بلوق الميز
خليفة حفتر أم شوارزحفتر
ينظر البعض إلى السيد خليفة حفتركما لو أنه (ارنولد شوارزنخر) أو روكي العائد من فيتنام، وبالتالي يتوقعون منه نصرا سريعا على طريقة أفلام الأكشن، بينما ينظر إليه آخرون على انه مجرد مغامر يقود مليشيا غير متجانسة في معركة خاسرة، ومن جهته روُج المؤتمر الوطني غير الشرعي وحكومته غير الشرعية فكرة ان حفتر قام بإنقلاب للإستيلاء على السلطة، وتصر كل الفضائيات على استخدام تعبير (قوات اللواء المتقاعد حفتر) في شخصنة سيئة جدا لشأن وطني خطير، بينما يصف البعض حفتر على انه محترف فشل ناسين أنه كان الضابط الذي قاد اول دبابة قتحمتخط بارليف في سيناء، اما قصة الاستيلاء على السلطة فهي طرفة حقيقية لأنه ليس من المعروف ما هي السلطة الموجودة في بنغازي التي سيستولي عليها!!!
هكذا نحن دائما،نتراوح بين اقصى نقطتي تطرف، في حين أن الوضع بالغ الخطورة ويتطلب تقييما هادئا وموضوعيا بصورة مستمرة حتى يمكن تقليل خطورة النتائج بقدر الإمكان.
وأول ما يجب ان يتم الاتفاق عليه في هذا الصدد، ان المعركة القائمة حاليا هي معركة ضد الإرهاب، وليست معركة ضد جماعات الإسلام المتطرف أيا كانت تسمية كل منها، مع مراعاة أن من لا يعيش في بنغازي ربما كان لا يمتلك تصورا صحيحا لذلك الإرهاب ولا يمتلك تعريفا حقيقيا له، وهنا نحن بصدد فارق كبير جدا بين الأمرين، فالحرب على الإرهاب هي حرب تبتغي وقف نهر الدم في المدينة والقضاء نهائيا على نشاط الاغتيالات والخطف والتفجير، بينما الحرب على الإسلام المتطرف هي حرب أيديولوجية نحن لسنا في واردها حاليا، مع ملاحظة أنه لا يوجد حتى تاريخه دليلا ثابتا على ان جماعات الإسلام المتطرف مسئولة فعلا عن النشاط الإجرامي في بنغازي، وكل ما نشر من بيانات مكتوبة او مرئية لا يمكن نسبته قطعيا إليهم، فكل شخص يستطيع ان يصدر ويذيع هكذا بيان، بل ربما كان القائمون بذلك النشاط يقصدون نسبته إلى تلك الجماعات تحديدا، ضمن مؤامرة مزدوجة على ليبيا وعلى الإسلام في ذات الوقت.
وفي اقصى الاحتمالات، وحتى لو تبين مسئولية تلك الجماعات عن الموضوع، فإن نسبته إلى الإسلام من قبل أي طرف لا تدل سوى عن جهل أو عن نية مبيتة.
كما يجب ان نتفق أيضا على ان توصيفات اللواء حفتر ونسبة القوات إليه وتسميتها بإسمه والإصرار على انه يحارب انصار الشريعة وباقي الجماعات المتطرفة، هو توجه مؤذي تقصد منه الجهة التي صاغته تشويه الفكرة بالكامل وسلبها توجهها الوطني، وقد تلقفه الكثيرون للأسف واصبحوا يرددونه دون وعي.
في نهاية الأمر، فإن القضاء على مصدر الإرهاب في بنغازي تحديدا وفي كامل ليبيا عموما هو هدف مشروع دينيا واخلاقيا ولا يمكن لأي كان أن ينكره، واللواء حفتر هو مجرد قائد أعلى رتبة في مجموعة الضباط الوطنيين الذين يقودون معركة الكرامة، وهو ليس لديه مشكلة شخصية مع الإسلام لا المعتدل ولا المتطرف، كما ان الادعاء بأنه يسعى لاستيلاء على السلطة هو غباء لا ينطلي على احد.
وأخيرا ينبغي ان نتفق على أن اتساع معركة الكرامة لتشمل العاصمة، وهذا القبول الرسمي والشعبي الواسع النطاق لها، هو امر كان متوقعا منذ البداية، فسيطرة المؤتمر على مقاليد السلطة غصبا، والفساد الرهيب واسع النطاق، وسيطرة التشكيلات المسلحة على مقاليد الأمور، هو أيضا اعتى أنواع الإرهاب والظلم والقهر تتم ممارسته منذ ثلاث سنوات على شعب دفع الكثير للقيام بثورة ضد الظلم والقهر.
وقد سبق لنا القول أن معركة الكرامة في بنغازي وامتدادها في طرابلس، لا يهدف ولا يجب ان يهدف إلى مجرد القضاء دمويا على الطرف الآخر بطريقة افران الحرق الهتلرية، بل يجب ان ينتهي إلى تحييد ذلك الطرف وسلبه القدرة على إيذاء ليبيا وشعبها.
ليبيا المستقبل
رمضان الفراوي
عند الاشتراك في المدونة ، سنرسل لك بريدًا إلكترونيًا عند وجود تحديثات جديدة على الموقع حتى لا تفوتك.
By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://almaze.co.uk/
تعليقات