قال مراقبون للشأن الليبي إنه من المحتمل أن يكون العقيد المخلوع معمر القذافي والذي يشكل القبض عليه أحد اهداف المجلس الوطني الانتقالي الليبي، قد لجأ إلى مكان ما القذافي محاصر في سرت ووقوعه في قبضة الثوار مسألة وقت!في مدينة سرت، إحدى آخر الجيوب القليلة التي تحتمي بها عصابات القذافي التي كانت تعرف بالكتائب. ودعا العقيد الليبي الفار معمر القذافي، في كلمة جديدة بثها تلفزيون "الرأي" ومقره دمشق، العالم الى التدخل لوقف قصف مسقط رأسه، سرت "360 كلم شرق طرابلس". وتحدث القذافي في أحدث تدخل تلفزيوني عن الأحداث في سرت، بما يؤكد وفقا لهؤلاء المراقبين، أنه موجود داخلها وأن أجل القبض عليه من الثوار وتقديمه للمحاكمة قد أصبح مسألة وقت قصير جدا. وقال القذافي في بيان بثته القناة "اذا كانت سرت معزولة عن العالم لكي ترتكب ضدها هذه الفظائع، فإن العالم من واجبه الا يكون معزولا عنها فيجب أن تتحملوا مسؤوليتكم الدولية وأن تتدخلو فورا لإيقاف هذه الجريمة".

ويقول المراقبون إن هذا النداء هو بمثابة صرخة فزع من القذافي، تؤشر إلى إحساسه بدنو أجل القبض عليه بعد أن ضاقت به السبل وأصبح محاصرا داخل سرت، أكثر منها رغبته في نجدة المدينة التي امهلت فلوله فيها وقتا طويلا للاستسلام ولم تفعل. واكد حلف الاطلسي ان العقيد الليبي لا يشكل هدفا لعمليات القصف اليومية ضد فلول قوات القذافي التي لا تزال تسيطر على قطاعات كبيرة من مدينة سرت ومجموعة من الواحات الصحراوية. واقر المتحدث باسم عملية "الحامي الموحد" التي يقودها الحلف الاطلسي انه لا يملك ملعومات حول مصير القذافي الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية و"مذكرة حمراء" اصدرها الانتربول. وصرح الكولونيل رولان لافوا في لقاء صحافي اسبوعي حول الوضع في ليبيا "صراحة لا نعلم ان كان غادر البلاد".

من ناحيته قال قائد القوات الاميركية في افريقيا الجنرال كارتر هام الاربعاء ان العقيد الليبي معمر القذافي لا يزال يسيطر على عدد صغير من المقاتلين المخلصين له، الا انه "تم القضاء بشكل كبير" على قدرته على التاثير على الاحداث. لكن موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافي زعم في اتصال هاتفي مع قناة الرأي الفضائية مساء الاربعاء ان العقيد الليبي المتواري عن الانظار "في صحة ممتازة" وأن "عمليات المقاومة ما زالت مستمرة لاستعادة طرابلس وبقية المدن".

بالمقابل طالب مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي، لدى استقباله في طرابلس الاربعاء وجهاء من مدينة بني وليد ان يسلم المقاتلون الموالون للقذافي الذين يسيطرون على المدينة اسلحتهم الثقيلة الى قواته. وقال محمود شمام المتحدث باسم المجلس ان "عبد الجليل التقى وفدا من بني وليد وطالبه بتسليم الاسلحة الثقيلة"، من دون ان يوضح ما كان عليه رد الوفد. واضاف انه في حال سلم مقاتلو القذافي اسلحتهم الثقيلة فان مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي سيدخلون المدينة من دون المساس بالمدنيين، "ولكنهم سيكونون مخولين القاء القبض على كل شخص ارتكب جرائم واعمال قتل بحق الليبيين". واكد المتحدث ان ليس هناك اي مجال للحديث عن مهلة نهائية جديدة لتسليم بني وليد من دون قتال، مؤكدا ان "المهلة النهائية الوحيدة انتهت السبت الماضي".

من جهة اخرى اكد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان في طرابلس الاربعاء ان بلاده تحترم حق الليبيين في تقرير مستقبلهم. وقال فيلتمان، اكبر مسؤول اميركي يزور العاصمة الليبية منذ سيطرة الثوار عليها في 23 اب/اغسطس، ان "الولايات المتحدة تحترم سيادة ليبيا". وذكر فيلتمان ان "الولايات المتحدة تسعى الى اقامة علاقات واسعة مع ليبيا على اساس احترام استقلال وسيادة ليبيا"، مشيرا عقب لقائه مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي "هذا نصر للشعب الليبي، ويجب ان يقرر الليبيون وحدهم مصير ليبيا".

من جهته اعتبر فيلتمان ان معمر القذافي "انتهى سياسيا" وان الليبيين لم يعودوا يهتمون لمصيره. وقال "لا احد يعلم اين هو القذافي، لا احد يعلم كم من المال لديه "ولكنه" بات شبه بدون اهمية". والتقى فيلتمان في طرابلس مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي وفي مقدمتهم رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، اضافة الى ممثلين عن "المجتمع المدني". واكد المسؤول الاميركي ان القذافي "يمكن ان يبقى مصدر ازعاج وينفذ أعمال عنف" ولكن ليست هناك "اية امكانية" لأن يتمكن من قلب مسار الاحداث التي اطاحت بنظامه. واضاف ان "المجلس الوطني الانتقالي ليس بمقدوره اعلان تحرير البلد ما دام القذافي لم يعتقل، وما دام الخطر لم يزل عن جميع المدنيين الليبيين في سائر انحاء البلاد" ولكن مع هذا فإن القذافي "انتهى سياسيا". كما اشاد فيلتمان بعمل المجلس الوطني الانتقالي في الاشراف على عملية الانتقال من حكم القذافي الذي استمر 42 عاما.

العرب اونلاين