بلوق الميز

موقع المغتربين العرب

ما جدوى الشعراء في زمان البأساء والضراء؟

عندما سئل بريتولد بريخت ماذا تكتب في الزمن الأسود؟ قال: أكتب قصائد سوداء؟
وأنا منذ تعلّمت الخربشة ، لم أجد سوى الجدران السوداء، حيث رحتُ بشراسة هرّة مشاكسة أهيم على طريقة كيهان ديونيزوس أخرمش جغرافيتها المغلقة، علّي أتلمّس بصيصا ما !، لأخطّ قصائدي السوداء بأسلوب بريتولد بريخت، وراعني أنّ الذين كانوا يعبرون من هنا أو حتى من هناك كانوا يفرّون من السواد  شكلا، وحرفا، ونصّا، وموضوعا، ومضمونا وحقائق مؤجّلة، قد تجتاحهم جميعا، فيعرفونها ويدركونها ويتعلّمون منها جيدا ضرورة تلافي العبث في إشاعة السواد، موروثنا الأوحد يوم انبثقوا، ويوم عاثوا، ويوم يردّون إلى أوهامهم الوردية خائفين
ومنذ ذلك الحين وأنا أواصل التخبّط  كما العادة وكما المُتاح في السواد فقط، في السواد بقاياهم لا سواها، استنسل منه طقوسي الباهتة، استحثّ الفراغ على استيلاد فجر لقيط، أرعاه بكل ما أوتيت من أمومة وخيبات.
 كم يُرهقني أنني عرضة لاحتمال هنا، وأنا التي أدمنتُ تأبين الوقائع ، فاجعةً تلو الأخرى، أيّ ظروفٍ شائكة تلك التي يُمكن أن تسوّر أحلامنا بعد سنوات من الحصار والنفي والإغتراب؟
أيّ بلد يُمكن أن نقصدها في الليلة المقدّسة وإنساننا فقد أوراق الطمأنينة الثبوتيّة ؟
كان علّي أن أتكهّن اختناقا جديدا معكم وأنا المطاردة للحول دون الإسترسال، والمطالبة حُكما بمئتي جلدة لمجرّد أنني آثرت الإستجابة لسؤال طريف بمنتهى الوجع، الوجع الذي لم نألف غيره، منذ أول صفعة تلقناها إكراما لدرس الكرامة داخل الوطن الذي استجرّ تلك الملاحق التعليميّة لأصول الخزي وقواعد الإنكسار

×
لتصلك المعلومات

عند الاشتراك في المدونة ، سنرسل لك بريدًا إلكترونيًا عند وجود تحديثات جديدة على الموقع حتى لا تفوتك.

عاشقة الليل - لنازك الملائكة
تطرب انضاري وين يخطر صوبه
 

تعليقات

مسجّل مسبقاً؟ تسجيل الدخول هنا
لا تعليق على هذه المشاركة بعد. كن أول من يعلق.

By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://almaze.co.uk/