أعلن فريق تقوده بريطانيا عن خطط لإنزال إنسان آلي على القمر خلال عشر سنوات.
ويأمل الفريق في جمع 500 مليون جنيه استرليني من تبرعات العامة. وفي المقابل، يمكن للمتبرعين إرسال صورهم، ورسائل مكتوبة، وعينات من الحامض النووي الخاص بهم في كبسولة زمنية تدفن تحت سطح القمر.
ويهدف المشروع، واسمه "المهمة القمرية الأولى"، إلى استكشاف القطب الجنوبي في القمر للوقوف على إمكانية بناء قاعدة بشرية عليه في المستقبل.
ولاقت الفكرة تأييد مجموعة من العلماء والمنظمات المعروفة، من بينهم الأستاذ براين كوكس، وعالم الفلك الملكي، لورد رييس، ومونيكا غرادي، الأستاذة بالجامعة المفتوحة.
وقال ديفيد أيون، الذي يقود المشروع، إنه أطلق هذه المبادرة لأن الحكومات تواجه صعوبات في تمويل المهمات الفضائية.
وأضاف "بإمكان أي شخص في العالم المشاركة ولو بمقدار جنيهات قليلة. وستضيف "المهمة القمرية الأولى" إلى فهمنا لأصل كوكبنا والقمر".
خلود
ويأمل الفريق في جمع 600 ألف جنيه استرليني عن طريق الخدمة الإلكترونية للتمويل "كيك ستارتار"، خلال الأسابيع الأربعة القادمة، لتمويل المرحلة الأولى من المشروع.
وعلى مدار السنوات الأربع القادمة، سيستقبل المشروع التبرعات من العامة الذين سيكون بإمكانهم شراء مساحات تخزين إلكترونية على المركبة، لرسائلهم النصية، وصورهم، وموسيقاهم، ومقاطع الفيديو.
كما يمكن للمتبرعين تخليد أنفسهم بإرسال خصلة من شعورهم، والتي يقول الفريق العامل على المشروع إنها قد تعيش لمدة مليار عام.
وتبلغ تكلفة الرسائل القصيرة بضعة جنيهات، والصور المضغوطة بضعة عشرات من الجنيهات، بينما تبلغ تكلفة الفيديو المضغوط حوالي مئتي ألف جنيه استرليني. أما تكلفة إرسال شعرة فتبلغ حوالي 50 ألف جنيه استرليني.
كما ستحمل المركبة أرشيف إلكتروني عام لتاريخ البشرية والعلوم، والذي سيجمع كتراث يبقى حتى في حال فناء الجنس البشري.
ويرى أيون أن إسهام الناس في تمويل المهمة سيجعلها أكثر تفاعلية.
تراث
وقال أيون لـ بي بي سي "التراث بعيد المدى للمشروع سيكون طريقة جديدة لتمويل استكشاف الفضاء. وبدلا من اكتفاء الناس بمشاهدة المهمة، سيكون بإمكانهم المشاركة بشكل مباشر في اتخاذ قرارات هامة، مثل موقع الهبوط أو محتويات الأرشيف العام".
وستخصص كل أموال التبرعات لتمويل المهمة. وستودع الأموال المتبقية في حساب مؤسسة خيرية تستكمل إنفاقها على مجال استكشاف الفضاء.
كما أن للمهمة جانب علمي، وهو حفر وتحليل عينات من التربة تحت سطح القمر، وهو ما لم يحدث من قبل.
كما أن أحد أكبر أهداف المشروع هو تعليم وإلهام جيل جديد للمشاركة في العلوم، بنفس الطريقة التي أثر بها هبوط المركبة أبوللو على القمر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وكذلك كتأثير هبوط المسبار "فيلة"، الخاص بسفينة الفضاء روزيتا، على سطح نيزك الأسبوع الماضي.
كما قالت الأستاذة مونيكا غرادي لـ بي بي سي إنها تأمل "أن يكون لهذه المهمة نفس تأثير "فيلة" الذي جذب انتباه العالم بشدة".