قتلت الفصائل المتحاربة في جنوب السودان عددا كبيرا منذرا بالخطر من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض وأكلتها، مدمرة أحدى أكبر الهجرات الطبيعية في إفريقيا، بحسب ما حذر به دعاة الحفاظ على البيئة.
وقد انخرطت قوات الحكومة، والمتمردون في حرب اتسمت بالفظائع، قتل فيها عشرات الآلاف من الأشخاص، مما دفع الفيلة إلى حافة الانقراض في الدولة الجديدة، كما يقول بول إلكان الذي يعمل في جمعية الحفاظ على الحيوانات البرية.
ولاتزال الفيلة تقتل من أجل أنيابها، بينما تقتل الزرافات والظباء بالأسلحة الآلية من أجل لحومها لإطعام عشرات الآلاف من الجنود والمتمردين الذين يتقاتلون منذ ديسمبر/كانون الأول.
وقال إلكان لوكالة فرانس برس في جوبا - حيث يعمل مع الحكومة على إنشاء بعض الحدائق وحماية الحياة البرية - "إنها مأساة، إذ بدأ يظهر للصراع أثر مرعب".
"الفيلة المنهكة من الحرب في جنوب السودان أصبحت في خطر، واستمرار القتال يهدد باقتربها من الانقراض".
وكان الحفاظ على الحيوانات البرية في جنوب السودان وحمايتها أحد دواعي الأمل في أرض دمرت على مدى عقود من الصراع الذي أدى إلى الاستقلال في 2011.
ولكن منذ اشتعال الحرب من جديد في ديسمبر / كانون الأول العام الماضي، قتل ما يقدر بنحو ثلث الفيلة التي سجلتها جمعية الحفاظ على البيئة.
ومع إسقاط مسلحين للطائرات، بما في ذلك طائرات هليكوبتر مساعدات الأمم المتحدة، لم تتمكن جمعية الحفاظ على البيئة من نشر طائراتها التي تطير على ارتفاع منخفض للتأكد من عدد الحيوانات البرية التي قتلت.
وكانت الحكومة قد استولت على 65 نابا من أنياب الفيلة من مهربين هذا العام، وهذا يعني مقتل 33 فيلا على الأقل، كما عثرت على جلود فهود، وأكوام من لحوم الظباء.
وكان يقدر عدد الفيلة الموجود في جنوب السودان في السبعينيات بنحو 80.000 فيل، ويخشى كثيرون من أن تكون هذه الفيلة قد تلاشت بسبب الحرب التي استمرت من 1983 إلى 2005.
لكن جمعية الحفاظ على البيئة عثرت على 2500 فيل نجا من القتل، يعيش كثير منها في مستنقعات بحر الجبل الكبيرة، وهي كبرى الأراضي الرطبة في إفريقيا.
غير أن الشهور الأحد عشر الأخيرة شهدت استهداف الحيوانات على نطاق واسع لم ير من قبل، كما أن جبهات القتال قسمت طرق هجرة تلك الحيوانات البرية المعتادة، على نقيض الحرب السابقة التي كانت تركز على البلدات التي تسيطر عليها قوات الحكومة.
وإلى جانب قتل الحيوانات لإطعام القوات، فإن بعض القادة يبيعون لحومها تجاريا، ولهذا يقتل آلاف الحيوانات من أجل الربح.
وكان ينظر إلى الحيوانات البرية على أنها مورد رئيسي بالنسبة لجنوب السودان الذي يسعى إلى تنويع مصادر دخله التي تركزت قبل الاستقلال على النفط.
ويقول إلكان إن "الفيلة والحيوانات البرية الأخرى قد تساهم في رخاء جنوب السودان بطريقة كبيرة، إذا ظلت تلك الحيوانات الرائعة على قيد الحياة".