.. وتصبح الرؤوس المقطوعة والدم المسفوح بلونه القاني أكثر الصور تداولا على مواقع الأخبار والتواصل الإجتماعي.

كأن المقصود أن يصبح القتل فعلا اعتياديا ولون الدم روتينا بصريا لا اشمئزاز منه!

«داعش» بكل مشتقاتها الإعلامية تثبت يوما بعد يوم أنها خارج أي ملة أو دين، بل خارج الإنسانية ـالبهيمية وخارج ناموس الحياة، منذ بدأت على هذه الأرض.

نتذكر زمنا كنا نرى فيه «القاعدة» إرهابا دمويا لنصل إلى زمن نترحم فيه على «القاعدة» والإرهاب الوسطي الجميل .. وإلى هذا الحد وصلنا!!

الياباني النبيل الذي تم قطع رأسه، سليل شعب ترفع بأخلاقه الإنسانية عبر العقود الأخيرة إلى درجة أننا اعتدنا أن نصفهم بأنهم من كوكب آخر لفرط التمسك بالأخلاق والانضباط الإنساني المحترم، وها نحن عبر «دواعشنا» نبرهن أننا نحن نقتل من يتعاطف معنا بكل هذا الدم، نحن من كوكب آخر، أبعد من بلوتو بمليون سنة ضوئية، وأبعد من الإنسانية بأكثر من ذلك بكثير… وأبعد بكثير الكثير من قوله تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة) .

..وها قد أتى «الخليفة» الذي يسفك الدماء ويفسد في الأرض، والله أعلم ماذا بعد!!

حرب الخرافات بين أحلام ونجوى

وبينما الدم يختلط ببعضه في عالم الخبز والحشيش والقمر، لا يزال فضاؤنا العربي بقنواته ووسائل تواصله مشغولا برواده الملايين من العرب العاربة والمستعربة في لزوميات ما لا يلزم، وقد انقسمت العرب إلى فسطاطين، منهم مع أحلام في انتقادها لياسمينا المصرية، ومنهم مع نجوى كرم في تأييدها للصوت الكلثومي المنبثق سحرا على مسرح «آرابز غوت تالنت».

صدقت أحلام حين قالت إنها برأيها الذي طرحته (ولم يطلب أحد في العالم رأيها) قد أثارت كل تلك الضجة، فهذا زمنها الذي هي أعرف به، زمن التقاط فتات السفاسف مما تدلي به سيدة الفكر القومي العربي الجديد أحلام خانم.

طيب، فلندخل في المتاهة الحلزونية لهذا الجدل ونقول إن ياسمينا بداية لم تتقدم لبرنامج مسابقات في الغناء، بل تقدمت لبرنامج مواهب متعددة، ولعل هذا ما أبرز موهبتها في استحضار صوتي لكوكب الشرق أم كلثوم عبر صوت لا يهمنا في برنامج يعنى بالمواهب إن كان مستعارا أم لا، بل كان صوتا يملك موهبة هذا الإستحضار الصعب والجميل.. فأبدعت!!

لكن، وكعادة «حلومة» القديمة دوما، اقتحام الضوء في عالم الفضاء العربي الذي يتغذى على تلك الظواهر، فقد أدلت بدلوها لتحول الحوار كله إلى حوار فني بحت لا يتحمله برنامج مواهب متعددة، وتدخلنا جميعا في جدلية الصراع «الأحلامي» المستمر.. لتغذي فضاء العرب كما تغذي بطاريات نجوميتها بالشحن المستمر من تلك الاقتحامات المتواصلة.

وعلى هامش القول، أخطأت نجوى كرم حين انزلقت إلى صراع لا يحتمله البرنامج، وقد قالوا قديما يا نجوى.. دواء الجاهل تركه.

محاضرة في الشرف

وفي الأخبار أن مومسا سابقة «بلا مؤاخذة منكم»، وهي فرنسية اسمها كارول ستقدم شهادة تسلط فيها الضوء على سلوكيات تشوب الكثير من أوساط الأعمال في فرنسا، وتقول السيدة التي تقاعدت بعد مسيرة عطاء استمرت سنوات، أنها كانت تحظى بمعاملة كبار الشخصيات، وتقُدم كـ»هدية» لمدراء شركات ورجال سياسة.

سرحت بالخبر وبالسيدة «المتقاعدة « طبعا لأسباب لا علاقة لها بالتوبة النصوح، وتخيلت لو أن دور النشر العربية «والأجنبية» تبنت فكرة جديدة في كتب السير الذاتية للسياسيين العرب، تتمحور حول تعيين لفيف من هؤلاء «الفاضلات» المعروفات في العالم العربي كمدققين في مخطوطات تلك السير الذاتية في عملية تنقيح لصناعة السيرة ونظافتها، مع إعطائهن الصلاحيات في إضافة هوامش على مخطوطة الكتاب يوضحن فيه ملابسات وتفاصيل تلك القضية أو ذلك الموضوع، وقد كن على الأغلب شواهد عصر على عموم خيباتنا السياسية وأزماتنا الدبلوماسية وكوارثنا الذاتية.

أنجلينا جولي وأشباه الفنانين العرب

وفي الأخبار أيضا، أن الحسناء أنجلينا جولي وحسب إحصاءات معينة باتت الشخصية المحبوبة الأولى في العالم.. مما يضعنا في مأزق أخلاقي أمام الألقاب التي تتقاسمها نجمات ونجوم العالم العربي في الغناء والتمثيل!

أنجلينا، التي لا ينقضي أسبوع إلا ونراها بين المنكوبين في كوارث طبيعية أو حروب تعانقهم وتمسح أحزانهم وتتبرع لهم من مالها ووقتها وجهدها وتحرك أغلب منظمات الإغاثة إلى حيث تركت أثرا لعطرها في أي بقعة جغرافية استحقت أن تكون محبوبة بجدارة.

ماذا عن «ملكات» الفن.. وأعاصير التمثيل في عالمنا العربي، وهن في عين العاصفة وضحايا الكوارث على مسافات قصيرة من قصورهم الفارهة؟

سؤال برسم الهبل.. لا أكثر!!

موسى حجازين… ساخر يبكينا

وعلى سيرة المحبوبين.. فمن اللزوم أن أتمنى تحت وطأة الدهشة من مرور العمر السريع للفنان الأردني الساخر والذكي موسى حجازين سنة طيبة، وقد بلغ الستين من عمره المديد.. وقد حقق في مسرحه السياسي الساخر ما تجاوز محليته الأردنية بكثير.

موسى حجازين، الجنوبي الأردني.. وقد كان مسرحه يمتلئ حجزا مسبقا بعرب فلسطينيي الداخل في مواسمه المسرحية، مثال لفنان أردني عربي حقيقي لم ينزلق لحواضن العلاقات العامة المعاصرة فلم يبتذل فنه، وبقي صلبا و ضاحكا يبكينا على أوجاعنا بسخرية فطرية لا مثيل لها.

أتمنى له من هذا المنبر عاما سعيدا.. متمنيا أن يبقى شعلة ضوء في نفق طويل ومعتم.

إعلامي أردني يقيم في بروكسل

مالك العثامنة>.. وتصبح الرؤوس المقطوعة والدم المسفوح بلونه القاني أكثر الصور تداولا على مواقع الأخبار والتواصل الإجتماعي.

>كأن المقصود أن يصبح القتل فعلا اعتياديا ولون الدم روتينا بصريا لا اشمئزاز منه!

>«داعش» بكل مشتقاتها الإعلامية تثبت يوما بعد يوم أنها خارج أي ملة أو دين، بل خارج الإنسانية ـالبهيمية وخارج ناموس الحياة، منذ بدأت على هذه الأرض.

>نتذكر زمنا كنا نرى فيه «القاعدة» إرهابا دمويا لنصل إلى زمن نترحم فيه على «القاعدة» والإرهاب الوسطي الجميل .. وإلى هذا الحد وصلنا!!

>الياباني النبيل الذي تم قطع رأسه، سليل شعب ترفع بأخلاقه الإنسانية عبر العقود الأخيرة إلى درجة أننا اعتدنا أن نصفهم بأنهم من كوكب آخر لفرط التمسك بالأخلاق والانضباط الإنساني المحترم، وها نحن عبر «دواعشنا» نبرهن أننا نحن نقتل من يتعاطف معنا بكل هذا الدم، نحن من كوكب آخر، أبعد من بلوتو بمليون سنة ضوئية، وأبعد من الإنسانية بأكثر من ذلك بكثير… وأبعد بكثير الكثير من قوله تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة) .

>..وها قد أتى «الخليفة» الذي يسفك الدماء ويفسد في الأرض، والله أعلم ماذا بعد!!

>حرب الخرافات بين أحلام ونجوى

>وبينما الدم يختلط ببعضه في عالم الخبز والحشيش والقمر، لا يزال فضاؤنا العربي بقنواته ووسائل تواصله مشغولا برواده الملايين من العرب العاربة والمستعربة في لزوميات ما لا يلزم، وقد انقسمت العرب إلى فسطاطين، منهم مع أحلام في انتقادها لياسمينا المصرية، ومنهم مع نجوى كرم في تأييدها للصوت الكلثومي المنبثق سحرا على مسرح «آرابز غوت تالنت».

>صدقت أحلام حين قالت إنها برأيها الذي طرحته (ولم يطلب أحد في العالم رأيها) قد أثارت كل تلك الضجة، فهذا زمنها الذي هي أعرف به، زمن التقاط فتات السفاسف مما تدلي به سيدة الفكر القومي العربي الجديد أحلام خانم.

>طيب، فلندخل في المتاهة الحلزونية لهذا الجدل ونقول إن ياسمينا بداية لم تتقدم لبرنامج مسابقات في الغناء، بل تقدمت لبرنامج مواهب متعددة، ولعل هذا ما أبرز موهبتها في استحضار صوتي لكوكب الشرق أم كلثوم عبر صوت لا يهمنا في برنامج يعنى بالمواهب إن كان مستعارا أم لا، بل كان صوتا يملك موهبة هذا الإستحضار الصعب والجميل.. فأبدعت!!

>لكن، وكعادة «حلومة» القديمة دوما، اقتحام الضوء في عالم الفضاء العربي الذي يتغذى على تلك الظواهر، فقد أدلت بدلوها لتحول الحوار كله إلى حوار فني بحت لا يتحمله برنامج مواهب متعددة، وتدخلنا جميعا في جدلية الصراع «الأحلامي» المستمر.. لتغذي فضاء العرب كما تغذي بطاريات نجوميتها بالشحن المستمر من تلك الاقتحامات المتواصلة.

>وعلى هامش القول، أخطأت نجوى كرم حين انزلقت إلى صراع لا يحتمله البرنامج، وقد قالوا قديما يا نجوى.. دواء الجاهل تركه.

>محاضرة في الشرف

>وفي الأخبار أن مومسا سابقة «بلا مؤاخذة منكم»، وهي فرنسية اسمها كارول ستقدم شهادة تسلط فيها الضوء على سلوكيات تشوب الكثير من أوساط الأعمال في فرنسا، وتقول السيدة التي تقاعدت بعد مسيرة عطاء استمرت سنوات، أنها كانت تحظى بمعاملة كبار الشخصيات، وتقُدم كـ»هدية» لمدراء شركات ورجال سياسة.

>سرحت بالخبر وبالسيدة «المتقاعدة « طبعا لأسباب لا علاقة لها بالتوبة النصوح، وتخيلت لو أن دور النشر العربية «والأجنبية» تبنت فكرة جديدة في كتب السير الذاتية للسياسيين العرب، تتمحور حول تعيين لفيف من هؤلاء «الفاضلات» المعروفات في العالم العربي كمدققين في مخطوطات تلك السير الذاتية في عملية تنقيح لصناعة السيرة ونظافتها، مع إعطائهن الصلاحيات في إضافة هوامش على مخطوطة الكتاب يوضحن فيه ملابسات وتفاصيل تلك القضية أو ذلك الموضوع، وقد كن على الأغلب شواهد عصر على عموم خيباتنا السياسية وأزماتنا الدبلوماسية وكوارثنا الذاتية.

>أنجلينا جولي وأشباه الفنانين العرب

>وفي الأخبار أيضا، أن الحسناء أنجلينا جولي وحسب إحصاءات معينة باتت الشخصية المحبوبة الأولى في العالم.. مما يضعنا في مأزق أخلاقي أمام الألقاب التي تتقاسمها نجمات ونجوم العالم العربي في الغناء والتمثيل!

>أنجلينا، التي لا ينقضي أسبوع إلا ونراها بين المنكوبين في كوارث طبيعية أو حروب تعانقهم وتمسح أحزانهم وتتبرع لهم من مالها ووقتها وجهدها وتحرك أغلب منظمات الإغاثة إلى حيث تركت أثرا لعطرها في أي بقعة جغرافية استحقت أن تكون محبوبة بجدارة.

>ماذا عن «ملكات» الفن.. وأعاصير التمثيل في عالمنا العربي، وهن في عين العاصفة وضحايا الكوارث على مسافات قصيرة من قصورهم الفارهة؟

>سؤال برسم الهبل.. لا أكثر!!

>موسى حجازين… ساخر يبكينا

>وعلى سيرة المحبوبين.. فمن اللزوم أن أتمنى تحت وطأة الدهشة من مرور العمر السريع للفنان الأردني الساخر والذكي موسى حجازين سنة طيبة، وقد بلغ الستين من عمره المديد.. وقد حقق في مسرحه السياسي الساخر ما تجاوز محليته الأردنية بكثير.

>موسى حجازين، الجنوبي الأردني.. وقد كان مسرحه يمتلئ حجزا مسبقا بعرب فلسطينيي الداخل في مواسمه المسرحية، مثال لفنان أردني عربي حقيقي لم ينزلق لحواضن العلاقات العامة المعاصرة فلم يبتذل فنه، وبقي صلبا و ضاحكا يبكينا على أوجاعنا بسخرية فطرية لا مثيل لها.

>أتمنى له من هذا المنبر عاما سعيدا.. متمنيا أن يبقى شعلة ضوء في نفق طويل ومعتم.

>إعلامي أردني يقيم في بروكسل

>مالك العثامنة