طرابلس (رويترز) - تستعد بريطانيا لاستخدام قنابل خارقة للتحصينات ضمن الترسانة التي تستخدمها طائراتها في ليبيا وهو سلاح قالت يوم الاحد انه سيرسل رسالة قوية الى الزعيم الليبي معمر القذافي بان الوقت حان لرحيله.
وتحاول بريطانيا ودول أخرى في حلف شمال الاطلسي تصعيد تدخلها العسكري في ليبيا لكسر حالة الجمود التي تشهد تمسك القذافي بالسلطة على الرغم من حملة جوية تشنها طائرات الحلف منذ عدة اسابيع وعلى الرغم من الانتفاضة الشعبية المسلحة ضد حكمه.
وقال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس في بيان "نحن لا نحاول استهداف افراد في الدائرة الضيقة المحيطة بالقذافي من الذين يعتمد عليهم لكننا بالتأكيد نرسل لهم رسائل مدوية بشكل متزايد."
وقال "ربما يكون القذافي عاجزا عن السمع لكن من حوله سيكونون من الحكمة بحيث يسمعون."
وقالت وزارة الدفاع البريطانية ان هذه القنابل التي تزن الواحدة منها نحو طن وتستطيع اختراق اسقف او جدران المباني الحصينة وصلت الى قاعدة جوية ايطالية تستخدمها الطائرات البريطانية في قصف اهداف ليبية.
وصعدت طائرات حلف شمال الاطلسي بالفعل من هجماتها الجوية على طرابلس حيث تعرض مجمع باب العزيزية مقر اقامة القذافي بوسط العاصمة للقصف عدة مرات.
ويقول الحلف انه يتعامل وفقا لتفويض من الامم المتحدة بحماية المدنيين من الهجمات التي تشنها قوات القذافي في محاولة لاخماد انتفاضة شعبية ضد حكم القذافي المستمر منذ اربعة عقود.
لكن التكتيكات الاكثر عنفا تثير المخاوف من وقوع انقسامات بين الدول الاعضاء مع هشاشة التاييد للتدخل العسكري بالاساس كما قد يعجل بجر الحلف الى نشر قواته البرية في ليبيا وهي خطوة يحاول الحلفاء بشدة تفاديها.
وبثت قناة الجزيرة التلفزيونية لقطات مصورة لما قالت انها قوات اجنبية ربما تكون بريطانية بالقرب من مدينة مصراتة الليبية التي تسيطر عليها المعارضة. يتبع
وظهر في اللقطات عدد من المسلحين الذين يرتدي بعضهم نظارات شمسية وأوشحة عربية لكنهم ابتعدوا بعد ان انتبهوا ان احدا يقوم بتصويرهم.
وفي تصعيد لمشاركتها في العمليات العسكرية في ليبيا قالت بريطانيا انها بصدد استخدام طائرات هليكوبتر هجومية في ليبيا لتحسين قدرتها على استهداف مواقع القذافي. وطائرات الهليكوبتر تكون اكثر عرضة لنيران المضادات الارضية من المقاتلات التي تحلق على ارتفاعات شاهقة.
وينفي القذافي مهاجمته للمدنيين ويقول ان قواته اضطرت للقتال للتصدي لعصابات مسلحة ومتشددين موالين للقاعدة. ويصف القذافي تدخل حلف شمال الاطلسي بأنه عمل استعماري يستهدف الاستيلاء على الاحتياطيات النفطية الكبيرة التي تملكها ليبيا.
ومن المتوقع ان يصل رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الى طرابلس غدا الاثنين في ثاني زيارة يقوم بها الى ليبيا منذ بداية الصراع لمحاولة التوصل نيابة عن الاتحاد الافريقي الى وقف لاطلاق النار.
ولم تحقق زيارة زوما السابقة نجاحا يذكر حيث رفض القذافي التخلي عن السلطة وقالت المعارضة ان رحيل القذافي شرط مسبق لاي اتفاق هدنة.
وقال سفير بريطاني سابق في ليبيا ان وزير خارجية القذافي اجرى محادثات في تونس يوم السبت مع اللورد ديفيد تريفجارن الوزير السابق في الحكومة البريطانية.
ورفض السفير البريطاني السابق الذي شارك في المحادثات الافصاح عن تفاصيلها فيما قالت الحكومة البريطانية انها لا تجري محادثات مع مسؤولين موالين للقذافي سواء بشكل مباشر او من خلال وسطاء.
وتسيطر المعارضة المسلحة على شرق ليبيا وخاصة مدينة بنغازي وعلى مدينة مصراتة ثالث كبرى المدن الليبية في الغرب وعلى منطقة الجبل الغربي التي تمتد من الزنتان على بعد 150 كيلومترا من طرابلس الى الحدود مع تونس.
وتمكنت المعارضة بمساعدة من طائرات حلف شمال الاطلسي من صد هجمات القوات الموالية للقذافي لكنها ما زالت تتعرض للقصف في عدة مواقع وتحاول الدفاع عن مناطق انقطعت عنه سبل الامداد. يتبع
وقال مراسل لرويترز في الزنتان انه سمع انفجارات عشرة صواريخ تضرب مشارف البلدة اليوم الاحد. وقال ان هذه الصواريخ لم تسقط على ما يبدو في مناطق سكنية ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا.
وقطعت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي الكهرباء عن معظم أنحاء منطقة الجبل الغربي مما يهدد امدادات المياه النقية ويمثل تصعيدا لحرب الاستنزاف مع المعارضة المسلحة التي تسيطر على المنطقة.
وقال العقيد جمعة ابراهيم المعارض البارز في الزنتان انه يخشى هجوما وشيكا تقوم به القوات الموالية للقذافي. وقال ان قوات القذافي تستعد لشيء ما وان الوقت قد اقترب. وكرر مطالبة بنغازي بامدادهم بالسلاح.
وفي مصراتة قال متحدث باسم المعارضة ان قوات المعارضة المسلحة تمكنت من صد هجوم للقوات الموالية للقذافي في ضاحية الدافنية على الطرف الغربي للمدينة.
وقال المتحدث الذي يدعى احمد "الحمد لله اليوم يوم جيد. حققنا نصرا عظيما... استولينا على دبابة وقتلنا عدة جنود... واستشهد اثنان من الثوار واصيب 28 اخرون."
واخذ مسؤولون ليبيون صحفيين اليوم الاحد الى مدرسة في طرابلس قرب القسم الذي تعرض لقصف طائرات حلف شمال الاطلسي في مجمع باب العزيزية يوم السبت.
ولم تكن بالمدرسة اثار تذكر على اصابتها في القصف لكن ناظر المدرسة حامد المفطر قال ان الانفجار الذي وقع بالقرب من المدرسة تسبب في تحطيم نافذة او اثنتين وروع الاطفال الذين كانوا يؤدون الاختبارات في اول يوم.
وقال "تصوروا المشهد مع وجود اطفال بهذا العمر في مدرسة بهذه القدرة. لقد حاولوا الفرار جميعا في نفس الوقت... هؤلاء مدنيون."
وبينما تجول الصحفيون في المدرسة قاد المدرسون التلاميذ الى ترديد الهتاف المؤيد للقذافي "الله ومعمر وليبيا وبس."