15/7/2007 مقهي كوستا 200 البيكاديلي الترهوني : اررررر اووووووه بررررررد ايمي : اهلا .... خفت أن لا تأتي في هذا الطقس البارد انه نوفمبر , ترتجف فيه الأوصال ولا يمكن مقاومته الا بــغراند مارنيير سماش... أسفة ,,, نسيت انك توقفت ... الترهوني : لا عليك امممممم ,,,, رائحة القهوة هنا تنعشني خاصة في هذا الجو البارد ايمي : فعلا , هل ستكمل لي قصتك ؟ أخبرني عن ليسا و خاتم الماس الترهوني : أه ,,,,( بحرقة وألم ) ليسا .... قبل بضع سنوات كنت في زيارة اختي وقد انجبت كلبتهم 4 جراء , ليسا كانت احداها , للأسف لم تكن في حالة صحية جيدة فقد اصيبت بمرض لايم وقيل انها لن تنجو منه , شعرت بالحزن الشديد وقررت الاعتناء بها طيلة فترة بقائي هناك وقد قمت بعزلها عن اخوتها حتى لاتنتقل العدوى اليهم .استغرق علاجها بالمضادات الحيوية لفترة طويلة ولكنها تعافت في النهاية ورجعت لها حيوية الكلاب في سنها , ليسا لم تنسى عنايتي بها ومنذ ذك الحين ربطتها بي رابطة قوية . كلما اقوم بزيارة اختي كانت تركض في اتجاهي فرِحة وكنت احب السير معها في المزرعة , تركض خلفي امامي وبجانبي بحركات تعبر عن الحب و السرور , وفي احدي المرات هاجمتنا كلاب فرج المعكرش الشرسة فقفزت امامي لتدافع عني كأنها لبوة تدافع عن اشبالها , لقد خفت عليها يومها , فهي صغيرة مقارنة بتلك الذكور الكبيرة الشرسة ... لقد تأخرت القهوة ..... أيمي : لا عليك انها قادمة ,,, ها هي ... حسنا ,,, دعني ادون ذلك وقد نتوسع فيه لاحقا , وماذا عن خاتم الماس ..ماقصته ؟ الترهوني : استطعت تنفيد خطة تقشف لمدة سنة جمعت فيها اغلب مرتبي لأجل ان أشتري خاتم الماس لها . ايمي : مرتب سنة !!! هل ستشتري لها خاتم نجمة الماس الوردية ؟ الترهوني : ضاحكا كلا .... في دولة الحقراء مرتباتنا تضعك فوق مستوى الفقر بإنشٍ فقط وفي اغلب الاوقات نغرق بأمتار تحت مستوى الخط . الخاتم كان ثمنه مايعادل 2500 باوند تقريبا ولكنه مبلغ كبير بالنسبة لنا نحن الفقراء . ايمي : فعلا ,,,مرتب سنة يعتبر مبلغ كبير , يبدو انها كانت تعني لك الكثير . الترهوني : كانت ولازالت و ستظل . ايمي : ههههه ,,,, انت مجنون كالعادة وردك سابق دائما . الترهوني : كنت اود تقديمه لها في عيد ميلادها واطلب يدها كي يصبح العيد عيدين . ايمي : واو ,,, رائع ,,, أكمل أكمل ,,,انا متشوقة لمعرفة المزيد ..... الترهوني : ذهبت الى محل الكروت و اخترت لها كرت رائع ورجعت للبيت فرحا , اخدت سكينا ووخزت به اصبعي حتى ادمى .. ايمي : مندهشة و مصدومة ... ماذا !!! الترهوني : اخدت عود ثقاب و استخدمت دمي كحبر وكتبت لها في ذلك الكرت : أحبك ,,, اكتبها بدماء قلبي النابض بحبك . ايمي : لم اسمع بأحد قد كتب لمن يحب بدمه ,,, انك مجنونا فعلا....اكمل ,,اكمل ,, ايها العاشق المسكين . الترهوني : ذهبت اليها في اليوم التالي وكلي شوق و حنين , وجدتها في حديقة البيت تستمع الى اغنيتها المفضلة ( من غير ليه ) لعبد الوهاب و التي حفظتها عن ظهر قلب لأجلها . عندما اقتربت منها احسست بشئ غريب لم اشعر به من قبل ومما زاد في غرابة هذا الشعور فتور اللقاء ... قلت لها اغمضي عينيك ,,, ففعلت فأخرجت الخاتم من حقيبتي و كذلك الكرت ,,, فتحت علبة الخاتم وقلت لها افتحي عينيك الان .. قالت لي ماهذا , قلت لها انني اطلب يدك في يوم عيد ميلادك و هذا كرت كتبته لك بدمي ليبقى شاهدا عندك . ايمي : لما سكت اكمل ,,, ماذا كان ردها ؟ هل بكت من شدة الفرح وحضنتك ؟ ماذا حدث ؟ لما ملامحك قد تغيرت ؟ الترهوني : لقد ضحكت في وجهي وقالت لقد تأخرت كثيرا , خطبني اليوم ميلاد ابن المليونير اشنابو , انظر الى خاتم الخطوبة ... قلت في نفسي احتاج الى 100 عاما لجمع ثمن خاتم كهذا .... وقفت جامدا لبرهة , ثم حملت نفسي ورجعت الى بيتنا مكسورا , هؤلاء اللصوص يسرقون كل شئ منا , حتى احلامنا الصغيرة . وساد الصمت لبرهة وقد رأيت الدمع في عين ايمي . قلت لها لاتبكي لقد تجاوزت تلك المرحلة واصبحت من الماضي . ايمي : كلا ,, ملامحك تدل على ان الجرح عميق ولايزال ينزف. الترهوني : وبضحكة مصطنعة ,,, انت تبالغين يا ايمي . ايمي : وماذا بعد ذلك ؟ الترهوني : بعد عدة ايام ذهبت الى زيارة اختي حاملا معي الخاتم , وكالعادة اتت ليسا لتحيتي. ايمي : انا مشتاقة لرؤيت ليسا هذه , هل عندك صورة لها ... ولكن بعد ان تكمل , اعرف ان الوقت قد تأخر وانك تريد العودة للبيت بعد يوم ملئ بالمحاضرات ... اكمل رجاءا. الترهوني : جثوت على ركبتي واحتضنت ليسا وعيناي مليئتان بالدمع , تحسست الحزام حول عنقها وثبت فيه الخاتم . ايمي : ماذا ؟!!! خاتم الخطوبة , تهديه الى كلبة !!! انت مجنون فعلا ,,, حتى الاغنياء لايفعلون ذلك . الترهوني : ومن غير ليسا احق بذلك الخاتم ؟!!! الخاتم كان رمزا للوفاء وليسا كانت أوفى من البشر , يضحكون في وجهك ويطعنوك في ظهرك .... انا أأسف ايمي علي الذهاب الان , علي اللحاق بالقطار ,,, ايمي : هل سنتقابل الخميس المقبل ؟ الترهوني : ربما خربشة غير منقحة من رواية ترهوني على قارعة البيكاديلي 2007