في أكتوبر سنة 1659 سافر الأمير الخلاسي أحمد من تونس في صحبة أخيه الأكبر و معهم ستة مراكب و خيام و حلل رائعة , و استقدموا معهم لحراسة كل هذه 500 فارس . وبعد مضي 15 يوماً وصلوا طرابلس. وعند اقترابهم منها اوفد الداي عثمان لمقابلتهم رجب بك وجميع فرسانه تشريفاً لهم . واذْ أبدى الأميران التونسيان عدم رغبتهما في السكنى بالمدينة , فانه قد وضُع تحت تصرفهما أحد أجمل بساتين الواحة, على مرمى من البصر من القلعة , حيث نصبوا خيامهم. وبعد بضعة أيام أخرى احتُفل بالزواج احتفالاً كبيراً وتبادل العروسان هدايا نفيسة. وأثناء هذا الحفل أخذ الفرسان التونسيون و الطرابلسيون يقومون يومياً بالتسابق ويكثرون من اطلاق العيارات النارية احتفالاً بالمناسبة.وتعبيراً من الأميرين التونسيين عن امتنانهما لهذا الاستقبال الحماسي الذي قوبلا به فإنهما أبديا رغبتهما في إهداء كل جندي لانكشاري وكل فارس طرابلسي ترسين وقفطاناً. وخشي عثمان داي – الحذِر بطبيعته – أن تكون وراء هذا السخاء بعض النوايا السيئة, فعارض في ذلك , إذ أنه يدرك بتجربته جيداً مدى ماتنطوي عليه نفوس جنده هؤلاء من طمع.
ورحل العروسان إلى تونس , ولكن ما أن انقضى شهران حتى أرسلت الخلاسية حليمة – التي كان حريم تونس يحتقرنها – إلي والدها متوسلة إليه أن يستقدمها عنده. وكان زوجها قد هجرها كلية واخذ يلهث وراء غراميات أخرى ثم مالبث أن مات لكثرة ما كان مستغرقاً فيه من الرذائل.
وانتهز عثمان داي الفرصة فأرسل في طلب ابنته بواسطة إحدى سفنه القرصانية . وبعدما أعيدت حليمة إلى أسرتها تم تزويجها من جديد إلى خليل , ولد رمضان النابلي , وهو العلج الذي كُلف بأمانة خزينة القلعة.
يتبع .....