القاهرة، مصر (CNN)- أكدت جماعة "الإخوان المسلمين" أن "حب الوطن فريضة لازمة"، وليس "شعاراً زائفاً لخداع الناس"، في الوقت الذي جددت فيه الجماعة، التي أعلنتها السلطات المصرية "تنظيماً إرهابياً"، تأكيدها على أن هدفها "تحرير الوطن الإسلامي."
وذكرت جماعة الإخوان، في رسالتها الأسبوعية الثلاثاء، والتي تأتي بعد يوم من اتهام الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، للجماعة بأنها "سعت إلى إراقة الدماء"، أنه "لا تعمير للبلدان إلا بحب الأوطان"، وقالت إن النبي محمد "دعا إلى هذه الفضيلة، وحبب فيها."
وجاء في الرسالة، التي حصلت CNN بالعربية على نسخة منها، أن "حب الوطن عند الإخوان المسلمين يتمثل في أنه فريضة لازمة.. وإيمان صادق يدفع إلى العمل بكل جهد في تحرير الوطن، وتخليصه من غصب الغاصبين، وتحصينه من مطامع المعتدين."
وشددت الجماعة على أن لها هدفان أساسيان، أولهما "تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، سياسي أو اقتصادي أو روحي"، و"أن تقوم في هذا الوطن الحر دولة ديمقراطية حرة، تعمل بأحكام الإسلام، وتطبق نظامه، وتؤدي مهمتها كخادم للأمة، وأجير عندها، وعامل على مصلحتها."
وفيما أشار البيان إلى أن "المشروع الصهيو – أمريكي لا يريد للأمة أن تستعيد هويتها الحضارية واستقلالها العزيز، وأنه حريص كل الحرص على دعم الاستبداد والانقلاب الدموي"، فقد أكد أن أهداف الجماعة، التي وصفها بـ"العظيمة"، لن تتحقق إلا بـ"الجهد الصادق، والتعاون المخلص بين كل الوطنيين، وفي القلب منهم الشباب الحر الثائر."
وجددت الجماعة هجومها على السلطة الحاكمة في مصر، وقالت إن "الانقلاب الدموي أعلن حرباً على ثوابت الأمة.. ويقدم للعدو الصهيوني خدمات جليلة، بقمع الشعب، وإسكات صوت الحرية، وتهجير أهالي سيناء، وإضعاف الأمن القومي، وإنهاك الجيش في المشروعات الاقتصادية والمعارك الوهمية مع أبناء الوطن، والانغماس في المستنقع الليبي."
ووصفت جماعة الإخوان ما يجري في منطقة رفح بشمال سيناء بـ"حالة عبثية غير مسبوقة في تاريخ الوطن"، وقالت: "لقد فعل الانقلابيون ما عجز الاحتلال الصهيوني عن فعله، وخرج المتحدث باسم الجيش الصهيوني، بكل تبجح، يعلن أن ما يفعله الجيش المصري بمواطنيه المصريين من أهالي سيناء ورفح من تنكيل، يتم بتعاون وتنسيق كامل مع العدو الصهيوني.. فعلام كانت الحروب التي خاضها الجيش والشعب المصري مع الصهاينة على مدار عقود طويلة؟"
وتابعت أن "زمرة الانقلاب وحكومته بدلاً من أن تضع الجيش المصري في مواجهة العدو الحقيقي، فإنها نشرت وحدات الجيش ومدرعاته في ساحات الجامعات، وفي ميادين وشوارع وحواري المدن والقرى المصرية، لملاحقة كل صوت حر، ووسعت مجال المحاكم العسكرية، لتطال كل رافض للاستبداد العسكري!"
وفيما اعتبرت الجماعة أن سيناء تمثل "بوابة الأمن القومي المصري"، فقد لفتت إلى أن "الرئيس الشرعي"، محمد مرسي، وكذلك "البرلمان الشرعي"، كانا قد "اعتمدا المرحلة الأولى لإعمار سيناء بميزانية تزيد على أربعة مليارات جنيه، لكن الانقلاب الدموي ألغى كل ذلك، واستبدل بخطة الإعمار خطة التدمير والإبادة."
وتابعت بقولها: "تحت لافتة محاربة الإرهاب، قام الانقلاب الدموي باختلاق عدو وهمي من أبناء الوطن، ليوجه رصاصه إليه، بدلاً من حمايته!.. وتحت لافتة الوطنية، قام هذا الانقلاب بتهجير أبناء الوطن وهدم بيوتهم!.. وتحت لافتة حماية الأمن القومي، قام هذا الانقلاب بكشف ظهر الوطن أمام العدو الصهيوني، وبالتعاون مع هذا العدو نفسه!.. فهل عرف التاريخ المصري من قبل مثل هذه الحالة العبثية؟!"
وشددت جماعة الإخوان، في ختام بيانها، على أنه "لا نهوض لهذا الوطن، إلا بإسقاط هذا الانقلاب الفاشي، وتقديم قادته للقصاص العادل ."
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد ذكر، في كلمة أثناء حضوره المناورة التعبوية "بدر 2014"، التي نفذتها القوات الجوية الاثنين، أن "الجيش المصري كان حريصاً على عدم إراقة الدماء، لكن الإخوان كانوا حريصين على عكس ذلك تماماً"، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الرسمية.