أعلن رئيس بوركينا فاسو بليز كمباوري تنحيه عن منصب الرئاسة بعد مظاهرات احتجاجية وأعمال عنف شهدتها البلاد.
ودعا كمباوري في بيان إلى إجراء الانتخابات الرئاسية خلال ثلاثة أشهر.
وأعلن قائد الجيش أونوري تراوري أنه تولى مهام كمباوري كرئيس للبلاد "تماشيا مع الإجراءات الدستورية".
وأضرم محتجون - غاضبون من سعي كمباوري للاستمرار في السلطة من خلال تعديل دستوري - النار في مقر البرلمان، واقتحموا مبنى التلفزيون الحكومي.
ولجأ أقطاب المعارضة مساء الخميس إلى الحشد عبر مواقع التواصل الاجتماعي لخروج مظاهرات احتجاجية جديدة، بعد أن أثار كمباوري غضبهم بإعلانه أنه سيبقى في السلطة لعام آخر ضمن حكومة انتقالية، مؤكدا على أنه لن يسعى لفترة رئاسية أخرى.
وفي بيان التنحي، قال كمباوري إنه اتخذ هذه الخطوة "من أجل الحفاظ على مكتسبات الديمقراطية، والسلام في المجتمع."
وأعلن الرئيس المستقيل "عن وجود فراغ في السلطة يسمح بانتقال إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال 90 يوما."
<span > ولا يعرف حتى الآن المكان الذي يتواجد فيه كمباوري.
وأوردت وكالة رويترز للأنباء أن قافلة عسكرية يعتقد أنها تصطحب كمباوري كانت في طريقها إلى بلدة بو جنوبي البلاد.
وكان قائد الجيش الجنرال أونوري تراوري قد أعلن حل الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة انتقالية بالتشاور مع جميع الأطراف في البلاد.
وسعى كمباوري للتمهيد لخوضه الانتخابات الرئاسية من خلال تعديل دستوري يقره البرلمان.
إلا أن تلك الخطوة كانت سببا في خروج المظاهرات يوم الخميس، والتي تعتبر الأعنف في مواجهة الرئيس.
وأفاد مراسل بي بي سي ي في العاصمة البوركينية أن الاحتجاجات شهدت مصرع شخص على الأقل.
فيما قال زعيم المعارضة زيفيرين ديابري إن عشرات المحتجين لقوا مصرعهم على أيدي قوات الأمن في مختلف أنحاء البلاد "في تصعيد بربري لأعمال العنف".
ويقول شهود العيان إن عشرات الجنود كانوا قد انضموا إلى المتظاهرين، بما فيهم وزير الدفاع السابق اللواء كوامي لوغي، فيما ذكر ويدراوغو أن المتظاهرين طالبوا بتنصيبه رئيسا للبلاد.
كما أضرمت النيران في مبنى "بلدية المدينة"، ومنازل تابعة للنواب، وأحد الفنادق الراقية في العاصمة واغادوغو.
وشهدت مدينة بوبو ديولاسو أيضا مظاهرات احتجاجية مماثلة، إلى جانب بعض المدن الأخرى.
وقطع الإرسال عن التلفزيون الحكومي بعدما هاجم المحتجون مقره وعمدوا إلى تخريبه.
وجاء كمباوري إلى السلطة عام 1987، وتمكن من الفوز بأربع فترات رئاسية منذ ذلك الحين.
ونجح كمباوري في مواجهة عدد من أحداث العنف، بما في ذلك التمرد العسكري الذي وقع عام 2011.
ويقول مراسلون إن كمباوري نجح في البقاء في السلطة من خلال جمعه بين الاسترضاء من جهة والقوة المعتدلة من جهة أخرى.