| الثوار يمشطون مدن ليبيا لتطهيرها من المسلحين |
وعكفت قوات الثوار- أمس- علي تطهير شوارع طرابلس من المسحلين الذين ما زالوا موالين للعقيد القذافي, بينما بدت طرابلس خالية من السكان رغم سيطرة الثوار علي معظم مناطقها, لا سيما باب العزيزية, ولم يزل التوتر قائما ببعض المناطق مثل الطريق المؤدي إلي المطار وحي بوسليم القريب من باب العزيزية متوترة ولم يستتب الأمن فيها بشكل كامل.كما كشفت بيانات للثوار عن معارك عنيفة دارت ليلة أمس في المنطقة القريبة من مطار طرابلس العاصمة, تم خلالها استخدام أسلحة مختلفة من بينها صواريخ من طراز جراد.
ويقول الثوار إن بعض القناصة الذين يعملون لصالح القذافي لا يزالون يزرعون الهلع والخوف في أوساط سكان المدينة ويطلقون النار من أسطح البنايات العالية عليهم وعلي الصحفيين والمارين.
وخارج طرابلس, قال متحدث باسم الثوار إن قوات المعارضة اشتبكت مع قوات القذافي بينما يحاول المقاتلون فرض حصار من جبهتين علي مدينة سرت المعقل الأخير المتبقي لقوات القذافي بامتداد ساحل البحر المتوسط.
واقترب الثوار من سرت وسط آمال بالتفاوض حول استسلام القوات المدافعة عنها, لكن المقاتلين يقولون إن القوات الموالية للقذافي في البلدة الواقعة علي بعد450 كيلومترا إلي الشرق من طرابلس تعهدت بالقتال حتي الموت.
وفي سياق آخر, قالت منسقة الطواريء في منظمة أطباء بلا حدود لرويترز إن الاوضاع في مستشفيات طرابلس يمكن أن تصبح كارثية إذا لم يحدث تحسن سريع في الأمن في المدينة.
وعلي الصعيد السياسي, أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي- أمس- عن استعادة ليبيا مقعدها بالجامعة العربية ونهاية عملية تجميد عضويتها, كاشفا عن أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي سيشارك في اجتماع مجلس الجامعة العربية علي مستوي الوزاري غدا ممثلا شرعيا لليبيا.
وقال العربي- في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع السفير عبد المنعم الهوني مندوب ليبيا لدي جامعة الدول العربية- إنه كان هناك توافق في اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية الثلاثاء الماضي علي أنه حان الوقت لاستعادة ليبيا مقعدها الشرعي في جامعة الدول العربية وسوف يكون المجلس الوطني الانتقالي الممثل الشرعي للشعب الليبي في هذا الاجتماع.
من جانبه, أعرب السفير عبد المنعم الهوني مندوب ليبيا لدي الجامعة العربية عن تقديره لجهود الأمين العام التي أسفرت عن عودة ليبيا لشغل مقعدها بشكل كامل وطبيعي, وقال إنه اعتبارا من يوم السبت يكون قد انتهي قرار تجميد عضوية ليبيا, غير أنه لم يوضح ما اذا كان هو من سيمثل المجلس أم شخص آخر.
وعلي صعيد آخر, أعلن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل أن الانتخابات ستبدأ في ليبيا عقب ثمانية أشهر من الإطاحة بالعقيد معمر القذافي.
وقال عبد الجليل لصحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية إنه سيتم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.وأضاف: إننا نريد حكومة ديمقراطية ودستور عادل, كما لا نريد علي وجه الخصوص أن نظل في عزلة عن العالم مثلما نحن الآن.وتعهد عبد الجليل بأن يتم احترام حقوق الإنسان ودولة القانون في ليبيا الحرة.
وكشف أحد قادة المعارضة- بعد محادثات مع حلفاء عرب وغربيين- ان المجلس الوطني الانتقالي سيطلب الإفراج عن خمسة مليارات دولار من الأموال المجمدة من أجل إنعاش اقتصاد ليبيا وتوفير الإغاثة الحيوية لمواطنيها.
واضاف قوله ان هذه الاموال سوف تستخدم ايضا في توفير المؤن الطبية والمساعدة في اصلاح البنية التحتية ومنها المدارس والمستشفيات التي تدمرت وكذلك نزع سلاح المدنيين.
وفي هذا السياق, توجه محمود جبريل رئيس المجلس التنفيدي للمجلس الإنتقالي الوطني الليبي إلي إيطاليا يلتقي خلالها رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني في إطار جولة أوروبية يقوم بها في الوقت الحالي بهدف الإفراج الآمن عن الأموال الليبية المجمدة. ويأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه محافظ البنك المركزي الليبي السابق فرحات بن قدارة من محاولة العقيد معمر القذافي بيع جزء من احتياطيات الذهب الليبي لسداد ثمن حمايته ولإشاعة الفوضي بين القبائل في البلاد.
وقال بن قدارة الذي انضم لصفوف المعارضة في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الايطالية إن أحد حلفاء القذافي عرض25 طنا من الذهب علي صديق له منذ وقت قصير.