تحرير ليلى على السبت، 15 تشرين2/نوفمبر 2014
فئة: منوعات

نجوم سوريا حالهم كحال البلاد وأهلها.. وضجة حول قائمة فنانين محسوبين على المعارضة

دمشق، سوريا (CNN)-- قوبلت عودة النجمين نسرين طافش وسلوم حداد، للعمل في سوريا بعد غياب العامين تقريباً، مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، بحفاوةٍ كبيرة، وسط زخم المشاريع التي تشهدها البلاد تلفزيونياً وسينمائياً، والتي لم تتوقف منذ نهاية شهر رمضان الفائت، وذلك بالتزامن مع توجيه نقابة الفنّانين السوريين، الدعوة لزملائهم المقيمين خارج البلاد، بسبب ظروف الحرب، لـ"العودة إلى حضن الوطن."

 لكن هذه الأجواء التي وصفت بـ "الإيجابية"، عكّر صفوها خلال الأيام القليلة الماضية، خبرين أولهما: تعرّضُ النجمة السورية أمل عرفة للإساءة من جانب أحد عناصر الأمن العام اللبناني، عند نقطة العبور السورية- اللبنانية، ومحاولة منع دخولها للبنان، بينما كانت متوجهةً إلى بيروت لقضاء إجازة قصيرة، تعود بعدها إلى دمشق لاستئناف تصوير مشاهدها بمسلسل "الغربال"- الجزء الثاني (تأليف سيف رضا حامد، إخراج مروان بركات، إنتاج شركة غولدن لاين)

أمل عرفة، تجاوزت الأزمة العابرة سريعاً، بعد تدخل ضباط لبنانيين مسؤولين عن المعبر الحدودي، ووعدهم بمحاسبة العنصر الذي تعمّد الإساءة لها، وصلت النجمة السورية إلى بيروت، واعتبرت ما حدث معها "تصرفاً فردياً"، ونشرت لاحقاً في تدوينةٍ على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قالت فيها: "أنا بخير وإن شاء الله سوريا ترجع تصير بخير، لحتى لما الواحد فينا يقول أنا بخير، يكون القلب عم ينطقها قبل اللسان،" وقوبلت هذه الحادثة بتضامن كبير مع عرفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتردد صداها في وسائل الإعلام المحليّة، واللبنانية، والعربية، وأعاد إلى الأذهان، محاولة إساءة مماثلة، عند نقطة العبور الحدودية ذاتها، تعرضت لها الممثلة السورية ندين تحسين بيك، منذ فترة قريبة، ومنعُ المخرج السوري فراس محمد (مطلع الشهر الحالي)، من دخول لبنان، لحضور مهرجان "أيام الحمرا السينمائية"، رغم  تلقيه دعوة رسمية بذلك لحضور عرض فيلمه القصير المشارك بالمهرجان، ما يعني أنّ مكانة نجوم سوريا، وفنّانيها، ومثقفيها، لم تشفع لهم، للحيلولة دون مواجهة مصيرٍ مشابه، لأبناء بلدهم، الذين عليهم مواجهة مزاجية، وعنصرية بعض القائمين على نقطة عبور المصنع.. يومياً، وبصمت.

 وما أن تم استيعاب ما حدث مع النجمة السورية أمل عرفة في وسائل الإعلام، حتى برز في اليوم ذاته خبر إعلان نقيب الفنّانين الجديد الممثل زهير رمضان، أنّه بصدد إعلان قائمة بأسماء فنانين سوريين (محسوبين على المعارضة)، سيتم فصلهم من النقابة بدعوى "الإساءة لرموز السيادة الوطنية في سوريا، وكونهم شركاء في سفك الدم السوري"، وعلى رأسهم النجمان جمال سليمان، ومكسيم خليل، بحسب ما نُقِل عن رمضان، خلال مقابلةٍ أجرتها معه إذاعة "المدينة أف أم،" حول خططه لمستقبل النقابة التي تولى رئاستها مؤخراً.

 حيالَ الضجة التي أثارها هذا الخبر، توجه موقع CNN بالعربية بالسؤال، لزهير رمضان: هل ستستهلون منصبكم الجديد في النقابة بإقصاء زملاءٍ لكم؟ فأجاب نقيب الفنّانين السوريين على سؤالنا بالقول: "لم يصدر أي قرار من جانبنا بإقصاء أي أحد من النقابة حتى الآن، ما قلناه في إذاعة المدينة كان التالي؛ لدينا تسجيلات موجودة من خلال الرصد الإخباري، للمحطات الفضائية، ومواقع التواصل الاجتماعي، هذه التسجيلات للقاءات أجريت مع فنانين سوريين، بعضهم صدرت عنهم تصريحات، سنقوم بإعادة سماعها، وتفريغها، ومن نجد أنّه أساء إلى سوريا، أو رموز سيادتها، واستقلالها، لن نقول له شكراً، وسنقوم بفصله."

ولكن نُقِلَ عنكم أن من بين الأسماء الذين سيتم فصلهم جمال سليمان، ومكسيم خليل، يقول رمضان مجيباً على سؤال CNN بالعربية: "لم أعلن عن أسماء، ولكن سألني المذيع عن جمال سليمان، فقلت إنه سيفصل مثله، مثل غيره، إذا كان لديه ارتكاباك في مثل هذا الموضوع، بكل الأحوال جمال سبق أن انضم إلى ائتلاف اسطنبول، ورغم أنه كانت تربطني صداقات به، وبمكسيم خليل، وغيرهم، لكن فيما يخص الوطن فهو لا يباع ويشرى، والخيانة ليست وجهة نظر."

ألا تجدون ذلك متناقضاً مع الدعوة التي وجهتموها مؤخراً للفنانين السوريين المقيمين خارج البلاد بسبب ظروف الحرب، بـ "العودة إلى حضن الوطن"؟، يجيب نقيب الفنّانين في سوريا: "نعم وجهنا هذه الدعوة، لنساهم في بناء مشهد ثقافي فني سوري بامتياز، تماماً كانت هذه دعوتنا لكل الفنانين، ولازالت قائمة، ولكن هناك ثواب وعقاب، نحن مع المصالحة، ولكن من ساهم بسفك الدم السوري فأنا أعتذر منه، ولن نرحمه، نحن أولاد سوريا الحقيقين، وكل من يستدعي الأجنبي لاحتلال بلده، هذا ليس سورياً، ومن تاجر بدمنا فليبق خارج البلاد، لدينا موقف سوف نتخذه من هذه المسائل."

ماذا إذاً عن مشاركتكم فنّانين سوريين، تشهدون لهم بالوطنية في أعمال تعرض على محطّات تعتبرونها "شريكة في سفك الدم السوري"؟ لا تتأخر إجابة أحد أبطال سلسلة "باب الحارة" الشهيرة (بدور رئيس المخفر أبو جودت)، على سؤال CNN بالعربية، موضحاً وجهة نظره إزاء هذه المسألة بالقول: "كل محطّات الكوكب، تشتري أعمالنا، وليس كل من عرضت أعماله على محطات شريكة في الدم السوري، صار مشاركاً به، أنا ممثل، أشارك في أي مسلسل ينتج في هذا الوطن، ولست مسؤولاً عن المحطات التي تبيعه شركات الإنتاج لها."

ردُّ جمال سليمان، على تصريحات نقيب الفنّانين السوريين، واتهاماته لم يتأخر، حيث نشر النجم السوري عبر حسابه على موقع فيسبوك تدوينةً، قال فيها: "إن تصريحات زهير رمضان، هي استمرار للعقلية الفاشية التي قسمت المجتمع السوري، وأوصلته الى وضعه الكارثي الحالي، وتسببت بسفك دماء السوريين، وتدمير البلد، وهي عقلية قائمة على الكذب، والافتراء، والتخوين، وكيل التهم جزافاً دون، أي احترام للحقيقة."

وأضاف سليمان: "كنت، وما زلت، وسأبقى أؤمن بأن طريق النجاة الوحيد لوطننا الحبيب هو التغيير الديموقراطي الوطني، وإقامة دولة القانون، والمواطنة.."، وأكّد النجم السوري انحيازه: "لسوريا السيدة الديمقراطية"، ورفضه لـ "كل أشكال العنف، والتدخل الخارجي"، وختم بالقول: "يا فخامة النقيب العتيد، نعم هناك مؤامرة على سوريا، وأمثالك هم من فتحوا لها الأبواب مشرعة، وبالتالي هم المسؤولين عن سفك دماء السوريين، لذلك أرجوك لا تتردد بفصلي، فأنا لا يشرفني ان أكون عضوا في نقابة أنت نقيبها."

اترك تعليقاتك