عادت قضية المغنية التونسية ذكرى محمد لتتصدر صفحات مجموعة من الجرائد العربية بعد ظهور أغنية لها كانت قد غنتها في أحد المحافل بليبيا وسجلتها باللهجة الليبية . ولم يكتب لهذه الأغنية الظهور في الساحة الفنية لأسباب كانت ذكرى تحتفظ بها لنفسها.

وتناولت هذه الأغنية التي غنتها المطربة ذكرى سنة 1992 بإلحاح من أحد أصدقائها المقربين في ليبيا والذي أثر عليها واستغل عوزها للمال ووعدها أن الأغنية لن تذاع للعموم وسيتم إهداؤها إلى إحدى الشخصيات الليبية النافذة. وهو الأمر الذي عجل بمقتل الفنانة ذكرى ، خصوصا عندما وصلت الأغنية إلى حكام عرب انتقدتهم الأغنية بحدة وانتقدت علاقتهم بالولايات المتحدة الأمريكية.


وما عرض حياة ذكرى للخطر ـ حسب متتبعين إعلاميين وأجج غضب خصومها، بتصريحها ـ إحدى الندوات الصحفية التي سبقت مهرجان الدوحة سنة 2002 بأن وظيفتها تشبه وظيفة الرسول (ص)، وهو ما نفته جملة وتفصيلا عندما صرحت في حديث صحفي آخر أنها قصدت أن لكل إنسان رسالة يحارب من أجلها. وهو الأمر الذي دفع البعض للدعوة إلى إهدار دمها واتهامها بالكفر.
وبالنظر إلى تفاصيل جريمة مقتل ذكرى التي اتهم زوجها بقتلها بمساعدة مدير أعماله وزوجته والانتحار بعد ذلك، وكذا توالي الأحداث في حياة ذكرى والتي سبقت مقتلها بشهور يتضح حسب إعلاميين أن السبب في مقتل ذكرى سياسي لا علاقة له بما نسب إلى زوجها.
وتؤكد مصادر إعلامية أنه بعد ظهور الأغنية التي عمقت هوة الخلاف بينها وبين خصومها النافذين وبعد حملة الانتقاد التي وجهت لها نتيجة تصريحها وبعد إهدار دمها سارعت أياد إلى تصفيتها ولم تستبعد نفس المصادر أن تكون الأيادي الخفية قد قامت بتوظيف الزوج من أجل قتل ذكرى وبعد ذلك تمت تصفيته هو والشهود.

الكل يعرف المطربة التونسية القتيلة «ذكرى» والكل يتذكر صورها وهي مقتولة في شقة الزوجية بمنطقة الزمالك بالقاهرة وقد تم تناول الأمر من قبل الإعلام المصري والعربي على أن ذكرى كانت سهرانة في بيتها هي وزوجها رجل الأعمال المصري «أيمن السويدان» ومدير أعماله وزوجته وفي آخر السهرة أفرغ رشاشه في الجميع وبعدها قتل نفسه بعد علمه بخيانتها له مع عشيقها السابق القطري في رحلة سفرها الأخيرة لدولة قطر التي أقامت بها حفلة ضمن مهرجان الدوحة القطري.
خلال متابعتها لتفاصيل هذه القضية أبرزت وسائل إعلام متعددة أن هناك حلقة مفقودة في الموضوع وأن السبب غير مقنع لأنه أولا لا توجد حالة تلبس في الموضوع بالنسبة للتهمة التي من المفروض قتلت من أجلها ذكرى وثانيا كيف استطاع الزوج المخدوع أن يعيش معها ثلاثة أيام بلياليها في شقتهما بعد رجوعها من رحلتها وهو كان يعلم مسبقا بخيانتها المزعومة أثناء تلك الرحلة، وقتلها في اليوم الرابع بعد رجوعها وقد جاء الخبر بكامل أناقته الإخبارية ينتظر من الرأي العام أن يتحمس كثيرا لتفاصيله التي ذكرها المحققون المتجلية في الخيانة والعهر والفجور.
وبالرجوع إلى حياة الفنانة ذكرى يتضح أنها تعرضت قبل زواجها بفترة لأزمة انتقاد وصلت إلى حد إهدار دمها بعد حديثها في ندوة صحفية أجرتها خلال مشاركتها في مهرجان الدوحة الثالث للأغنية سنة 2002 عندما اتهمت بتشبيه نفسها بالرسول، وقد أوضحت ذكرى خلال إجرائها للحديث الصحفي أنها لا تقصد التشبيه وإنما عمدت إلى أن كل من يقدم رسالة سوف يحارب من أجلها.
بالإضافة إلى الفتوى الشهيرة التي انتقدها كثيرون والتي أجاز من خلالها القاضي في المحكمة الكبرى في الرياض الشيخ الدكتور «إبراهيم الخضيري» إقامة الحد الشرعي الذي يقضي بتنفيذ عقوبة القتل على المطربة التونسية «ذكرى محمد» واعتبر الشيخ الخضيري أن ما قالته ذكرى كفر يوجب الإرتداد وبالتالي إقامة الحد بالقتل.
وطفت على السطح أقاويل وتأويلات في قضية مقتل الفنانة ذكرى بعد ظهور الأغنية الكارثة مفادها أنها قتلت لسبب سياسي بحت وراح ضحية الحادث زوجها ومدير أعماله وزوجته، وقد تم تسويق القضية للعالم على أنها قضية قتل من أجل الشرف من أجل ذر الرماد على الأعين. وكانت هذه الأغنية قد غنتها ذكرى عام 1992 ولم يظهر لها أثر إلا مؤخرا عند العامة أما بالنسبة لعلية القوم في البلد المقصودة فقد علموا بها وقتها، وأتت الفتوى المزعومة بعدها بعشرة سنوات، أي أن نية القتل مبيتة مع سبق الإصرار والترصد.
وهذه الأغنية ليبية وعرضت في ليبيا والفنانة ذكرى رفضت غناءها في بادئ الأمر واستغل بعض أصدقائها المقربين في ليبيا في أحد الأيام فأثر عليها وهي في حالة من الثمالة وأغراها بالمال الذي كانت في حاجة إليه وقال لها أن الأغنية لن يسمعها أحد من العامة وستهدى لشخصية مهمة في ليبيا فوافقت الراحلة ذكرى وسجلتها وهي خارجة عن الوعي ولم تغنيها إلا من أجل المال فقط.
ويبدو حسب إعلاميين أن جريمة قتل الفنانة ذكرى تمت بحجة الخيانة والقضية كلها سياسية لأنها كشفت حقيقة بعض الحكام وحقيقة تملقهم للأمريكان. وأكد المتتبعون الإعلاميون أنه بحجة أن زوجها قتلها قاموا بقتلها وقتل زوجها أو ربما وظفوه في الموضوع بطريقة غير مباشرة والجميع يعلم أنه غيور جدا فشككوه في زوجته التي كانت تقيم حفلا في دولة قطر وهو يعلم أنها كانت تربطها علاقة حب سابقة مع شخصية مهمة في قطر قبل زواجهما. بعدها قتلوه لكي لا تنكشف أعمالهم الإجرامية.
ويعتبر نفس المتتبعين أن دليل صحة هذه الرواية من قصة قتل ذكرى هو عملية قتل جميع الشهود المتواجدين معهما ومع زوجها في الشقة.

المصدر العلم: حكيمة الوردي