجب عدم تجاوزها تشاطرت مع الإعياد والفوضى قاسم مشترك إلا وهو الرقم (( 4 )) يذكرني هذا الواجب المقدس من الأحترام بقداسة المسيحين للصليب برموزه الأربعة ،

لازلنا نقدس الرموز ولا نتخطى الخطوط ولا نجروء على تجاوزها أقلها جهراً ، ولكن كم منا يقدسها سراً ؟ لا يوجد رادع في الضمير الإنساني يجبره على صون لسانه ونزاهة رؤياه واحترامه لما فرض عليه إن يحترمه ، الإحترام الحقيقي ينتزع من الذات الإنسانية ولايفرض عليها , وحدها الحقيقة الناصعة التي تتجلى تبهر كل حواس الشك لدينا لتحل محلها قناعات اليقين والإيمان، حينها يجاهر الانسان بصدق إحترامه دون إن يخجل من نفسه أخر الليل وهو يتأهب للنوم على وسادة الغفلة ، فتتجلى له الحقيقة المُرة بإنه مواطن مقهور مجبر على قول نعم في وجه كل اللاءات المقيته التي تحيط به - ولازال القهر لحافه الذي يتغطى بيه كل ليلة ... ولازال الجهل حليفه الذي يضلل قناعاته كل صباح بأنه يتنفس الحرية - ولازال الظلم طفل يترعرع في مخليته كل يوم تجاوز في عمره مراحل الطفولة والمراهقة والشباب بمراحل وتجاوز سن الخرف والشيخوخة بمراحل حتى عاد لسابق عهده طفل كهل عاجز على إعانة نفسه ويثخن الآخرين به يموتون منه ولا يموت هو أبداً – مؤخراً أصبح البعض يبحثون عن دار عجزة تتبنى الظلم في مراحله المتأخرة ، ولكن كل الديار غسلت يديها من هذا الحمل إلا دار الآخرة عندما تحين ساعتها . العيد الكبير والعيد الصغير وما بينهما العيد بقلمك يا قعود منذ فترة لم أقرأ مقالة تشهيني لأعيد قراءتها مرة ومرتين وأكثر كمقالة منير القعود ((فقط.. لننتظر بكل أدب وتهذيب )) لقد صاغ الواقع الذي يسبق العيدين بمنتهى الدقة والشجاعة ومخلفات هذه الأعياد ، فمصائب قوم عند قوم فوائد لذا لا عجب من إن أصبحت هذه المناسبات ، لا تفرح إلا جيوب المنفقين والمعدين لها لما سيؤول لهم من فوائد ـ و تحياتي لقلم الكاتب منير القعود مجدداً مع اتفاقي معه في الطرح . إنجازات الرقم (( 4 )) ومن يجروء على دخول اللعبة سأتخيل ويمنتهى الحيادية أربع إنجازات للرقم أربعة بما يحمل من مضامين ورموز . • سيدات الإعمال (( فجأة )) الناشطات والمشرفات لليبيا سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي . • الإسثمارات والهبات للدول الإفريقية ولعل أخرها معالجة مشكلة الكهرباء في التشاد . • تقديم أهم (( 50 نموذج بشري خارق )) قابل للتطور طيلة العقود الماضية والتحور والذي تجلي في قدرة هذه النماذج على إدارة الدولة ، وحدهم دون إن يشاركهم أحد بمنتهى المثابرة والنضال والنزاهة . • إرساء مبدأ القناعة والإيثار لدى الليبيين - حتى إنه مؤخراً أصبح العديد من المواطنين لا ينزعجون من كونهم فقراء تحت الصفر لا يملكون ثمن حداء جديد في مقابل إن يركب أحد أبناء (( النماذج البشرية الخارقة )) سيارة من نوع الفئة 100 . أدعوكم للتخيل وأطلقوا العنان لمخيلتكم ولكن أحذورا من إن تتجاوزا الرقم (( 4 )) رسائل على عجل إلى الثائر أولاً ثم العقيد والقائد معمر القدافي لن أتحدث عن الطبقة المخملية التي كسحت ليبيا والتي حقاً نجهل من أفرزها ولكن سأذكر بالطبقة التي سكنت وتلاحمت مع القاع مؤخراً – من سيخرجهم من القاع قبل إن يغرقوا فيه أكثر - إلى إن يتلاشوا ، هل لازلنا بحاجة نحن أو أنت لتهنئة بالثورة أو بعيدها - لا أظن ؟ أعتقد أننا بحاجة لأعادة الثورة بمبادئها التي أعلنتها في سابق عهدك فكن كما جئت ثائر ليس لثورة واحدة بل لأكثر من ثورة مادام الظلم لم ينجلي وعوده في عهدك لا يحمد ولا نقبلها عليك .. وكل رمضان كريم وأنت بخير . إلى المهندس أو الدكتور أو الأنسان سيف الإسلام القذافي موج يأتي وآخر يرحل - فأختر الشاطىء ليكون موطاً قدم لك ، ولا تجعل من الأمواج موطأ لك وأعيد بذات صيغة العام الماضي رسائلي لك - على عتبات الصحراء غسل ذاك الشاب يديه من المستقبل القادم وأعلن على الملأ إنه أعتزل السياسية وإنه سيمتهن السلام سينزع عنه عباءة عبئها أثقل روحه وسيرتدي ثوب يجعله قادر على إن يكون ابناً حقيقاً لرحم هذا الوطن . على عتبات الصحراء نسر يرفرف فوق قلعتها يراقب بعيون آسرة خيبة وربما انتصار ومشهد يكرر نفسه في أزمنة مختلفة مع أجيال مختلفة ، وفي أعماقه يتمنى لصقره إن يفوز ولو لمرة واحدة ليتثبت لنفسه إنه لم يفشل . على عتبات الصحراء ، شاب اسمر تترنح الكلمات في عمق جوفه ، يقرر إن يكون (( هو (( كما يشتهي لنفسه ليكتب التاريخ حكاية الرجل الذي عاش لمائة عام عندما قرر إن يموت في الصحراء في الزمن الصحيح وفي المكان المناسب وفي اللحظة المناسبة . فأن تكون أنت أفضل من إن تكون غيرك وإن أخفقت أقلها ستحظى بأحترام يليق بمجهودك الصادق والذي لمسناه فيك وكل عام وأنت بخير . وإلى الشعب الليبي كل عام وكل عيد وكل رمضان نحن جميعا بخير وفي رعاية الله ..أخيراً وليس آخراً ما بين فوضى الأمس وفوضى الغد قد يعمنا النظام عندما نجاهر بالنوايا الحسنة التي تقودنا لأن نكون نحن كما نستحق أن نكون أبناء لليبيا الحرة .

هالة المصراتي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

اترك تعليقاتك