تحرير النهضة على الخميس، 19 آذار/مارس 2009
فئة: منوعات

أول جمعية نسائية بليبيا

 

في عام 1954 تم إشهار الجمعية بترخيص صادر عن وزارة العمل والشؤون الإجتماعية تحت إسم (جمعية النهضة النسائية)، وخصص لها مبنى يقع مقابلا للزاوية الرفاعية. كما تم تخصيص حافلة للجمعية وسائق متطوع.

بدأت الجمعية في ممارسة نشاطها رغم عدم تشجيع الهيئات الرسمية لها. وكانت البداية توحي لعضوات الجمعية بأن المسيرة صعبة، لكن العزيمة كانت رفيقتهن في الدرب. وسارت الجمعية بخطوات واثقة رغم الظروف الصعبة وقلة الموارد، حيث كانت تعتمد على العائد من إنتاج عضواتها من الحياكة والتطريز والأشغال اليدوية، إضافة إلى التبرعات التي تصل بين الحين والآخر من بعض الموسرين من أهل المدينة.

وقد سعت الجمعية منذ بدايتها لتحقيق الآتي :

- محاولة النهوض بالأسر الفقيرة.

- مد يد العون للنسوة المعوزات بإيجاد العمل المناسب لهن ومن لا تستطيع العمل يتم دعمها ماديا.

- الإنفاق على الأطفال اليتامى والذين لاعائل لهم وتربيتهم وتعليمهم في المدارس وتوفير أسباب المعيشة لهم
نشر الوعي العام في المجتمع والدفع بالمرأة وتشجيعها للإلتحاق بالجمعية.

- القيام بحملات خيرية وحفلات ترفيهية لصالح نزلاء الملجأ والمستشفيات ودار صياتة الطفل ورعاية الأم.

وتكونت في مقر الجمعية أقسام لتعليم الحياكة والتطريز وتعليم الضرب على الآلة الكاتبة، وازداد نشاط الجمعية بزيادة عدد المتطوعات. وكانت حركة الكشاف تساند الجمعية منذ بداياتها. وتأسست حركة المرشدات في عام 1960 فكانت خير عون للجمعية، حيث التحمت عضوات المرشدات بالجمعية وساهمن في جميع نشاطاتها والتي كان من بينها جمع التبرعات لصالح قضية الجزائر وفلسطين.
استمرت جمعية النهضة النسائية الخيرية طيلة السنوات الأولى من إنشائها في إنجاز ما تهدف إليه من أعمال تطوعية لصالح المرأة والمجتمع، فكانت تقوم بتدريب الفتيات وتوعيتهن والإهتمام بنزلاء المؤسسات الاجتماعية، وإقامة المعارض السنوية لعرض منتجات الملابس.

وعلى هامش تلك المعارض كانت تقام العروض المسرحية والمشاهد التمثيلية على مسرح مدرسة الأميرة، ومسرح مدرسة بنغازي، ومسرح مدرسة شهداء يناير. وكان الأستاذ المحامي مصطفى العالم قد تطوع لتعليم الطالبات المنتسبات للجمعية العزف على آلتي البيانو والأكورديون، وتحفيظهن بعض الأناشيد الوطنية والأغاني الاجتماعية، وذلك بالإتفاق مع السيدة حميدة العنيزي رئيسة الجمعية التي كانت تدرك ما للموسيقى والأناشيد من أهمية في غرس القيم الجميلة في نفوس الصغيرات وتنشئتهن على حب الوطن. وكانت نفس الفتيات يشاركن في تقديم برامج الأطفال في الإذاعة المسموعة، حيث كان الأستاذ مصطفى العالم مقدما لبرامج الأطفال، كما كانت الجمعية تحيي الإحتفالات بمناسبة عيد الطفل.

وكل تلك الأعمال كانت تتم في ظروف مادية متواضعة، بعد ذلك بدأت المؤسسات الرسمية للدولة في الإلتفات إلى الجمعية، حيث تلقت المساعدات من بلدية بنغازي، ومن وزارة التربية والتعليم التي كانت تمد الجمعية بالكتب ووسائل الإيضاح للفصول الدراسية القائمة بالجمعية وتشجيع العنصر النسائي للإنضمام إليها.

وقد اشتهرت الجمعية بنشاطاتها المتواصلة من إقامة للمعارض والإحتفالات والمسابقات التي كانت من ضمنها مسابقة (أشيك طفلة)، والتي أقيمت عام 1968. وقد فازت فيها بالترتيب الأول الطفلة دنيا طاطاناكي.
كانت السيدة حميدة العنيزي دائبة الحركة والنشاط..متجددة الأفكار..يحذوها الأمل دائما في تحقيق الأفضل..ولذلك فقد شكلت لجنة برئاستها وعضوية كل من السيدات :

عائشة زريق - حميدة طرخان - عزيزة النعاس - ربح محمد - نجاة طرخان - سلمى الشيباني - فاطمة الفيتوري - صليحة تربح - فتحية مازق - مبروكة الجامعي - فريدة الزني - وداد أشرف - سكينة الأطرش - غالية الدرسي - فاطمة القابسي - حميدة البراني.

وكان الغرض من هذه اللجنة تنسيق نشاط الجمعية وتحديد المهام وتوزيعها على العضوات من أجل تقديم نتائج أفضل للعمل التطوعي الذي تقوم به الجمعية. ولذلك انبثقت عن اللجنة السابقة ثلاث لجان تم تحديد مهام كل منها كالآتي :

= اللجنة الإجتماعية :

1. عمل زيارات للأسر الفقيرة ومد يد العون لها.
2. القيام بزيارة المؤسسات الاجتماعية مثل الملجأ الإسلامي (دار المسنين فيما بعد)، ودار حضانة الطفل، وذلك لإشعار نزلائها بإهتمام المجتمع بهم، والرفع من معنوياتهم.
3. تنظيم الحفلات الترفيهية لنزلاء هذه المؤسسات.
4. إعداد البرامج لتدريب الفتيات في مجال الخدمة الاجتماعية والصحية.
5. تنظيم دورات الطباعة على الآلة الكاتبة (عربي - انجليزي) للفتيات.
6. العمل على رفع مستوى دخل الأسر الفقيرة بتسويق إنتاجها من الملابس والمنسوجات.

= اللجنة الثقافية :

1. النهوض بمستوى المرأة الليبية ثقافيا وعلميا عن طريق الإذاعة والصحافة، وتنظيم المحاضرات والندوات التي من شأنها توعية المرأة.
2. إصدار مجلة نسائية للتعريف بالجمعية ونشاطاتها باسم (مجلة رسالة الجمعية).
3. إعداد مكتبة خاصة بالجمعية وتزويدها بالكتب اللازمة التي تهتم بقضايا المرأة وغيرها من الكتب الأخرى.
4. تنظيم دورات لمحو الأمية لربات البيوت وفتح مدرسة مسائية للفتيات اللاتي لم تمكنهن ظروفهن الإجتماعية من الدراسة الرسمية.

= اللجنة الفنية :

1. الإعداد الفني للنساء الليبيات في مجال الأشغال اليدوية والحياكة والتطريز والتدبير المنزلي لتحسين إنتاجهن وزيادة دخلهن.
2. توفير الإحتياجات الخاصة من ماكينات خياطة وأدوات تطريز وأشغال يدوية للأسر محدودة الدخل وإقامة دورات تدريبية لبناتهن.
3. الإهتمام بإقامة المعارض الفنية لعرض إنتاج منتسبات الجمعية والأسر المنتجة وتسويقه والإستفادة من إنتاج المتطوعات بتخصيص مبلغ من عائده لتحسين الخدمات.
4. الإهتمام بالفن المسرحي وإنشاء فريق للتمثيل يسهم في نشر الوعي فنيا.

 

مجلة رسالة الجمعية


في عام 1964 وبعد مسيرة عشر سنوات من تأسيسها أصدرت جمعية النهضة النسائية العدد الأول من مجلة (رسالة الجمعية)، وكانت مجلة سنوية خاصة بشؤون ونشاطات الجمعية. إضافة إلى نشرها للمقالات المختلفة في النواحي التربوية والإجتماعية وقضايا المرأة، وكذلك القصص والخواطر الأدبية وإجراء التحقيقات والحوارات مع شخصيات مختلفة والتي كان من أبرزها الحوار الذي أجرته مندوبة الجمعية الأخت صليحة تربح مع السيدة خديجة الجهمي رئيسة تحرير مجلة المرأة والذي نشر في العدد الثالث من المجلة. وكانت افتتاحيات أعداد المجلة بقلم السيدة حميدة العنيزي رئيسة الجمعية.

لاقت المجلة إعجاب القراء الذين كانت رسائلهم تصل إلى الجمعية من مختلف المدن والقرى الليبية، وعلى المستوى العربي كان رئيس الحكومة اللبنانية قد أعجب بالمجلة، وكذلك أعجب بها الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة الذي قال عنها (إن العددين الأول والثاني من مجلة الجمعية أعطياني فكرة طيبة عن قضية المرأة في بلادنا، وعن تحولها من مرحلة النمو إلى مرحلة الإنطلاق). إضافة إلى شخصيات عربية أخرى، وتكفلت فيما بعد وزارة الإعلام والثقافة بتوفير كافة الإمكانيات للمجلة.

وقد ساهمت في الكتابة في مجلة (رسالة الجمعية) العديد من الأقلام والتي كان من ضمنها: وريدة العود - فوزية التاجوري - حميدة البراني - صليحة تربح - نجاة طرخان - حليمة قنيبر - فاطمة القابسي - حواء كانون - غالية الدرسي،وغيرها من الأقلام.

المصدر : ليبيا جيل

اترك تعليقاتك