أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التونسية بلغت 64 في المائة ممن يحق لهم الانتخاب.
جاء ذلك في وقت تواصلت فيه عمليات فرز أصوات الناخبين في أول انتخابات رئاسية حرة مباشرة في البلاد منذ سقوط نظام حكم الرئيس زين العابدين بن علي في عام 2011.
وكانت مراكز الاقتراع أغلقت أبوابها عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش) الأحد.
ومن المتوقع أن تعلن النتائج الرسمية للانتخابات خلال 48 ساعة من اغلاق المراكز الانتخابية وبدء الفرز.
لكن حزب نداء تونس سارع إلى اعلان تقدم مرشحه الباجي قائد السبسي على بقية المرشحين بعد فترة وجيزة من اغلاق مراكز الاقتراع وبدء عمليات الفرز.
بيد أن مراقبين توقعوا عدم حصول أي من المرشحين المتنافسين على ما يؤهله لفوز حاسم في جولة الاقتراع الأولى ، مرجحين إجراء جولة انتخاب ثانية في ديسمبر/كانون الأول.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مدير الحملة الانتخابية للرئيس الحالي المنصف المرزوقي قوله إنه سينجح في الصعود الى جولة انتخابات الإعادة دون إعطاء أي تفاصيل أو بيانات أخرى عن نسبة الأصوات التي سيحصل عليها.
بينما قال محسن المرزوق مدير الحملة الانتخابية للسبسي للصحفيين إنه متقدم بشكل كبير على منافسيه بحسب النتائج الأولية، لكنه استدرك ثمة احتمالا لخوض جولة إعادة.
اقبال
وقد أقبل التونسيون منذ ساعات الصباح الأولى على مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات الرئاسية المباشرة.
وقالت الهيئة المستقلة للانتخابات إن نسبة التصويت بلغت اثنتي عشرة في المائة بعد أربع ساعات فقط على بدء التصويت.
وافادت وكالة رويترز للأنباء أن الشرطة قد فرقت نحو 200 شخص تجمعوا للاحتجاج أمام مركز الاقتراع في مدينة سوسة الساحلية حيث أدلى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بصوته، واعتقلت بعض المحتجين.
ويسعى التونسيون إلى استكمال ما تبقى من مسار الانتقال الديمقراطي بعد اعتماد دستور توافقي، واجراء انتخابات تشريعية الشهر الماضي.
وتأتي انتخابات الرئاسة عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي وفاز بأكبر عدد من المقاعد فيها حزب نداء تونس، وهو أكبر حزب علماني ويضم العديد من المسؤولين السابقين في نظام بن علي.
ويخوض المنافسة الرئاسية 26 مرشحا، بينهم أعضاء سابقون بنظام بن علي، لشغل منصب الرئيس الذي أصبح الآن شرفيا إلى حد كبير.
ويتصدر المرشحين الباجي قائد السبسي (88 عاما)، وهو سياسي مخضرم لعب أدوارا بارزة في مؤسسة الدولة قبل اندلاع الثورة.
ومن أبرز المنافسين الرئيس المنتهية ولايته، منصف المرزوقي، وهو ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان، حُكم عليه بالسجن إبان النظام السابق.
وكان المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) قد انتخب المرزوقي رئيسا مؤقتا في عام 2011.
ومن أبرز المرشحين الآخرين رئيس البرلمان مصطفى بن جعفر، وأحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الجمهوري، والقاضية كلثوم كنو، ورجل الأعمال سليم الرياحي.
حقائق
منذ الاستقلال في عام 1956 وحتى الثورة في عام 2011، لم يشغل منصب الرئاسة في تونس إلا شخصان، هما الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. وصل بن علي إلى السلطة في عام 1987 بعد الإطاحة ببورقيبة. وفي عام 2011، فر بن علي إلى السعودية بعدما أُطيح به في احتجاجات شعبية حاشدة. بموجب الدستور الجديد، الذي صُدق عليه في 2014، لم يعد الرئيس يمثل السلطة العليا والأساسية في البلاد، إذ تتركز أغلب السلطات والصلاحيات في يد رئيس الوزراء. يظل شاغل المنصب الرئيس الاسمي للدولة و"الرمز لوحدتها الذي يضمن استقلالها واستقرارها ويحترم الدستور"، بحسب الهيئة العليا للانتخابات. يتولى الرئيس منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكن لن يكون بوسعه تعيين أو فصل كبار قادة الجيش إلا بعد التشاور مع رئيس الوزراء. يضطلع الرئيس كذلك بصياغة السياسة الخارجية بالتشاور مع رئيس الحكومة، ويمثّل الدولة، ويصدّق على المعاهدات.ويشمل المرشحون ممن كانوا ضمن نظام حكم بن علي محافظ البنك المركزي السابق مصطفى كمال النابلي، ووزير الخارجية السابق كمال مرجان.
ومن جهته، امتنع حزب حركة النهضة الإسلامي عن اختيار مرشح لخوض الانتخابات أو دعم مرشح بعينه. وحض الحزب أنصاره على التصويت لصالح الرئيس الذي "يشجع الديمقراطية" و"يدرك أهداف الثورة".
واستقبلت مراكز الاقتراع الناخبين من الساعة الثامنة صباحا (0700 غرنيتش) وحتى السادسة مساء (1700 غرنيتش)، حسبما أعلنت هيئة الانتخابات.
ويحق لأكثر من خمسة ملايين ناخب المشاركة في الاقتراع.
واستثني من ذلك 56 مركز اقتراع بولايات القصرين وجندوبة والكاف، والتي جري الاقتراع فيها بين الساعة العاشرة صباحا (0900 غرنيتش) والثالثة ظهرا (1400 غرنيتش)، وذلك بسبب "دواع أمنية".
وبلغت نسبة إقبال الناخبين في الخارج حتى مساء السبت 16.87 في المئة، حسبما أعلنت فوزية الدريسي، عضو هيئة الانتخابات.
تجدر الإشارة إلى أنه إذا لم يحقق أي مرشح أغلبية، ستجرى جولة إعادة بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسبة من الأصوات يوم 31 ديسمبر/ كانون الأول.