ووجدت الدراسة، التي أجراها الدكتور ليام تاونسند، ومستشفى سانت جيمس ومعهد ترينيتي للطب الانتقالي، وكلية ترينيتي في دبلن بإيرلندا، وآخرون، أن التعب كان موجودا في أكثر من نصف المرضى الذين خضعوا للدراسة “بغض النظر عن خطورة العدوى”، وفقا لبيان صحفي حول النتائج.
وقال تاونسند: “التعب هو أحد الأعراض الشائعة لدى المصابين بعدوى كوفيد-19 المصحوبة بأعراض”. وأضاف أنه في حين أن السمات الحالية لعدوى SARS-CoV-2 قد تم تمييزها بشكل جيد، فإن العواقب المتوسطة وطويلة الأجل للعدوى ما تزال غير مستكشفة، “وعلى وجه الخصوص، أثير القلق بشأن SARS-CoV-2 بأن لديه القدرة على التسبب في إجهاد مستمر، حتى بعد تعافي المصابين من كوفيد-19”.
واشتملت الدراسة على 128 مريضا، أصيبوا جميعا بفيروس كورونا لكنهم تعافوا. وتم تجنيدهم بعد أكثر من شهرين من مرضهم.
وقال تاونسند إن الباحثين “درسوا ما إذا كان المرضى الذين يتعافون من عدوى SARS-CoV-2 ظلوا مرهقين بعد شفائهم البدني، ولمعرفة ما إذا كانت هناك علاقة بين التعب الشديد ومجموعة متنوعة من المعايير السريرية، فحصنا أيضا استمرار علامات المرض بما يتجاوز الحل السريري للعدوى”.
وبشكل أكثر تحديدا، استخدم الباحثون مقياس Chalder Fatigue Score أو باختصار CFQ-11، وهو ما يعرف بأنه “مقياس شائع الاستخدام لتحديد التعب لدى المرضى المتعافين”.
وبالإضافة إلى ذلك، أخذ الباحثون أيضا في الحسبان شدة العدوى الأولية للمريض (إذا احتاجوا إلى دخول المستشفى، على سبيل المثال)، بالإضافة إلى أي حالات أخرى موجودة مسبقا لديهم والتي يمكن أن تسهم في التعب، مثل الاكتئاب .
وأوضح تاونسند: “نظروا أيضا إلى علامات مختلفة لتنشيط المناعة، مثل تعداد خلايا الدم البيضاء وعلامات الدم الالتهابية، على سبيل المثال، لكنهم لم يجدوا أيا منها”.
ووجد الباحثون أن ما يقارب 56% من المرضى، الذين تم تقييمهم، يحتاجون إلى دخول المستشفى بينما 44.5% لم يفعلوا ذلك. وفي النهاية، توصل الباحثون إلى أن أكثر من نصف المشاركين، 52.3% على وجه الدقة، أبلغوا عن “إرهاق مستمر” حتى بعد تعافيهم من المرض.
وعلاوة على ذلك، حتى المرضى الذين لم يحتاجوا إلى دخول المستشفى، ما يعني أن مرضهم كان أقل حدة، ما زالوا يعانون من التعب المستمر بعد التعافي.
وأشار تاونسند: “وُجد أن الإرهاق يحدث بشكل مستقل عن الدخول إلى المستشفى، ويؤثر على المجموعتين بالتساوي”.
ولم يكن هناك ارتباط بين شدة “كوفيد-19” (الحاجة إلى دخول المرضى إلى المستشفى أو الأكسجين الإضافي أو الرعاية الحرجة) والإرهاق بعد التعافي من المرض.
وبالإضافة إلى ذلك، لم يكن هناك ارتباط بين العلامات المختبرية الروتينية للالتهاب ودوران الخلايا، والتعب بعد “كوفيد-19″، كما جاء في البيان.
ومن المثير للاهتمام، وجد الباحثون أن الإناث المشاركات في الدراسة (54%)، وكذلك أولئك الذين لديهم تشخيص سابق للاكتئاب أو القلق “كان تمثيلهم زائدا في أولئك الذين يعانون من التعب”، وفقا للنتائج.
وبشكل أكثر تحديدا، كان ثلثا المرضى الذين أبلغوا عن التعب المستمر من النساء.
وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن النتائج التي توصلوا إليها “تدعم استخدام التدخلات غير الدوائية لإدارة التعب”، بغض النظر عن شدة المرض الأولي، مشيرين إلى أنه “يجب أن تكون هذه التدخلات متلائمة مع الاحتياجات الفردية للمرضى، وقد تشمل تعديل نمط الحياة، والعلاج السلوكي المعرفي، وتمارين ضبط النفس، حيث يتم تحملها”.
المصدر: فوكس نيوز