يفرن/طرابلس (رويترز) - استولى مقاتلو المعارضة على بلدة يفرن الجبلية بالكامل يوم الاثنين وطردوا القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في مؤشر على أن الضربات التي يشنها حلف شمال الاطلسي في المنطقة ربما تؤتي ثمارها.
تقع يفرن على تل سيطرت القوات الموالية للقذافي على سفحه على مدى اكثر من شهر وكانت تحاصر المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة مما ادى الى تراجع امدادات الغذاء ومياه الشرب والدواء في البلدة. وقال يوسف بودلال مصور رويترز بعد دخوله البلدة من الشمال "المعارضون يقولون انهم سيطروا على البلدة. نحن داخل البلدة ولا أثر لقوات القذافي." ومضى بودلال يقول "أرى أعلام المعارضة.. رأينا ملصقات وصورا للقذافي ممزقة." وتقع يفرن على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي العاصمة الليبية في منطقة الجبل الغربي حيث ينضم السكان المحليون واغلبهم ينتمي الى الاقلية الامازيغية للانتفاضة ضد القذافي. ودمرت طائرات حربية بريطانية دبابتين وحاملتي جند مدرعتين في الثاني من يونيو حزيران في يفرن. وسمع دوي انفجارين على الاقل مساء يوم الاثنين في طرابلس حيث يقصف حلف شمال الاطلسي اهدافا لحكومة الزعيم الليبي معمر القذافي منذ مارس اذار. وقال التلفزيون الليبي ان قوات الحلف قصفت منطقة الكرمة دون اعطاء المزيد من التفاصيل. وتسيطر المعارضة على شرق ليبيا ومدينة مصراتة في الغرب وسلسلة جبال قرب الحدود مع تونس. لكنها لا تستطيع التقدم نحو العاصمة في مواجهة قوات القذافي الافضل عدة وعتادا رغم الضربات الجوية لحلف الاطلسي. وعندما سئل نائب رئيس الوزراء الليبي خالد كعيم عن التقارير التي تتحدث عن مكاسب المعارضة في منطقة الجبل الغربي قال للصحفيين ان القوات الحكومية يمكنها استعادة المنطقة في ظرف ساعات لكنها تحجم عن فعل ذلك لتفادي ايقاع ضحايا مدنيين. وكانت طائرات هليكوبتر هجومية تابعة لحلف الاطلسي تقوم يوم الاحد لليوم الثاني بعمليات في شرق ليبيا. وقالت وزارة الدفاع البريطانية ان الطائرات الهليكوبتر التابعة لها من طراز أباتشي استخدمت صواريخ في تدمير شبكة لاطلاق الصواريخ على الساحل قرب بلدة البريقة في شرق البلاد. وقال مصدر عسكري فرنسي ان الطائرات الفرنسية المقاتلة والهليكوبتر تعمل في ليبيا كل ليلة منذ يوم الجمعة لكنه رفض اعطاء المزيد من التفاصيل ومن ناحية أخرى قال مصدران عسكريان من المعارضة الليبية ان قوات القذافي أطلقت يوم الاثنين صواريخ على بلدة اجدابيا الواقعة بشرق ليبيا والتي تسيطر عليها المعارضة واندلعت اشتباكات على الطريق الرئيسي ناحية الغرب. وهناك حالة من الجمود في القتال بين قوات القذافي وقوات المعارضة منذ اسابيع حيث لم يستطع اي طرف منهما السيطرة على اراض تقع على الطريق الممتد بين اجدابيا وبلدة البريقة النفطية التي تسيطر عليها قوات القذافي على مسافة ابعد نحو الغرب. يأتي نشر طائرات الهليكوبتر ضمن خطة لتصعيد العمليات العسكرية لكسر الجمود. ويقول منتقدون ان حلف الاطلسي تجاوز بكثير تفويض الامم المتحدة لحماية المدنيين. وحثت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات في تقرير لها اليوم المعارضة وحلف الاطلسي على اقتراح وقف لاطلاق النار. وقالت "(المعارضة) وداعموها في حلف شمال الاطلسي لا يعنيهم على ما يبدو حل الصراع عبر التفاوض. "الاصرار...مثلما يفعلون...على رحيل القذافي كشرط مسبق ...سيطيل امد الصراع العسكري وسيعمق الازمة. الاولوية يجب ان تعطى بدلا من ذلك لتحقيق وقف فوري لاطلاق النار وللمفاوضات على نقل (للسلطة)." وتقول حكومات غربية والمعارضة ان مزيجا من الضربات الجوية التي يشنها الحلف والعزلة الدبلوماسية والمعارضة الشعبية ستؤدي في نهاية الامر الى انهاء حكم الزعيم الليبي. لكن القذافي يقول انه لا يعتزم التنحي. وهو يصر على أن كل الليبيين يدعمونه باستثناء بعض "الجرذان" ومقاتلين من القاعدة ويقول ان تدخل الحلف يجيء ضمن خطة لنهب الثروة النفطية لليبيا. وفي حديثه للصحفيين في بروكسل تجنب الامين العام لحلف الاطلسي اندرس فو راسموسن الاجابة على اسئلة بشأن ما اذا كانت هناك حاجة لمزيد من الطائرات الهليكوبتر في ليبيا لكنه سيؤكد من جديد على دعوته لاعضاء الحلف تكثيف مشاركتهم في ليبيا خلال اجتماع لوزراء دفاع الحلف هذا الاسبوع. وقال "بشكل عام سأطلب دعما واسعا لعمليتنا في ليبيا وزيادة المساهمات ان امكن واستخداما اكثر مرونة للاصول المتوفرة اذا تسنى ذلك." وكانت بريطانيا وفرنسا القوة الدافعة وراء التدخل العسكري لحلف الاطلسي. وتوجه رئيس الوزراء البريطاني وليام هيج الى بنغازي في مطلع الاسبوع ودعا المجلس الوطني الانتقالي لوضع خطة مفصلة حول كيفية ادارة ليبيا بعد رحيل القذافي لتجنب الفوضى التي تفجرت في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. وقرر حلف الاطلسي في الاسبوع الماضي تمديد العمليات في ليبيا لمدة 90 يوما أخرى أو حتى نهاية سبتمبر أيلول. وقال مسؤول كبير في الولايات المتحدة ببروكسل "سوف نفعل هذا حتى ننجح. التمديد تم لمدة تسعين يوما واذا أردنا أن نمدد مرة أخرى فسوف نمددها مرة أخرى... لا نضع مهلة. ما ساهم به التمديد هو أنه أوضح أننا مستعدون لهذه العملية حتى النهاية." كما قال راسموسن ان حلف الاطلسي حقق "تقدما ملحوظا" حتى الان على صعيد الحد من قدرات القذافي العسكرية. واستطرد "القذافي فقد سيطرته على كثير من مناطق البلاد...وكل يوم ينشق عنه اقرب المقربين منه. هو يزداد عزلة في الداخل والخارج" مضيفا ان الحلف دمر اغلب الاهداف العسكرية المشروعة وعددها 1800 او الحق اضرارا بها. من يوسف بودلال وبيتر جراف (شاركت في التغطية شيرين المدني في بنغازي وحميد ولد احمد في الجزائر وجستينا باولاك في بروكسل واليزابيث بيناو في باريس وتيم كوكس في تونس