فيما تستمر غارات حلف شمال الأطلسي على أهداف في العاصمة الليبية وضواحيها، يتحدث مسؤولون غربيون عن "نهاية اللعبة" بالنسبة للعقيد معمر القذافي، كما يبحثون في مرحلة ما بعد رحيله وإن كانوا يقرون بصعوبات في هذا الجانب.
دوت انفجارات مساء الخميس/صباح الجمعة في طرابلس وضواحيها التي أصبحت هدفا يوميا للغارات الجوية الأطلسية، حسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس. وقال إن ثلاثة
انفجارات قوية دوت عند منتصف الليل في وسط العاصمة. وسمعت بعد ذلك انفجارات أخرى بعيدة. وفي وقت لاحق أفاد صحفي من رويترز بسماع دوي انفجار في طرابلس بعيد منتصف الليل وهو وقت أصبح معتادا لهجمات الحلف على العاصمة الليبية. وكان التلفزيون الليبي قد قال في وقت سابق الخميس إن الائتلاف العسكري الذي يقوده حلف شمال الأطلسي هاجم أهدافا عسكرية ومدنية في بلدة زوارة على بعد 120 كيلومترا غربي طرابلس.
وكانت العاصمة الليبية هدفا خلال اليومين الماضيين لأعنف غارات من الحلف الأطلسي مذ بدء التدخل العسكري الدولي في ليبيا في 19 آذار/مارس الماضي. وقال المتحدث باسم النظام الليبي موسى إبراهيم إن أكثر من ستين طنا ألقيت الثلاثاء وحده على طرابلس وأوقعت 31 قتيلا "وعشرات الجرحى". وأضاف إن عمليات القصف استهدفت خصوصا مقر إقامة العقيد القذافي في وسط طرابلس وضاحية تاجوراء (شرق) وكذلك طريق المطار في جنوب العاصمة. ولم يصدر أي تأكيدات أو نفي لمزاعم النظام الليبي من قبل حلف الأطلسي.
إلى ذلك قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الخميس إن بعض دول حلف شمال الأطلسي تقوم بأكثر مما عليها في العملية العسكرية التي يشنها الحلف في ليبيا، بينما لا يتحمل أعضاء آخرون إي جزء من هذا العبء، داعيا إياهم إلى مساعدة حلفائهم. وتشارك في عملية ليبيا ثماني دول من دول الحلف ال28، والدول الثماني هي بلجيكا وكندا والدنمرك والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا والنروج وبريطانيا. ودعا غيتس باقي الدول إلى "فعل المزيد".
وبالإضافة إلى تكثيف الدعم للمعارضة الليبية ركز المجتمعون في لقاء مجموعة الاتصال بشأن ليبيا أمس الخميس على ما وصفوها "نهاية اللعبة" لمعمر القذافي والحرب الأهلية في ليبيا. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن محادثات جارية مع أشخاص قريبين من القذافي وإنه توجد "إمكانية" لنقل السلطة في ليبيا. لكنها أضافت قائلة "لا يوجد حتى الآن طريق واضح للمضي قدما". وفي إشارة أيضا إلى ما وصفها باقتراحات متعددة من حكومة القذافي قال وزير الخارجية الاسترالي كيفين رود إن نهاية القذافي "ربما تكون أقرب" من المتوقع.
في هذه الأثناء نفى القاصد الرسولي في ليبيا المونسنيور جيوفاني انوشنزو مارتينيلي الخميس معلومات نشرتها صحيفة ايطالية نقلا عن مصادر ايطالية وروسية مفادها أن العقيد معمر القذافي مختبئ منذ عدة أسابيع في مقر السفارة البابوية في طرابلس.