تعهد السير ريتشارد برانسون، مؤسس شركة فيرجن غالاكتيتك للرحلات الفضائية، بالاستمرار في مشروعه المتعلق بسياحة الفضاء، على الرغم من تحطم مركبة فضائية تابعة للشركة فوق صحراء كاليفورنيا.
وكان طيار قد لقي حتفه وأصيب آخر بإصابات بالغة، إثر تحطم مركبة الفضاء 2 (SpaceShipTwo) فوق صحراء موهافي في ولاية كاليفورنيا الجمعة.
وتوجه المحققون إلى موقع الحادث، الذي يقع شمال لوس أنغلوس.
وقال السير برانسون، مؤسس مجموعة شركات فيرجن والذي يتبنى مشروع السياحة إلى الفضاء منذ فترة طويلة، إنه "حزين ومصدوم جراء الحادث"، لكنه "مستمر في مشروعه".
وكانت شركة فيرجن قد أعلنت سابقا عن أملها في بدأ رحلاتها الفضائية السياحية عام 2015، وبالفعل حجز الراغبون في هذه المغامرة أكثر من 700 تذكرة بقيمة 250 ألف دولار لكل واحدة، كما تعهد برانسون بأن يكون على متن أول رحلة إلى الفضاء.
"حادث غريب"
وكانت المركبة الفضائية في أولى رحلاتها التجريبية، التي كان من المقرر أن تستغرق تسعة أشهر، حين تحطمت بعد وقت قصير من إقلاعها بالقرب من مدينة بيكرسفيلد بولاية كاليفورنيا.
وقالت شركة فيرجن، في بيان لها، إن المركبة حدث لها "أمر غريب" بعد انفصالها عن الطائرة التي انطلقت من على متنها.
واتضح لاحقا أن المركبة الفضائية استخدمت نوعا جديدا من وقود الصواريخ، لم يستخدم من قبل في الطيران، على الرغم من أن مسؤولين حكوميين قالوا إن ذلك الوقود خضع لتجارب مكثفة على الأرض.
وقال السير ريتشارد برانسون إن شركة فيرجن غالاكتيك ستتعاون تماما مع السلطات التي تتولى التحقيقات.
وسيبدأ مسؤولون حكوميون مع أفراد من المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل تحقيقاتهم صباح السبت، ومن المتوقع أن تستغرق تلك التحقيقات عدة أيام.
وقال مسؤولون إن هيئة الطيران الفيدرالية ستحقق أيضا في الحادث.
"مشروع شاق"
وفي تغريدة له، قال برانسون إن كل الأشخاص المشاركين في مشروع السياحة الفضائية "يشعرون بحزن شديد".
وكتب: "كل مشاعرنا مع عائلات الضحايا وكل شخص تضرر من هذا الحادث المأساوي".
وقال براسنون إنه سيطير إلى كاليفورنيا ليطلع على ما حدث، واصفا رحلته تلك بأنها "واحدة من أصعب الرحلات التي يقوم بها في حياته".
وأضاف: "السفر إلى الفضاء أمر شاق، لكنه يستحق المغامرة. سنستمر في المثابرة، ونتقدم معا إلى الأمام".
من جانبه أكد جورج وايتسايدز المدير التنفيذي لشركة فيرجن غالاكتيك على كلام برانسون، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في كاليفورنيا.
وقال: "المستقبل قد يتوقف بطرق عديدة على أيام صعبة مثل هذا اليوم، لكننا نعتقد أننا مدينون لفريق العمل بأن نتفهم ذلك وأن نتقدم إلى الأمام، وهذا ما سوف نفعله".
وتناثر الحطام الناتج عن انفجار المركبة الفضائية في صحراء موهافي شمال غرب لوس أنغلوس، وانتشرت الشرطة لتأمين الموقع، وسط مخاوف من أن تكون بعض
ويتبع الطياران اللذان كانا على متن المركبة الفضائية شركة "سكاليد كومبوزيت" للطيران والفضاء، التي صممت المركبة.
وأعلن عن وفاة أحدهما في موقع الحادث، بينما نقل الثاني إلى مستشفى محلي في حالة صحية غير معروفة.
وقالت صحيفة لوس أنغلوس تايمز إن الكثير من المشاهير، بينهم المغني جستن بيبر والممثل ليوناردو دي كابريو وأشتون كوتشر، حجزوا أماكنهم في رحلات السياحة إلى الفضاء.
ويعد هذا الحادث هو الثاني الذي تتعرض له شركة سياحة فضائية في الولايات المتحدة خلال أسبوع.
وكان صاروخ تزود غير مأهول يسمى "انتاريس" قد انفجر يوم الثلاثاء الماضي، بعد وقت قصير من إطلاقه في فيرجينيا، حيث كان يحمل شحنة تزود إلى محطة الفضاء الدولية.
ديفيد شوكمان، محرر بي بي سي للشؤون العلمية
وبينما تتكشف تفاصيل الحادث وأسبابه، إلا أنه يعد تراجعا كبيرا للشركة، التي تأمل أن تكون رائدة صناعة السياحة الفضائية.
وبما أن الثقة هي كل شيء في مثل هذا المجال، فربما لا يشجع هذا الحادث قائمة الزبائن الطويلة من المشاهير وأصحاب الملايين، الذين ينتظرون انطلاق أولى الرحلات إلى الفضاء.
وجعل التصميم المبتكر للمركبة الفضائية، إلى جانب النوع الجديد للمحرك الصاروخي، مسألة تطويرها صعبة للغاية.
وعلى الرغم من سلسلة التأجيلات الطويلة التي تعرض لها إطلاق المركبة الفضائية، إلا أن شركة فيرجن غالاكتيك حافظت خلال السنوات الماضية على علاقات عامة وتغطية إعلامية جيدة.
لقد التقيت السير ريتشارد برانسون حينما أعلن لأول مرة عن مشروعه الفضائي، وبدت حماسته وتصميمه غير قابلين للشك.
لكن وعوده الأخيرة بإطلاق أول رحلة سياحة إلى الفضاء بنهاية العام الجاري، بدأت منذ أشهر بالظهور وكأنها غير قابلة للتحقق.
وسيؤدي هذا الحادث إلى مزيد من التأجيلات، فالفضاء ليس سهلا بالمرة، وجعله عملا اعتياديا أمر أكثر صعوبة.