يرأس الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، اجتماع أزمة لمسؤولي أمن في أوكرانيا، عقب الانتخابات التي أجريت في مناطق يسيطر عليها الانفصاليون، والتي اعتبرتها كييف "مهزلة".
وقال بوروشينكو في كلمة بثها التلفزيون الرسمي إن الانتخابات التي أجريت الأحد في أجزاء في منطقتي دونيتسك ولوهانسك شرقي البلاد يمكن أن تُفشل "عملية السلام برمتها".
وأُعلن عن فوز اثنين من قادة الانفصاليين المؤيدين لروسيا في الانتخابات، ويتوقع أن يؤديا اليمين الثلاثاء.
وقال الغرب إن هذه الانتخابات غير قانونية، لكن روسيا أعربت عن دعمها لها.
ولقي أكثر من أربعة آلاف شخص حتفهم في القتال الذي شهدته مناطق شرقي أوكرانيا منذ أبريل/ نيسان الماضي.
واتهمت أوكرانيا روسيا بتسليح الانفصاليين وإرسال قوات روسية عبر الحدود، وهو ما تنفيه موسكو.
ومنذ الخامس من سبتمبر/ أيلول، دخل حيز التنفيذ اتفاق رمزي لوقف إطلاق النار في شرقي أوكرانيا، لكن الجانبين انتهكا الاتفاق بصورة متكررة.
وبدأت الاشتباكات في شرقي أوكرانيا بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الجنوبية.
"انتخابات صورية"
وفي كلمته للشعب، قال الرئيس الأوكراني إن الانتخابات التي أجريت في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني في دونيتسك ولوهانسك "مهزلة تحت تهديد السلاح"، معتبرا أنها لا تعبّر عن إرادة الناخبين.
وأكد أن بلاده لن تعترف مطلقا بهذه الانتخابات في هاتين المنطقتين اللتين أعلنتا نفسيهما جمهوريتين منفصلتين.
واعتبر بوروشينكو أن هذه الانتخابات تمثل "انتهاكا صارخا" لاتفاق مينسك الذي جرى التوصل إليه في سبتمبر/ أيلول، والذي يمثل خارطة طريق نحو تسوية سلمية وافقت عليها أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي وأيضا وفود من الانفصاليين.
وأضاف أنه سيعقد اجتماعا مع مجلس الأمن والدفاع الأوكراني لتقديم مقترح بإلغاء قانون يمنح الحكم الذاتي للمناطق الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين، وهو الأمر الذي وافقت عليه كييف في إطار عملية السلام.
وأكدت أوكرانيا والغرب أن مناطق الانفصاليين يجب أن تلتزم باتفاقية مينسك، وتجري انتخابات محلية وفقا للقانون الأوكراني في ديسمبر/ كانون الأول.
وأعربت الولايات المتحدة في وقت متأخر من مساء الاثنين عن "تنديدها بما يسمي الانتخابات والتي أجراها الأحد الانفصاليون المؤيدون لروسيا في أجزاء من دونيتسك ولوهانسك".
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، برناديت ميهان، في بيان إن واشنطن "قلقة من بيان الخارجية الروسية الذي يسعى إلى إضفاء الشرعية على هذه الانتخابات الصورية".
تهديد بعقوبات جديدة
وفي وقت سابق، قالت روسيا إنها "تحترم إرادة شعب جنوب شرقي" أوكرانيا، ودعت إلى "حوار مستمر" بين السلطات في كييف والانفصاليين.
من جهة أخرى قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغريني، إن الانتخابات التي أُجريت شرقي أوكرانيا تمثل "عائقا جديدا أمام الطريق نحو السلام"، بينما رأت ألمانيا أن دعم روسيا لهذه الانتخابات "غير مفهوم".
وحذر ستيفن سايبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، من أن روسيا قد تواجه المزيد من العقوبات بسبب موقفها من الانتخابات في شرقي أوكرانيا.وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات على قطاعات رئيسية من الاقتصاد الروسي.وردت روسيا بفرض حظر على واردات الأغذية من بعض الدول الغربية.وأظهرت النتائج التي أُعلنت الاثنين فوز الكساندر زاخارتشينكو، الذي نصب نفسه رئيسا للوزراء في دونيتسك، في الانتخابات ليصبح رئيسا للمنطقة، وجاء حزبه أيضا في المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية.وفي منطقة لوهانسك المجاورة، أعلن عن فوز الزعيم الانفصالي ايغور بلوتنيتسكي ، رئيس الوزراء الحالي، بمنصب الرئيس.ومن المتوقع أن يؤدي الاثنان اليمين رسميا الثلاثاء.