أعلن رئيس حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور عبد الواحد محمد نور عدم مشاركة حركته في المفاوضات المقررة بين الحكومة السودانية وفصائل دارفور المسلحة في العاصمة الإثيوبية اديس أبابا مطلع الاسبوع المقبل.
وقال في مقابلة مع بي بي سي في اديس أبابا انه لن يشارك في اي مفاوضات لا تؤدي الي تغيير الحكومة السودانية بشكل كامل.
ودعت الوساطة الافريقية برعاية رئيس جنوب افريقيا الأسبق تابو مبيكي الطرفين الى اجراء مفاوضات مباشرة في الثالث من العشرين من الشهر الجاري.
وأكدت حركة تحرير السودان فصيل مناوي وحركة العدل والمساواة مشاركتهما في المباحثات.
وقالت الوساطة ان المفاوضات المرتقبة هي جزء من عملية سلام واحدة في مسارين مختلفين. حيث سبقت هذه المفاوضات مباحثات بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق.
" صفقة سياسية "
ووصف نور قبول المتمردين بالدخول في مفاوضات مع الخرطوم "بالصفقة السياسية" التي تسعى "حكومة الخرطوم من خلالها الى توزيع المناصب الدستورية على قادة الحركات المسلحة بعيدا عن مصالح الشعب".
واضاف "ما يحدث الآن هو عبارة عن صفقات سياسية بين الحكومة والمعارضة وهو يؤدي الى انتاج الأزمة من جديد".
وقال ان حركته ترفض الحلول الجزئية وتطالب بحل شامل للمشكلات السودانية.
واضاف انه لن يجلس للحوار مع الحكومة السودانية الا في حال إيقافها ما وصفها "بالإبادة الجماعية" في دارفور وتعويض المتضررين من الحرب المستمرة في الإقليم. بالاضافة الى إشاعة الحريات العامة وكفالة حكم القانون مشيرا الى ان اي عملية سلام في السودان يجب ان تفضي الى تغيير حكومة الرئيس عمر البشير.
" ابتزاز سياسي"
واعتبر رئيس حركة تحرير السودان مطالبة الحركة الشعبية بمنح حكم ذاتي لولايتي جنوب كردفان دارفور ابتزازا سياسيا وفرقعة إعلامية، مشيرا الى ان مثل هذا الحق وغيرها من حقوق المواطنة "ليست منحة تعطى للشعب من قبل الحكومة او المعارضة."
واضاف انه "من الأفضل للسودان ان يحكم بطريقة فيدرالية في دولة علمانية تفصل الدين عن السياسة."
وكان الامين العام للحركة الشعبية المتمردة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق قد طالب الخرطوم بمنح سكان المنطقتين حكما ذاتيا وهو ما رفضته الحكومة السودانية بشدة.
وأكد نور الذي يعتبر احد قيادات الجبهة الثورية - وهو تحالف بين فصائل دارفور والحركة الشعبية - ان قادة الجبهة الثورية قد اتفقوا على إسقاط نظام الحكم في السودان بكافة الوسائل، معتبرا قبولهم التفاوض مع الخرطوم هو نكوص عن هذا الاتفاق.
وتعتبر حركة عبد الواحد نور احدى اقدم الحركات المسلحة في دارفور لكنه ظل على الدوام يرفض الدخول في مفاوضات سلام مع الحكومة السودانية لإنهاء الحرب المستمرة منذ اكثر من عشر سنوات في الإقليم.