هل مازال المشير حفتر يشرب القهوة، ويتصفح الانترنت في معسكر بالرجمة، أم أنه يعيش تحت أجهزة الانعاش في مستشفى بباريس؟
الحقيقة المهمة أن الرجل يتلقى العلاج في العاصمة الفرنسية، أما غير ذلك فتضارب تمنيات أو توجهات، والحقيقة الأهم أن المسافة بيننا وبين بناء مؤسسة عسكرية مازالت طويلة، وبيننا وبين بناء دولة مازالت أطول.
القيادات العسكرية تبني للجيوش، ولا تبنى الجيوش للقيادات العسكرية، كما أن الرئيس هو موظف في الدولة، وليست الدولة موظفة له، وهذا هو الفرق بيننا وبين العالم الذي يعيش في القرن الواحد والعشرين، وليس الذي يعيش بأثر رجعي.
حفتر ليس هو الخيار الأفضل، ولكن بعض رافضيه كانوا أسوأ الخيارات، ولهذا لم يكسب شعبيته من ما يطرحه، بل من الذين يعترضون عليه.
ورغم طموح حفتر السياسي الذي يمكن أن يكون مشروعا بدون بزة عسكرية. ورغم أرشيف حفتر العسكري الذي يمكن تخطيه بفقه الظرف الطارئ. 
ورغم كل ما فعل، وما لم يفعل.
لابد أن نسجل للرجل أنه حارب الإرهابيين، ووضع حد للانفصاليين.
ولابد أن نسجل على الجميع (معسكر الضد ومعسكر المع) بأنهم مازالوا غير قادرين على إدارة اختلافهم، ومازال خطاب الكراهية والشيطنة والتشفي هو الأكثر انتشارا، والأقوى حضورا.
فمتى نتعلم أن الحل لا يمكن اختزاله في شخص، وأن المشكلة أيضا لا يمكن اختزالها في شخص؟

عبدالرزاق الداهش