تحرير جمال على السبت، 01 تشرين2/نوفمبر 2014
فئة: علوم وتكنولوجيا

الطيران الروسي يختبر قدرات حلف شمال الأطلسي الدفاعية

يرى محللون أن روسيا تختبر قدرات حلف شمال الأطلسي الدفاعية بتكثيف طلعاتها الجوية

قال إيغور سوتياجين ، الخبير بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن مقاتلات جوية روسية تنفذ المزيد من الطلعات في المجال الجوي الأوروبي لاختبار استجابة حلف شمال الأطلسي ويبدوعليها بوضوح أنها تتخذ أوضاعا قتالية وفقا لأحد الخبراء.

قال لبي بي سي إن عدم تواصل الطيارين الروس مع أبراج المراقبة الجوية يُعد عملا "عدائيا" و"صداميا".

وأضاف "إنهم يتدربون في أوضاع تشبه إلى حدٍ كبير الأوضاع القتالية."

ومن جهته، قال حلف شمال الأطلسي إنها زيادة "غير عادية" في مثل هذه الطلعات هذا الأسبوع.

يُذكر أن التوتر في العلاقات بين روسيا ودول حلف شمال الأطلسي تصاعد جراء الأزمة الأوكرانية.

يقول سوتياجين إن "الكرملين يتصرف من منطلق الضعف. ويبدو الأمر كلعبة البوكر، حيث يحاول الجانب الروسي خداع الغرب وترهيبه وإثارة مخاوفه."

وذكر بيان لحلف شمال الأطلسي يوم الأربعاء الماضي أنه على مدار الثمان والأربعين ساعة الماضية، اعترض الحلف ثمانية مقاتلات روسية تحلق فوق بحر الشمال/ المحيط الأطلسي بالإضافة إلى أربع طائرات حربية روسية كانت تحلق في اجواء منطقة البحر الأسود وعشر مقاتلات أخرى في منطقة البلطيق.

وفي جميع الطلعات، كانت المقاتلات الروسية تحلق في المجال الجوي الدولي وفقا للحلف الذي قال إنه رصدها من أجل "التعرف على الطائرات وحماية المجال الجوي للحلفاء."

ولكن في حالات كثيرة، لم تكن تلك المقاتلات تسجل خطط الطلعات، كما لم تستخدم الترددات أو تحافظ على الاتصال اللاسلكي مع أبراج مراقبة الطيران المدنية وفقا لبيان حلف شمال الأطلسي.

ويحذر حلف شمال الأطلسي من أن هذه الفعاليات تشكل خطورة على الطيران المدني.

توترات البلطيق

قال سوتياجين إن تلك الطلعات الجوية القريبة من حدود البلطيق ليست جديدة على المنطقة، ولكن تنفيذها بكثافة في الوقت الراهن مع غياب الاتصال ينبغي وأن "يوضع في سياق السياسة الروسية التي تستهدف الصدام مع الغرب لا التعاون معه."

وأشار إلى أنه في ضوء العدد الكبير من الرحلات الجوية الدولية التي تمر على منطقة البلطيق، يُعد فشل الطيارين الروس في الاتصال بأبراج المراقبة المدنية تصرفا "غير مسؤول".

تمكنت مقاتلات الحلف من اعتراض المقاتلات الروسية 100 مرة هذا العام فقط جدير بالذكر أن حلف شمال الأطلسي قد بدأ يكثف دورياته الجوية على دول البلطيق – إستونيا، ولاتفيا، ولتوانيا – استجابة لأزمة أوكرانيا.كما كان الكريملن قد اعتبر انضمام تلك الدول إلى حلف شمال الأطلسي في 2004 إجراء عدائي، إذ أنها كانت جزء من الاتحاد السوفييتي كما أنه لا زال هناك مليون شخص من ذوي الانتماءات العرقية الروسية لا زالو يعيشون بتلك الدول.ومن جهتها، أعلنت بولندا خططا لنشر قوات إضافية في قواعدها الشرقية بالقرب من أوكرانيا.وتتهم الحكومات الغربية روسيا بأنها وراء إثارة التمرد في شرق أوكرانيا وتسليح المتمردين هناك.قال حلف شمال الأطلسي إنه اعترض مقاتلات روسية أكثر من مئة مرة حتى الآن هذا العام، وهو ما يصل إلى ثلاثة أضعاف عدد الطلعات التي اعترضها العام الماضي.وتشير تكهنات ظهرت على السطح في الفترة الأخيرة إلى أنه من الممكن أن تدفع التوترات الحالية في المنطقة كلا من فنلندا والسويد إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.جدير بالذكر أن روسيا جمعت، في طلعاتها الجوية الأخيرة، بين طرازين أحدهما قديم هو تو 95 بير (Tu-95 Bear)، الذي استخدمتها في حقبة الحرب الباردة، والأخر حديث هو ميج 31 (MiG-31).وكان من المعتاد أيام الحرب الباردة مشاهدة القاذفة من طراز بير تحلق في منطقة بحر الشمال.ومع إمكانية تسليح القاذفات الروسية بصواريخ من طراز كروز، ربما تستخدم تلك القاذفات صواريخ غير حقيقية في الطلعات الأخيرة وفقا لسوتياجين.

تستخدم روسيا مقاتلات حديثة وقديمة غير مسلحة بصواريخ حقيقية في طلعاتها المكثفة وأضاف أنه "تدريب مفيد لهم يساعدهم على معرفة ما قد يحدث، وعلى اختبار الوقت الذي يستغرقه رد الفعل والتعرف على مصدر التشويش وسرعته ومكانه وأساليب الاعتراض."ولا يمتلك الجيش الروسي مقاتلات تخترق الرادار (شبح) كما هو الحال لدى الجيش الأمريكي، ولكن هناك ست نماذج لمقاتلات روسية تخضع للتجريب للحصول على تلك التقنية.تعزيزات القطب الشمالي

وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النقاب عن نشر قوات عسكرية جديدة في المنطقة القطبية حيث تطور روسيا حقوق نفط وغاز جديدة في المنطقة.

ومن المقرر بناء قاعدة بحرية دائمة في الجزر السيبيرية الجديدة.

يُذكر أن المنطقة تحظى باهتمام دولي بسبب احتمالات ذوبان المحيط القطبي مما قد يجعل طريق بحر الشمال أكثر استخداما ويختصر المسافة إلى الصين وغيرها من الأسواق الأسيوية المزدهرة.

يقول سوتياجين إن روسيا ليس لديها مرادف لحرس الدفاع القطبي الكندي بفرقه المدربة خصيصا لتأمين المنطقة.

وأضاف أن "روسيا تعاني من فجوة في دفاعاتها الجوية بالمنطقة القطبية تصل إلى 3400 كيلو متر، وهو ما يعني إمكانية تعرض تلك المنطقة لهجوم من قبل فرق على زوارق بحرية لن يتمكن أحد من رصدها."

وهو الأرجح ما يفسر اهتمام روسيا بحشد المزيد من القوات في شمال البلاد.

اترك تعليقاتك