لقي 32 شخصا على الأقل حتفهم وفقد 6 آخرون من جراء عواصف شديدة وسيول عاتية ضربت جنوبي المغرب يومي السبت والأحد، حسب وزارة الداخلية المغربية.
وقال سكان محليون إن العواصف والسيول التي ضربت جنوب المغرب هي الأعنف منذ عقود.
وأوضح مصطفى الجمراني لوكالة فرانس برس "لم نر فيضانات مماثلة منذ عام 1986...لقد كان الناس خائفين جدا".
وأضاف قائلا "لكن الآن، أصبحت السماء صافية ونشاهد الطائرات تحلق فوق رؤوسنا (في محاولة للعثور على ناجين أو انتشال الجثث المفقودة)".
وأنشأت السلطات خلايا أزمة في المناطق المنكوبة كما أعلن القصر الملكي أنه سيتكفل بتكاليف جنازات الضحايا ومصارف علاج المصابين.
وألغت المديرية الوطنية للأرصاد الجوية مساء الاثنين تحذيرا كانت قد وجهته سابقا بشأن احتمال هطول أمطار غزيرة في الساعات المقبلة.
وأضافت الوزارة أن العواصف والسيول تسببت في تدمير منازل وعربات وطرق في المناطق المتضررة.
وتابعت الوزارة قائلة إن "عواصف غير معهودة ضربت مناطق كلميم وأغادير وورزازات ومراكش (في جنوبي المغرب)، وأن جهود البحث عن المفقودين لا تزال مستمرة".
ومضت وزارة الداخلية للقول إن السلطات المختصة استخدمت نحو 130 عربة إنقاذ و335 قاربا مطاطيا وقوارب أخرى في جهود الإنقاذ.
وتضررت منطقة كلميم التي تبعد عن مدينة أغادير الجنوبية بنحو 200 كيلومتر بشدة إذ شهدت سيولا أدت إلى مقتل 13 شخصا، حسب وزارة الداخلية.
ودُمِّر نحو 100 منزل مبني من الطوب سواء جزئيا أو كليا كما قُطِع نحو 100 طريق بما فيها 6 طرق رئيسية.
وجرفت المياه المتدفقة من نهر تمسورت خمسة أشخاص بمن فيهم طفلة ذات تسع سنوات.
انشلت السلطات في وقت سابق
وقالت السلطات المغربية إن جهود الإنقاذ أدت إلى إنقاذ 214 شخص في حالة خطر بمن فيهم 40 شخصا أنقذتهم طائرات تابعة للجيش والدرك الملكي.
وذكرت قناة 2M شبه الرسمية أن بعض المناطق المتضررة شهدت سقوط 250 ميليمترا من مياه المطر خلال ساعات فقط.
وقال رئيس مكتب السياحة في منطقة ورزازات، زبير بوحوت، إن السلطات أجلت 200 سائح، نصفهم من الفرنسيين.
كما وضعت السلطات أنظمة إنذار في منطقة الأطلس بضواحي مدينة مراكش وخصوصا في منطقة أوريكا، جنوب المدينة السياحية حيث لقي مئات الأشخاص مصرعهم في سيول مفاجئة سقطت في المنطقة في عام 1995.
ويذكر أن الفيضانات التي تحدث بشكل متكرر في هذه المناطق شبه الصحراوية خلال هذا الوقت من السنة قادت في الماضي إلى احتجاجات عنيفة بسبب ما وصفه سكان محليون بتأخر السلطات في تقديم الخدمات لهم.
وتشهد بعض مناطق المغرب سيولا إذ سبق أن جرفت في شهر سبتمبر/أيلول الماضي 4 أطفال.