بئر عياد (ليبيا) (رويترز) - اندلعت اشتباكات عنيفة بين المعارضين وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي يوم السبت في بلدة بئر الغنم في الجبل الغربي بليبيا في الوقت الذي يسعى فيه المعارضون للتقدم صوب طرابلس.
وبالامكان سماع دوي اطلاق النيران وقذائف المدفعية من قرية بئر عياد الواقعة على بعد 15 كيلومترا جنوبي بئر الغنم. وتسيطر المعارضة على المناطق المرتفعة على أطراف بئر الغنم وهو أقرب موقع لهم من العاصمة طرابلس التي تبعد 80 كيلومترا.
وقال أحد المعارضين ويدعى أحمد في بئر عياد ان قافلة من نحو 15 مركبة من قوات القذافي حاولت الوصول الى بئر الغنم الا أن المعارضين فتحوا النيران عليها وتراجعت القافلة بعد نحو ساعة من اطلاق النيران.
وحققت المعارضة في الجبل الغربي تقدما مطردا في الاسابيع الاخيرة بعد نجاحها في صد هجمات قوات القذافي. وتهدف المعارضة الى بلوغ بلدة غريان التي تتحكم في الطريق السريع جنوبي طرابلس.
وحظى المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض يوم الجمعة باعتراف الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى به كحكومة شرعية لليبيا مما يعطي دفعة قوية لحملة المعارضين للاطاحة بالقذافي.
وقالت دول غربية أيضا انها تعتزم زيادة الضغط العسكري على قوات القذافي لكي يتنحى بعد 41 عاما في السلطة.
والاعتراف بالمجلس الانتقالي الذي أعلنته وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون خلال اجتماع في تركيا لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا خطوة دبلوماسية هامة قد تفتح الباب أمام اتاحة مليارات الدولارات من أموال الاصول الليبية المجمدة.
ويأتي القرار في حين تفيد تقارير بأن الزعيم الليبي أرسل مبعوثين للسعي الى نهاية للصراع عبر التفاوض رغم أنه ما زال على تحديه في العلن.
وفي حديث اذاعي خلال احتشاد الاف من أنصاره في مظاهرة رفض القذافي الاعتراف الدولي بالمعارضة.
ودعا القذافي أنصاره الى أن يدوسوا على هذه الاعترافات بأقدامهم واصفا اياها بأنها لا قيمة لها.
وقال انه يتمتع بدعم الملايين من الليبيين الذين يتوقون الى الموت والشهادة والانتحار.
واتفق اجتماع اسطنبول الذي شاركت فيه أكثر من 30 دولة وهيئة دولية على خارطة طريق يتنحى بموجبها القذافي عن الحكم وتشمل خططا لانتقال ليبيا الى الديمقراطية تحت حكم المجلس الوطني الانتقالي.
وقالت كلينتون "ستعترف الولايات المتحدة بالمجلس الوطني الانتقالي كسلطة شرعية حاكمة لليبيا وسنتعامل معه على هذا الاساس الى أن يجري تنصيب سلطة مؤقتة."
وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان قرار الاعتراف بالمعارضة التي تنفذ حملة عسكرية ضد القذافي منذ خمسة شهور يعني أن القذافي ليست لديه خيارات سوى التنحي.
وسيتم تفويض عبد الاله الخطيب مبعوث الامم المتحدة الخاص لليبيا لطرح شروط التنحي على القذافي فيما قالت بريطانيا انه سيتم تصعيد العمل العسكري ضد القذافي بالتزامن مع ذلك.
ويشمل العرض السياسي الذي سيطرح على القذافي وقفا لاطلاق النار لوقف القتال.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج لرويترز "في الوقت الذي سيسعى فيه الخطيب الى التوصل لتسوية سياسية "سيستمر الضغط العسكري على النظام في تصاعد."
وتلقت الصين وروسيا اللتان تبنتا موقفا أكثر ليونة تجاه القذافي دعوة لحضور اجتماع مجموعة الاتصال بشأن ليبيا للمرة الاولى لكنهما قررتا عدم المشاركة.
وقال مسؤولون أمريكيون ان قرار توسيع الاعتراف الدبلوماسي الرسمي بالمجلس الوطني الانتقالي خطوة مهمة تجاه اتاحة أكثر من 34 مليار دولار من الاصول الليبية في الولايات المتحدة لكنهم حذروا من أن تدفق الاموال قد يستغرق بعض الوقت.
(شارك في التغطية سهيل كرم وأندرو كوين وايبون فيليلابيتيا)
من بيتر جراف